تعرض الدكتور محمد مرسى, رئيس الجمهورية, لمواقف محرجة اليوم الجمعة أمام منزله بمنطقة التجمع الخامس، حيث حاصره العشرات من أهالى الشهداء، مطالبين برحيله ودعوته لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتوجيه الهتافات المعادية له أمامه وبالقرب منه. كانت البداية من تأكيد السيدة وفاء والدة الشهيد محمد مصطفي (كاريكا) شهيد أحداث مجلس الوزراء، إنها اليوم "الجمعة"، ستتظاهر أمام منزل الرئيس، لأنه مع مرور سنة على وعود مرسي بالقصاص لدم الشهداء، ما زال الحال على ما هو عليه، وتم تكريم قيادات المرحلة الانتقالية، ومسلسل البراءة للجميع "لسه مستمر". وأضافت والدة الشهيد: "حتى تقرير لجنة تقصي الحقائق الذى كشف بالأسماء والأدلة عن مسئولية أفراد من الداخلية والجيش عن قتل وإصابة المتظاهرين، تم تسليمه للرئيس، فقرر أن يحيطه بالسرية، خاصة أن هذا التقرير أوصى الرئيس بعدة مطالب لوقف نزيف الدم والقصاص لدم الشهداء، لكنه لم يستجب لأي مطلب". وفى تمام الساعة العاشرة احتشد الأهالى وسط حالة من الاستنفار الأمنى بالتنسيق بين قوات الأمن المركزى وقوات الحرس الجمهورى وذلك فى الوقت الذى ردد الأهالى هتافات منها: "يسقط يسقط حكم المرشد"، و"الشعب يريد إٍسقاط النظام"، "وارحل.. ارحل"، وذلك فى الوقت الذى رفعوا فيه الكروت الحمراء لطرد الرئيس. وفى الساعة 11,5 بدأ الأمن الاستعداد لإخراج موكب الرئيس، إلا أن أهالى الشهداء اعترضوه، حيث قاموا بمنع السيارة من الخروج، وقاموا بالوقوف أمامها، وصعدوا فوقها وسط هتافات "ارحل يا خروف"، "الشعب يريد إسقاط النظام" مما أدى لاستعانة قوات الأمن المركزى بقوات الحرس الجمهورى، التى نجحت في تخليص السيارة من أيدى المتظاهرين، وإجبارهم على الابتعاد عنها. كما قام الأمن بإحاطة المتظاهرين بسلاسل أمنية لإبعادهم عن موكب مرسي، في الوقت الذي تواجدت فيه سيارتا إسعاف أمام المنزل. وفي السياق ذاته انضمت د.كريمة الحفناوى القيادية بالتحالف الشعبي، للمتظاهرين أمام منزل الرئيس. وفى تمام الساعة 11,45 دقيقة خرج الرئيس مرسى من منزله بصحبة حفيده مرتديا الزى الرسمى بخلاف ما كان يرتديه فى الأيام السابق من زى غير رسمى ليقابله أهالى الشهداء على مرأى ومسمع الجميع بهتافات معادية له: "حسبى الله ونعم الوكيل"و "ارحل ياخروف" و"يسقط يسقط حكم المرشد"، وذلك فى الوقت الذى نجحت قوات الأمن بتهريبه بشكل سريع من وسط المتظاهرين ليؤدى صلاة الجمعة فى مسجد القدس. وأدى مرسى صلاة الجمعة, وسط حالة من الاستنفار الأمنى من قبل رجال الأمن وقوات الحرس الجمهورى، وذلك فى الوقت الذى ألقى خطبة الجمعة الشيخ أشرف الفيل، والذى ناشد القوى الإسلامية والمؤيدة للرئيس محمد مرسى، عدم النزول فى الشارع لإعلان تأييده له، حتى لا تحدث الفوضى ويتم الاحتكاك بالقوى المعارضة، التى من المنتظر أن تخرج أواخر الشهر الجارى للمطالبة بإسقط الرئيس مرسى والدعوة لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة. وأضاف الفيل: "أنا لا أتكلم فى السياسية، ولا أحب العمل فيها, ولكن من واجبى الوطنى أن أدعو الشعب المصرى لما هو صالح، خاصة فى ظل هذا الانشقاق واللختلاف المسيطر على الشارع المصرى خلال هذه الأيام". وقال خطيب مسحد القدس: "على جميع القوى والائتلافات فى الشارع المصرى احترام العملية الديمقراطية، وأيضا احترام الصندوق الانتخابى الذى جاء به الرئيس الحالى، وعليهم استكمال هذا الاحترام بأن يستكمل الرئيس مدته الرئاسية كاملة، ومن ثم يأتى من يدعو لانتخابات رئاسية، ولكن تكون فى موعدها، ويترشح الجميع، ويكون الخيار والامتحان فى الصندوق الانتخابى". وتابع الخطيب:" ندعو مؤيدى الرئيس بأن لا ينزلوا للشارع، وندعو أيضا المعارضين بالالتزام السلمى بالتظاهر وأيضا عدم قطع الطرق وأيضا عدم تعطيل مصالح المواطنين، مشيرا إلى أن أعمال العنف تؤرق المواطنين ويكن لها التأثير السلبى على المواطنين فى الشعب المصرى". وعقب صلاة الجمعة هتف عدد من مؤيدى الرئيس له داخل المسجد الأمر الذى دفع خطيب المسجد إلى مناشدتهم عدم رفع صوتهم فى المسجد، لأنه مخالف للشريعة، مما أدى إلى هجوم بعض المؤيدين عليه. وعقب ذلك خرج مرسى ليستقبله الحضور بالخارج بهتافات مؤيدة ومعارضة له، حيث ردد المؤيدون هتافات منها: "بنحبك ياريس... مرسى.. مرسى"، فيما ردد المعارضون هتافات منها: "يسقط يسقط حكم المرشد... ارحل.. ارحل.. مش عايزينك.. مش عايزينك". وحيا مرسى مؤيديه برفع يده تجاههم، وذلك فى الوقت الذى دخل فيه المؤيدون والمعارضون فى حرب هتافات مع بعضهم البعض عقب مغادرة موكب الرئيس الذى قام عدد من مؤيديه بتنظيم مسيرة خلفه؛ لإعلان تأييدهم له. فى السياق ذاته حدثت بعض المشادات بين المؤيدن والمعارضين إلا أن قوات الأمن تدخلت وفصلت بينهم، وذلك فى الوقت الذى عاد الهدوء مرة أخرى أمام منزل الرئيس عقب صلاة الجمعة، خاصة بعد انسحاب المتظاهرين نظر لارتفاع درجات الحرارة، وسط حالة من الاستنفار الأمنى.