نعم بالحب نودعك يا من جمعت الناس على حبك ، أيها المناضل الشامخ القديس " عريان نصيف " ، يا من وهبت حياتك للدفاع عن ملح الأرض فلاحين مصر و جعلت حقوقهم الضائعة قضيتك و شغلك الشاغل على مدار أكثر من ستة عقود من النضال المخلص الخالى من أى غرض أو منفعة لكم ، فمنذ العهد الملكى مروراً بالعهد الناصرى و الساداتى و المباركى حتى عهد مندوب الاخوان فى القصر الرئاسى ، لم تمل و لم تكل عن المطالبة بحقوق هذه الفئة المظلومة من أبناء مصر الذين أنشأت أول كيان للدفاع عنهم و مساندة المطالبة بحقوقهم . تعلمنا على يديك الكثير يا أيها العملاق العظيم المتواضع الناسك فى محراب الوطن الذى لم أر فى حياتى محباً و مخلصاً له مثل " عريان نصيف " و رغم انه كان أحد قيادات الرعيل الأول فى الحركة اليسارية إلا أنه كان يحظى بحب و إحترام كل القوى الوطنية و الحزبية و لم يغب يوماً عن نشاط أو فعالية دعى إليها من أى تيار أو إتجاه و لهذا فلست أستغرب تظاهرة الحب التى ودع بها الجميع مناضلاً فرض التوقير الذى يستحقه على الجميع بلا إستثناء . كان المناضل "عريان نصيف" الذى أشرف بأنه إبن من أبناء مدينتى طنطا يعمل فى هدوء و صمت و رغم ضخامة ما فعله فى سبيل القضية التى عاش لها إلا أنه لم يسع يوماً لإبراز دوره و التباهى بما يفعل و ترك لنا أعماله تتحدث عن نفسها . رحمك الله رحمة واسعة ياأستاذ عريان يا من رحلت عنا بجسدك فقط ولكنك تبقى بيننا بروحك و مبادئك التى ستظل فى هذا العالم نبراساً لكل من يريد أن يستكمل مسيرتك و تحقيق أحلامك العظيمة و انت قد ملكت شروط العظمة التى تجعلك من المناضلين العظماء الذين لا ينال الموت أبداً منهم ، ترحل أجسادهم و لكن أفكارهم تبقى حية فى أعماق تلاميذهم و نحن منهم فقد تعلمنا على يديك الكثير و الكثير . ندعوا لك بواسع الرحمة والغفران وأن يسكنك الله مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا .. ** مراسل الوفد بالأمم المتحدة و نيويورك