حذر علماء بالأزهر، اليوم السبت، من أن دعوات إرسال الشباب للقتال في سوريا بشكل منفرد تحت مسمى "الجهاد" ستصب بسوريا إلى حرب طائفية واسعة النطاق، مشيرين إلى أن الحل يكمن في تشكيل جيش موحد من الدول العربية لإنهاء الأزمة. ويوم الخميس الماضي، انعقد مؤتمر "موقف علماء الأمة من أحداث سوريا" في القاهرة، بحضور حشد من الدعاة والعلماء من عدة دول عربية وإسلامية بينهم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ودعا في ختام أعماله إلى فتح باب "الجهاد" في سوريا بالنفس والمال والسلاح. وأثارت هذه الدعوة جدلا واسعا ما بين مؤيد لها بغية مناصرة الشعب السوري أمام ممارسات جيش نظام بشار الأسد، وما بين رافض لفكرة إرسال الشباب ليواجه المخاطر منفردا بدون غطاء رسمي، وينخرط في حرب "طائفية". وقال القصبي زلط، عضو هيئة كبار العلماء، أعلى هيئة بالأزهر، لمراسل "الأناضول" إن "الجهاد له شروطه، وله دور معين لرد الاعتداء، لكن التساؤل الذي نطرحه: هل حرب المسلمين بعضهم البعض مشروع دينيا أم ليس مشروعا؟". وأجاب زلط بأنه "إذا كان هناك فئة باغية من فئة حاكمة على فئة محكومة فالقرآن الكريم يقول: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"". ولفت الشيخ الأزهري إلى أنه "لا يمكن أن يتحقق هذا النص القرآني على أرض الواقع إلا إذا كان هناك جيش مخصص من جميع الدول العربية يشترك في رد الاعتداء، فتفعيل أمر الله يتحقق عندما يكون هناك جيش مكون من كل الدول العربية، ويدفع عدوان المعتدي في أي دولة إسلامية". وحذر زلط من أن الدعوة لما وصفه ب"الجهاد الفردي" يجعل الأمر "طائفيا بحتا"، في إشارة إلى تجييش المقاتلين السنة والمقاتلين الشيعة ضد بعضهما البعض. من ناحيته قال للأناضول عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا: "إن القصد من الجهاد من منظور فقهي أنه إذا احتل العدو شبر أرض أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، أما ما يحدث في سوريا، وهي بلد مسلمة، هناك طائفتان متصارعتان، وعلى هذا فإنه لا تجوز الدعوة إلى الجهاد في سوريا لأنها ستكون دعوة لقتل طائفة مسلمة، والكل يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله، ولكن على المسلمين أن يصلحا بينهما فإن استمرت فئة بالبغي فلابد من عمل إسلامي موحد، كتشكيل جيش موحد، لمواجهة هذا البغي، وليس عبر الدعوة الفردية للجهاد".