أجمل ما في قدوم الإخوان المسلمين للحكم هو كشف المنافقين ومدعي الثورية والذين يرون في اختلاف الرأي مدعاة للحرب والموت و الدمار.. وللأسف أن الإعلام المصري يعطي مساحات لتلك الأبواق لنشر سمومها في الجو وتكدير الشعب بآرائهم الهدامة. وعلي رأس هؤلاء يأتي صفوت حجازي الذي صعد نجمه بعد سقوط حسني مبارك إلا أنه سرعان ما بدأ في السقوط بمجرد أن دخل الإخوان المسلمون المعترك السياسي في انتخابات مجلس الشعب الماضية وهو للأسف يقدم نفسه كداعية إسلامي وهو أبعد ما يكون عن الداعين الي الله الذين يتميزون بالحكمة والموعظة الحسنة لذلك لم يكن غريبا ما أخرحه جراب حجازي من شرور بتوجيه رسالة الي من يريدون النزول يوم 30 يونية قائلا في لقائه مع الإعلامي محمود الورواري ببرنامج «الحدث المصري» علي «العربية الحدث» قائلا: اللي عاوز ينزل يوم 30 يونية لابد أن يتحمل المسئولية كاملة ولو اللي نزل حصل دم وفيه ناس ماتت محدش يلوم غير نفسه ويتحمل ما تحملناه نحن يوم 28 يناير وفي أحداث محمد محمود، من بلطجية وعملاء.. واعتبر حجازي الرئيس محمد مرسي خطا أحمر محذرا، «الرئيس مرسي اللي هيرشه بالمية هرشه بالدم ده رئيس شرعي منتخب» - حسب قوله - وتابع: «اللي نازلين عشان إسقاط الرئيس يخبطوا دماغهم في الحيطة لأن ده مش حقهم ونحن أسقطنا حسني مبارك لأنه رئيس غير شرعي وجاء بطريقة غير شرعية وظلمنا طوال 30 سنة أهدر دماءنا وحرمنا وسرق بلادنا هو وعصابته، ولا أعرف أي شرعية التي يتكلم عنها سيادته في ظل شعب يكره مرسي وجماعته.. والأعجب أن صفوت حجازي وصل به اللغو والغرور أن يقول: «لن يستطيع أحد المساس بشرعية مرسي حتي لو نزل الجيش» محذرا من غضب الإسلاميين، ومن حقه بالطبع دعم محمد مرسي ومن يريد حتي وإن كان دعمه في إطار وهم تبني المشروع الإسلامي ولا أعرف يقبل سيادته أفكارا وأيديولوجيات المعارضة ولا يكفرهم وفي نفسه يحاول إرهابهم، وأتساءل من هو حتي يقرر لمصر ذات الشموخ والحضارة أن تكون دويلة في خلافتهم الإسلامية المزعومة وعليه أن يرحب كما يشاء بقرارات حماس ويدعمها ولكن في محيط بيته وجماعته ولا يطبق هذا علي مصر فنحن لا نفكر في تحقيق الخلافة الإسلامية بمصر ولكن في أن يكون هناك اتحاد اقتصادي وثقافي مع احتفاظ كل دولة بكينونتها فمصر تقود العالم الإسلامي والعربي بشكل حضاري ولن نسمح أن تكون إحدي ولايات الخلافة التي يحلم بها صفوت حجازي وجماعته فإن حلم الولايات العربية المتحدة نادي به من قبل حجازي وتمركز علي أنه لن يكون هناك رئيس مصري أو جزائري أو مغربي والعاصمة لن تكون في القاهرة ولا مكة ولكن ستكون في القدس. وإذا كان سيادته يري أن تدخل حزب الله اللبناني في الأزمة السورية أدي لإحداث نوع من الطائفية الأيديولوجية وأنهم احتلوا منطقة القصير بسوريا باتفاق مع بشار الأسد واصفا إياه ب«الخائن» فبماذا يفسر سيادته التدخل المصري الآن في الشأن السوري في ظل اختلاط الصورة ولماذا لا يذهب سيادته للجهاد في سوريا مع الإخوان وأولادهم فيريحون ويستريحون وكفانا جهاد سيادتك الحنجوري.. ولا أعرف من أين سيأتي سيادته ب20 ألف مقاتل لتحرير منطقة القصير.. إنني أتمني من الإعلام المصري أن يرحمنا من صفوت حجازي وأمثاله ومن يريده يذهب إليه في قنواتهم فهو الذي قال من قبل: «لا نجد إعلاما ولا ميكروفونات ولا كاميرات لتغطية اعتصام مدينة الإنتاج الإعلامي، وشرف لنا ألا نكون منهم أو يكونوا منا ولا يشرفنا تواجدهم بيننا - تلك رؤية حجازي - الذي يصفه دائما بالكاذب ملك مبارك، الذي أسقطناه نحن الإسلاميين وليس البرادعي الذي لم نره في الميدان خلال الثورة، وإذا كان سيادته يري أنه لا يوجد الآن علي أرض مصر من يمتلك الشرعية سوي رجل واحد وهو الرئيس محمد مرسي صاحب الشرعية الثورية والشعبية الدستورية فاحتفظ برأيك لنفسك ونحن أحرار فيما نعتقد. الغريب أن تصريحات حجازي المهينة والغريبة لم تكن الأولي فمن قبل كانت له تصريحات مستفزة قال فيها إن بيادات أي حمساوي أشرف من أي جيش علي وجه الأرض، ولقد حاول كثيرا تشويه الثورة والثوار في جميع مقابلاته واتهم الكثير ممن يظهرون في التليفزيون ويتهمون الإسلاميين بأنهم «ركبوا الثورة» هؤلاء الشباب منهم 6 أذكرهم ب«شقة العجوزة» وأقول لهم: «لو مابطلتوش النغمة دي هنتكلم ونقول إيه هي قصة شقة العجوزة» والطريف ان الكلام عن شقة العجوزة بدأ بمجرد أن اختلف الإخوان المسلمون مع شباب الثورة فبدأ في تجريحهم أمام الملايين دون تردد لينسب نجاح الثورة لشباب الجماعة.. والغريب أنه لا يقبل الرأي الآخر ويقبله بكل عنف فعندما نشبت مشادة كلامية بينه وبين الإعلامي محمود سعد، خلال مداخلة هاتفية للأخير ببرنامج «آخر النهار» بدأ الخلاف باتهام حجازي لسعد بنقل أخبار كاذبة وأنه لم يسمح له بإجراء المداخلة إلا بعد الاتصال بمالك قناة النهار وهو الأمر الذي اعتبره سعد تهديدا لصاحب القناة ورد بقوله: «مالكش دعوة بيا.. سيبني في حالي ولا توقع بيني وبين صاحب القناة.. اعطينا لك فرصة للرد.. لا لتعطينا درس في الأخلاق» وبادر سعد بعدها بإنهاء المداخلة مع حجازي معقبا بقوله: في إيه خلاص بقينا جهلة وكفرة وإعلاميين زفت.. إن صفوت حجازي أحد أبواق النظام الإخواني الفاشي المستبد يصمت قليلا لينطق بكل ما هو غريب وعجيب وهو الذي قبل بالانسحاق أمام مرسي وقبل يده وافتخر بذلك ومن أقواله التي تتقطر نفاقا: لو صرخت امرأة مسلمة «وا مرساه» فسينتفض لها مرسي من قصر القبة ويقول لها «لبيك يا أختاه».. أعتقد أنه حان الوقت لوقف هذا النفاق الإخواني وعدم استضافة صفوت حجازي.