تحت عنوان "ما المفاجآت التي سيوفرها الجيل الجديد بقطر"، كتب المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" بصحيفة "هاآرتس" العبرية أن الإعلان المفاجئ لحاكم قطر عن نيته الاعتزال، وتسليم السلطة لابنه الصغير، أثار القلق والمخاوف لدى عناصر سياسية واقتصادية في العالم العربي وخارجه. وقال: إن الشائعات حول التبادل المتوقع في قيادات النظام القطري انتشرت بشدة منذ أسابيع، بدءا من مواقع المدونين، ومروراَ بالفيسبوك، وانتهاء بالمؤسسات الإعلامية العربية والغربية. وأضاف "برئيل" أن حاكم قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، بحسب التقارير سينقل الحكم لابنه الثاني تميم (33 سنة) وسيعتزل تماماً إدارة الإمارة مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم، مشيراً إلى أن بعض التقارير أيضاً أشارت إلى أن موعد التداول تحدد في شهر سبتمبر. ورأى "برئيل" أن المفاجأة كبيرة، سواء جرى تداول السلطة هذا العام، أو بعد ثلاث سنوات، حيث لم يسبق أن قام حاكم عربي، لاسيما من الأسرة الحاكمة، بإعلان مسبق لنيته بالاستقالة أو الاعتزال على عكس مبدأ كتمان أسرار الأسرة الحاكمة في سائر إمارات الخليج. وأضاف برئيل أن شبكة الجزيرة في هذا الصدد لا يمكنها محاولة النبش والتنقيب عن أسباب الاعتزال، فهي شبكته وهو ممولها. وتابع برئيل، إنه في ظل عدم وجود معلومات موثوقة، هناك العديد من التفسيرات المتداولة على الشبكة العنكبوتية، أولها أن السبب الرسمي هو أن الحاكم البالغ من العمر 61 سنة يعاني من عدة أمراض وضغط دم مرتفع، وأنه أعلن منذ قرابة العام لقرينته "موزة" عن نيته بالاستقالة، فيما يرجع البعض سبب الاستقالة إلى أن الشيخ حمد قرر أن يستبق الخطوات، ويعين ابنه تميم للحيلولة دون انقلاب الحاشية، والتفسير الآخر هو أن زوجته عارضت في البداية بشدة القرار لكنها أصرت في النهاية على تولي ابنها الحكم للحيلولة دون تولي أي من أبناء الأمير من زوجتيه الأولى أو الثالثة. وأضاف برئيل أن قطر أصبحت في السنوات الأخيرة، لاسيما في أعقاب ثورات الربيع العربي، واحدة من الدول الرائدة التي تملي السياسات حتى على الدول الأكبر منها، مشيراً إلى أن قطر نجحت في تسوية العلاقات بين حماس والأردن، وتصدت بالتعاون مع السعودية للتقارب بين مصر وإيران، كما أن الشيخ حمد هو أحد الصقور القوية في الصراع ضد الأسد، وفي الوقت ذاته يمنع كبار مبعوثيه من مقابلة مسئولين إسرائيليين علنية. وأشار "برئيل" إلى أن تميم الابن، شأنه شأن أبيه، يعد أحد المؤيدين المتحمسين لجماعة الإخوان المسلمين، وهو موقف تسبب في خلافات بين الإدارة الأمريكية وقطر، إلا أنه في ظل وجود أكبر قاعدة أمريكية بالشرق الأوسط في قطر، فإن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أن تملي على الحاكم ميوله السياسية. وأضاف "برئيل" أن مصر أيضاً لا يمكنها السخرية من تلك الإمارة الصغيرة التى وصفها مبارك في الماضي بأنه "يمكن إدخال كل سكانها في فندق واحد"، لاسيما بعدما حصلت مصر منها على مساعدات بحوالي 8 مليارات دولار. وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الاعتزال المزمع لحاكم قطر يثير قلق ومخاوف العديد من رجال الأعمال، الذين يترقبون معرفة ماذا ستكون سياسة الدولة في مجال الاستثمارات، وإلى أين ستذهب التبرعات السخية، وأي مؤسسات في الغرب ستختفي إذا اضطرت للانكماش، وأيها سيحظى بالدعم، حيث إن قطر تستثمر في كل شيء بدءا من الفنادق، ومروراً بصناعة السينما الغربية والمسرح والأدب، وانتهاء بحقول النفط والنقابات العملاقة. واختتم الكاتب مقاله بأن قطر ستواصل صناعة المفاجآت مثلما جرت بهدوء الإطاحة بأبو الحاكم الحالي إثر انقلاب الحاشية الهادئ في عام 1995 وحمل ذلك مفاجئة كبيرة، ومثلما أدخلت قناة الجزيرة التي أقيمت في عام 1996 الشرق الأوسط كله في عاصفة معلوماتية من نوع جديد، فهكذا أيضاً سيكون تداول السلطة فيها نموذجاً جديداً في العرف السياسي.