أعلن نادى القضاة استمرار اعتصام القضاة الذى دخل يومه الخامس على التوالى حتي سحب مشروع قانون السلطة القضائية وتنفيذ الأحكام القضائية بعزل النائب العام المستشار طلعت عبدالله. وصرح المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة العام بأن النادى بصدد عقد ندوتين الأولى عن ازمة المياه وسد النهضة الذى بصدد انشائه اثيوبيا والثانية عن حكم المحكمة الدستورية ببطلان تشكيل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور. واشار «الزند» إلي انه ستتم استضافة خبراء دوليين في المياه وفقهاء دستوريين لتفسير وشرح حكم المحكمة وحتى مثول الجريدة للطبع لم يتم تحديد موعد الندوتين. ووسط مشهد مهيب وحاشد واجراءات أمنية مكثفة وبعض الاشتباكات نظم المئات من قضاة مصر مساء امس الاول وقفة احتجاجية حاشدة امام سلالم مبنى دار القضاء العالى تحت اسم «مذبحة العدالة الثانية» للتنديد بالاعتداءات على السلطة القضائية والمطالبة بإيقاف مجلس الشورى مناقشة مشروع قانون السلطة القضائية المعروض امامه وسحب تلك المشروعات وإقصاء المستشار طلعت عبدالله من منصبه تنفيذا للأحكام القضائية. شارك القضاة في وقفتهم الاحتجاجية مئات المواطنين من مختلف القوى السياسية والحزبية وفي المقدمة حزب الوفد وعدد من ممثلى القوى والاحزاب وممثلى الهيئات القضائية المختلفة وعدد من رؤساء اندية قضاة الاقاليم ومجلس ادارة النادى بالكامل وشباب النيابة العامة واعضاء لجنة الدفاع عن القضاة وتهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقاً ورفعت السعيد وحسين عبدالرازق القياديين بحزب التجمع والشيخ مظهر شاهين والاعلامى توفيق عكاشة والدكتور محمد أبوالغار القيادى بجبهة الإنقاذ وعبد الجليل مصطفى وعدد من شباب حركة تمرد. أقام شباب القضاة جداراً بشرياً داخل مبنى دار القضاء بينهم وبين القوى السياسية والمواطنين لعزل وقفتهم عن وقفة التضامنين. وانتشرت قوات الامن المركزى بكثافة امام دار القضاء لتأمين مبنى وساحة المكان، حيث توجد الوقفة الاحتجاجية وحدثت مشادات حادة بين المواطين وقوات الامن بسبب إغلاق الامن ابواب المبنى ومنع المواطنين من دخول دار القضاء العالى الا ان اعداداً من المواطنين استطاعت الدخول بعد تسلقها اسوار المبنى الحديدى. ومن المفارقات ان اعداداً كبيرة من القضاة وأعضاء النيابة العامة اضطروا إلى دخول مبنى دار القضاء من الباب الخلفى بسبب زحام المتظاهرين. واصطف المواطنون خارج مبنى دار القضاء منذ الرابعة عصراً وقبيل حضور القضاة وبدء الوقفة الاحتجاجية بقرابة الساعتين وحملوا لافتات عديدة طالبت خلالها بسقوط حكم المرشد والاخوان ورددوا هتافات عديدة مناهضة لحكم الرئيس محمد مرسى ورددوا هتافات، «ياقضاة يا قضاة أنتوا أمانة أمام الله» ورفعت الطريقة العزمية لافتة كتب فيها «أيها الخوارج من صارع الحق صرعه»، «بالروح والدم نفديك ياقضاة» و«الشعب والقضاء إيد واحدة» ورد عليهم القضاة بتحيتهم والتصفيق لهم والتلويح بعلامات النصر والتأييد والشكر. قامت إحدى المتظاهرات بإلقاء الورود على القضاة وأعضاء النيابة خلال وقفتهم وأثناء الاستماع للنشيد الوطنى. مشاركة وفدية وشارك في الوقفة الاحتجاجية العشرات من اعضاء وشباب حزب الوفد من مختلف المحافظات واللجان بقيادة اعضاء الهيئة العليا في الحزب اللواء سفير نور والكاتب الصحفى طارق التهامي. وحمل الوفديون الاعلام الخضراء للحزب والتى رفرفت في مشهد مهيب داخل دار مبنى القضاء العالى، حيث كان القضاة فى وقفتهم الاحتجاجية وخارجه مع المتظاهرين والمواطنين البسطاء. وانضم سفير نور برفقة المستشار احمد الزند رئيس نادى القضاة العام بالوقوف على سلالم مبنى دار القضاء العالى اثناء الوقفة الاحتجاجية اثناء ترديد النشيد الوطنى. وهتف شباب الحزب داخل مبنى دار القضاء وخارجه لاستقلال السلطة القضائية والمنددة بالاعتداءات عليها من السلطة التشريعية والتنفيذية ورفعوا لافتات متعددة منها بالروح بالدم نفديك يا قضاة» «الشعب يؤيد القضاة» و«الاعتداء على القضاء.. اعتداء على امن مصر» وهما «دول قضاة مصر»- في اشار ة الى المحتجين على سلالم دار القضاء العالى.. ورددوا هتافات «ثوار أحرار.. هنكمل المشوار» و«يسقط حكم المرشد» و«ياقضاة خلصونا من الطغاة». استمارات تمرد واستغل أعضاء وشباب حركة تمرد الوقفة في توزيع استماراتها الخاصة بسحب الثقة من الرئيس الدكتور محمد مرسى وقامت أعداد من المواطنين والقضاة معا بالتوقيع على الاستمارات. الزند: وقفة تزلزل أركان الطغيان وأعرب المستشار احمد الزند رئيس نادى القضاة العام في كلمته خلال الوقفة عن امتنانه لمشاركة المواطنين والاحزاب والقوى السياسية مشيرا إلي ان وقفة القضاة تعد وقفة تزلزل اركان الطغيان وان كلاً من الشعب والقضاة صنعوا معا جدار لن يستطيع احد الاقتراب منه مشددا ان قضاة مصر قادرون على التصدى لطيور الظلام التى تريد اخونة القضاء مشيرا إلي ان القضاة والشعب المصرى قادران معا ان يزيلا ما امامها من عقبات. مظهر شاهين: معاً ضد أخونة القضاء والجيش والشرطة وفي كلمته اثناء الوقفة الاحتجاجية اكد الشيخ مظهر شاهين ان الشعب والقضاء سيظلان سويا يدا واحدة ضد اخونة الدولة المصرية وضد اخونة الجيش او الشرطة مشددا ان ثوار ثورة يناير سيظلوا صامدين حتى النهاية ضد الظلم والطغاة. الجبالى: شعب مصر لن يدخل بيت الطاعة الإخوانى وفي كلمتها اثناء الوقفة الاحتجاجية اكدت المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق ان الشعب المصرى احتشد للدفاع عن قضائه المستقل وأعرب عن رفضه بأخونة الدولة ودخول الشعب المصرى بيت الطاعة الإخوانى. وشددت «الجبالى» علي ان حكم الدستورية الصادر امس الاول الخاص ببطلان تشكيل مجلس الشورى الحالى يفتح الباب على مصرعيه للنضال القضائى والسياسى والثورى. وعقد المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة مؤتمراً صحفيا موسعا بحضور ومشاركة العشرات من القضاة. وندد «الزند» خلال كلمته بمشروعات قوانين السلطة القضائية التى يناقشها مجلس الشورى واصفا اياه «بالمشروعات الانتقامية». واكد ان المحكمة الدستورية قضت في سطر واحد، أن سلطة التشريع للمجلس باطلة فى مادة واحدة من حكمها الصادر امس الاول. واضاف سيأتى اليوم الذى تعود فيه المحكمة الدستورية بكامل عافيتها وكامل أعضائها ولن ينجسها واحد من هؤلاء المشتاقين. مشددا علي ان قضاة مصر سيظلون يدافعون عن المحكمة الدستورية. واضاف انتقدنا مرارا وتكرارا أثناء اعداد اللجنة التأسيسية للدستور لم تتم مناقشته مشيرا إلي انه الآن ننتقل من فخ الى اخر بسبب عدم إلمام من قام بوضعه به. وقال لا اعبأ إن رفعوا الحصانة عنى وقدموا شكاوى ضدى للنائب الخاص- في اشارة للنائب العام المستشار طلعت عبدالله- لرفع الحصانة عنى، «ارفعوا الحصانة ألف مرة لا أعبأ ولا أهتم». واضاف سيظل للشعب المصرى ظهير قانونى يتمثل فى قضائه وقضاته يبحث عمن قتل الشهداء وينزل العقاب الرادع على كل يد آثمة طالت احدا منهم بأذى. واكد الزند ان من يهاجم نادى القضاة كان يتعاون معه في الماضي فى أمور لا تخص القضاة أما حاليا فإن النادى يدافع عن دولة القانون والدستور، مشددا علي ان القضاة.. لن يستسلموا ولن يفرطوا فى حق مصر. واشار الزند إلي ان دعاوى تطهير القضاء محاولات تافهة يريدون بها إلهاء القضاة عن قضيتهم الاساسية وهى استقلال السلطة القضائية. وأضاف ان استخدام سلاح الشائعات والكذب والتلفيق لهذا الغرض لن يجدى. وهدد «الزند» باجراءات تصعيدية عديدة لمواجهة اخونة القضاء مطالبا كافة القضاة بالانضمام للاعتصام في نادى القضاة لمواجهة الاعتداءات على السلطة القضائية. وقال «البعض يعتقد أنه أخضعوا النيابة العامة وأخونوها، ولكن ذلك لن يحدث، وسينتفض أسود النيابة العامة قريبا وسيكون صبر وصمت هؤلاء الأشاوس الهدوء الذى يسبق العاصفة». وشدد «الزند» علي ان القضاة لن يتنازلوا عن مطلبهم بإقصاء المستشار طلعت عبدالله من منصبه. وقال: «لن نصبر على نائب عام باطل، كل شىء فى عهدهم أصبح باطلا وصاروا متعهدى البطلان». ونفي «الزند» حدوث وقيعة بين القضاة و مجلس القضاء الأعلى لأنهم شيوخ القضاة ونكن لهم كل التقدير والاحترام. واستنكر «الزند» تسول مصر للقروض من الخارج وقال «مصر التى فاضت بخيرها على كل الدول العربية بلا استثناء تشحت وتمد يديها وهناك دويلة بحجم عزبة تريد شراء مصر». وطالب الزند القوات المسلحة بالاستعداد حتى لا تحرم مصر من مصدرها المائى المتمثل في نهر النيل. ودعا جموع المصريين على اختلاف توجهاتهم إلي التوحد حول مصر. وقال «أدعو قواتنا المسلحة الباسلة أن تكون على أهبة الاستعداد، سنتصدي لمن يحرمنا من المياه، حرام عليه أن يذوق طعم الحياة». واكد رئيس نادى القضاة ان مصر ليست عزبة ليتصرف فيها اى فصيل كما يريد وقال «هذا الفريق الذى ينتظر أن تسقط مصر ويفشل الاخوان، أقوال لهم اتقوا الله لا نريد لمصر أن تسقط وتنهار ولا نريد سقوط وفشل الإخوان، هذه أرضنا جميعا لا تعرف النفى ولا الإقصاء والاستحواذ». وخلال المؤتمر أصدر قضاة مصر بياناً ناشد الشعب الوقوف لمنع تمرير قانون السلطة القضائية. وأضاف البيان: «ان قضاة مصر يدافعون عن الشعب وحرياته قمنا بتعليق عملنا بوقفات احتجاجية، واعتصمنا رافضين تغول الدولة متمثلة فى سلطتها التنفيذية والتشريعية على السلطة القضائية، وعلى القضاء واستقلاله، الذى هو فى حقيقته استقلال لكل مواطن، حتى يكون بمنأى عن عصف السلطة أو بطشها، لقضاة لا يخشون فى الحق لومة لائم». وأكد البيان أن قضاة مصر يرفضون احتكار اي فصيل سياسى والتفريط فى مقدرات الشعب ومكتسباته وسيادته على أراضيه، وطالب الشعب مصدر السلطات برفع يد مجلس الشورى عن مشروع قانون السلطة القضائية، وإرجائه لحين انتخاب مجلس النواب، حفاظا على الحريات والحقوق والعدالة، ومن أجل قضاء حر مستقل عن القيود والأغلال.