رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في أحد مقالات الرأي الذي نشرته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني أن الربيع العربي ذو التسمية المُضللة- على حد وصف الكاتب- تحول إلى نوعبن من الصراعات المجتمعية التي ستحدد ما إذا كان الشرق الأوسط قادرا على مواكبة التحرر والعولمة التي يتسم بها العالم في القرن الواحد والعشرين. ومضى "جاكسون ديل"- نائب رئيس تحرير صفحة الرأي- يقول إن الصراع المجتمعي الأول هو الصراع الطائفي بين السنة والشيعة والذي يتسم بمزيد من الدموية في سوريا، مشيرًا إلى أنه إذا لم يتم تسوية الأمر في أقرب وقت، فلن يكون هناك أي نظام جديد في سوريا أو العراق أو لبنان أو البحرين خلال عقود عدة مقبلة. وأوضح الكاتب أن النوع الثاني من الصراع المجتمعي يُعد أقل عنفًا، ولكن يمكن القول إنه الأكثر إلحاحًا: حيث المعركة السياسية على السلطة بين الإسلاميين والعلمانيين في الدول ذات الأغلبية السنية مثل مصر وتونس وليبيا وأخيرًا تركيا المشتعلة حاليًا. ولكن السؤال يبقى: هل يتوافق الجانبان على تحمل بعضهما البعض ويسعيان إلى خلق نظام سياسي ديمقراطي من شأنه التوفيق بين قيمهما المتنافسة؟. واستطرد "ديل" حديثه قائلًا: "حتى الآن لا تبدو الأمور جيدة، فبدلا من بناء توافق في الآراء، نرى استقطاب شديد بين القوى الإسلامية والعلمانية في مصر. وفي تركيا، أظهرت الأيام العشرة الماضية فجوة مماثلة بين الطبقى الوسطى الحضارية والحكومة الإسلامية المتسامحة. وانتهى "ديل" ليقول إن الرئيس المصري "محمد مرسي" ورئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" يتبعان نظرة واحدة، وهي أن الفائز في الانتخابات عبر الصندوق من حقه فرض أجندته واكتساح الصحفيين والقضاة والأقليات التي قد تقف في طريقهم.
