أكد أحمد عز العرب نائب رئيس حزب الوفد أن الصراع العربي - الإسرائيلي ليس صراعاً علي قطعة أرض وإنما هو صراع علي وجود، إما نحن أو هم في المنطقة، وقال خلال محاضرة ألقاها أمام الدارسين بمعهد الدراسات السياسية بالوفد بحضور الدكتورة كاميليا شكري عميد المعهد ومساعد رئيس الحزب: إن المجتمع اليهودي في فلسطين كان في القرن الأول الميلادي مستعمرة رومانية مثل مصر وباقي بلاد الشام وكان سليل الدولة التي أقامها الملك داود نبي الله لحوالي ألف سنة قبل الميلاد وحكمها ولده النبي سليمان من بعده وطوال هذا القرن تعرض هذا المجتمع لقلاقل عديدة نتيجة حركات سياسية تهدف إلي تحرر اليهود من السيادة الرومانية وكانت أهم وأشهر ثورات اليهود في هذا القرن ثورة المكابين سنة 66 ميلادية واستمرت أربع سنوات، ثم قامت ثورة ثانية عام 115 ميلادية، واستمرت سنتين، وأخيراً قامت ثورة ثالثة عام 132 ميلادية في عهد الامبراطور الروماني هادريان واستمرت حتي عام 135 ميلادية، ومن المعروف أن اليهود يعتبرون الديانة اليهودية ديانة خاصة بهم كبني إسرائيل وليست ديانة العالم كله كالمسيحيين والإسلام مثلاً، ولذلك لم يكن اليهود يبشرون باليهودية وسط الغير في فلسطين، ولكن آلاف الذين استطاعوا الهرب من الإبادة الرومانية والاحتماء بقبائل بحر قزوين أو بحر الخزر خافوا أن تنقرض الديانة اليهودية نظراً لقلة عددهم وضعفهم العسكري فبدأوا يبشرون بالديانة اليهودية، وبعد سقوط مملكة «خزرية» في القرن التاسع تفرق اليهود في شتي الأنحاء في العالم مكونين تجمعات مغلقة عليهم تسمي «الجيتو» ويعيشون في عزلة عن جيرانهم، وعند نهاية القرن الثامن عشر عام 1798 وصل عبقري الاستعمار نابليون بونابرت علي رأس الحملة الفرنسية التي احتلت مصر وكان أول من فكر في إنشاء دولة يهودية في فلسطين، وعندما حفرت مصر قناة السويس وافتتحت الملاحة فيها عام 1869 أدركت إنجلترا حتمية السيطرة العسكرية علي مصر واحتلالها لتأمين شريان مواصلاتها الحيوي للهند وعملت علي إحياء مشروع إقامة دولة يهودية في فلسطين تكون في خدمة الاستعمار البريطاني، وفي عام 1890 أمرت الملكة فيكتوريا بتشكيل لجنة ملكية لدراسة أسباب انهيار الامبراطوريات القديمة، وبعد أقل من عامين من تقديم التقرير عقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897 أول مؤتمر صهيوني في التاريخ ينادي بإقامة دولة يهودية في فلسطين بزعامة تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية العالمية. وأضاف «عز العرب»: أنه في عام 1917 صدر وعد «بلفور» حيث وعدت بريطانيا سراً الحركة الصهيونية بمساعدتها علي إقامة دولة يهودية في فلسطين، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وقيام الأممالمتحدة عرضت المشكلة الفلسطينية اليهودية عليها وتلاعبت القوي العظمي من بريطانيا وأمريكا والاتحاد السوفيتي وباقي دول الغرب عموماً بها حتي أصدرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1947 قرارها بتقسيم فلسطين إلي دولتين عربية ويهودية وبقاء مدينة القدس منفصلة ومفتوحة لكل الأطراف تحت إدارة دولية، ورفضت الدول العربية قرار التقسيم فاندلعت الحرب العربية اليهودية الأولي فور إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، وعندما قامت الوحدة العربية بين سوريا ومصر عام 1958 أيدت أمريكا هذا ليس حباً فيها وإنما لإنقاذ سوريا من قبضة السقوط في يد الشيوعية، ووجدت إسرائيل فرصة العمر في العداء بين عبدالناصر والغرب للتخلص من حكمه ومن كل القوي المعادية لها في المنطقة واكتساح مزيد من الأرض العربية.. وجاء السادات لحكم مصر بعد عبدالناصر وأخذ يستعد للحرب لطرد الاحتلال الإسرائيلي وبتكتيك سري محكم ليس معهوداً في العرب فاجأ السادات إسرائيل مع صديقه السوري حافظ الأسد بالحرب التي عرفت بحرب يوم الغفران في 6 أكتوبر عام 1973، وفي عام 1981 اغتيل السادات علي يد متطرفين إسلاميين وخلفه حسني مبارك، ومن اليوم الأول لحكم مبارك كان هدفه الوحيد إرضاء أمريكا وإسرائيل لضمان استمراره في الحكم المطلق تحت رعايتهما باعتباره الحليف الاستراتيجي الذي يضمن أمن إسرائيل، وعندما ولدت فكرة توريث الحكم من مبارك لابنه الأصغر في أواخر تسعينيات القرن الماضي استسلم مبارك تماماً لمطالب السياسات الأمريكية - الإسرائيلية وأصبح رجلهم وسلاحهم الاستراتيجي في المنطقة يحتضنه عملاء أمريكا، وكان يحاصر أعداءها مثل حركة حماس في قطاع غزة حتي اليوم. وقال «عز العرب»: اندلعت ثورة الشباب في 25 يناير لتطيح بمبارك من فوق عرش ملوث يعوم علي مستنقع من الفساد والطغيان وحكم العصابات الإجرامية وتنقلب رأساً علي عقب كل حسابات الأمريكيين والإسرائيليين وعملائهم المحليين وتري إسرائيل أن الشعوب العربية بدأت تأخذ مصائرها في أيديها وتتخلص من طغاتها الذين كانوا عملاء يشتركون في ضمان أمن إسرائيل رعباً من المستقبل وقد عبر الرئيس الإسرائيلي «بيريز» عن هذا الرعب عندما قال: «إن إسرائيل لا يمكنها العيش دون الحماية الأمريكية لها.. وليس أمام إسرائيل سوي حلين، إما أن تستعمل إسرائيل ترسانتها النووية في حرب أخيرة يائسة ضد جيرانها العرب تفنيهم وتفني معهم في عملية انتحار متبادل وإما أن يقبل اليهود تدريجياً العيش في دولة ديمقراطية مزدوجة الجنسية من عرب ويهود وتتفكك آلة القمع الصهيونية بكل أجهزتها تدريجياً، بينما يتحول اليهود إلي أقلية مميزة وسط بحر عربي كما حدث مع الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا عندما انهار الحكم العنصري ووصل بطل أفريقيا الأسطوري نيلسون مانديلا للسلطة، وعندما سئل ألا تريد الانتقام من البيض بعد سنوات سجنك الطويلة؟.. أجاب: أنا أكرههم ولكن جنوب أفريقيا محتاجة لهم ولخبراتهم». وقال «عز العرب»: إن الدور الذي يلعبه الإخوان المسلمين لخدمة مصالح أمريكا واضح المعالم من خلال الخلافة فإذا أسقطنا جزءاً من سيناءلغزة ولو تخلينا عن حلايب وشلاتين، فهذا مخطط أمريكي، والإخوان ينفذون لأمريكا مخططاتهم بتقسيم مصر إلي أربع دويلات ويتعاونون مع إسرائيل، والدليل علي ذلك خطاب مرسي لبيريز «صديقي العزيز»، ولكن 30 يونيو هو نهايتهم، حتي لا نعيش تحت سلطة هؤلاء الوحوش، وإسرائيل لم تسهم في تمويل سد النهضة، وإنما كمقاول في بناء السد، فإسرائيل لا تدفع وإنما تأخذ. وأضاف «عز العرب» أن عبدالناصر لم يطرد اليهود من مصر بقرار وإنما اليهود الذين كانوا في مصر قرروا الرحيل لأنه لم يعد لهم مصدر رزق، وقال: إن محمود عباس ليس له شرعية وإسرائيل له تعيش لا في حالة وجود عدو خارجي لها أو وجود رمز مقدس يلتف حوله الشعب وهو حائط المبكي.