اعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين، أن محاكمة مبارك ضرورة براجماتية وأمراً محورياً في التحولات الديمقراطية الناجحة التي جرت في أنحاء العالم؛ مشيراً إلى أن النتيجة السلبية الوحيدة لها هي أنها ستجعل باقي الحكام الطغاة في الشرق الأوسط يتشبثون بمقاعدهم، حتى لا يتعرضوا لنفس المصير. ووصف سياسة توزيع الأموال على الشعب التي تقوم بها الحكومة السعودية، بأنه بمثابة رشوة لاتقاء الثورة. وأوضح ماكين، في بداية حواره مع مجلة فورين بوليسي الأمريكية، قائلاً: "دعوني في البداية أقل إني أرى أنه لا ينبغي لهم أن يحاكموا مبارك. ذلك أن هذا سيجعل باقي الحكام العرب الديكتاتوريين يتشبثون بالحكم خشية أن يتعرضوا لنفس مصير مبارك". وذكرت المجلة أن رؤى ماكين، منافس أوباما في انتخابات الرئاسة 2008، تجاه الثورات الحالية في الشرق الأوسط أشبه ما تكون برؤى إدارة أوباما. حيث طالب بتقديم مزيد من الدعم والتشجيع للثوار في سوريا. ونصح الولاياتالمتحدة وأوروبا أن يسارعا بدعم الانتقال الديمقراطي في كل من مصر وتونس. وعبر عن تفاؤله إزاء ليبيا مؤكدا أن الإدارة الأمريكية ينبغي أن تعترف بالمجلس الانتقالي الوطني. واستدركت المجلة أن ماكين انتقد بطء إدارة أوباما الذي ظهر جلياً في أحداث مصر وليبيا وسوريا. ورغم إدراك ماكين كما يقول الكاتب لعمق الكراهية التي يكنها بعض المرشحين للرئاسة في المنطقة لأمريكا وإسرائيل إلا أنه لا يتوانى عن تأكيد دعواته بدعم الديمقراطية في مصر وغيرها ورغبته في إقناع الجميع أن وجود شرق أوسط ديمقراطي إنما يقع في صميم المصلحة الأمريكية. وحذر ماكين من أن يعيش السوريون على أمل أن أمريكا ستتدخل في بلادهم، مشيراً إلى أن الوضع في سوريا خارج عن سيطرة الولاياتالمتحدة. وكما حذر الولاياتالمتحدة، من الناحية الأخرى، من التدخل العسكري في سوريا. واستنكر ماكين غياب السعودية عن خطاب أوباماً، وقال: "إن السعودية تقوم برشوة الشعب. فهم يوزعون المال اتقاء للثورة ضدهم".
