وكأنك يا أبو زيد ما غزيت هذا المثل أو تلك المقولة التي تعبر عن الاحباط واليأس وقد تعني الفشل في المقاصد والنتائج حين تحارب وتقاتل ثم تكتشف في النهاية أن تلك الحرب وهذا القتال والتضحيات لم يسفر عن شيء أو يغير شيئا سوي المزيد من الآلام والمصاعب والنزيف والضحايا، فبعد أكثر من أربعة أشهر علي ثورة يناير نجد أن المواطن المصري البسيط والذي قامت من أجله تلك الثورة مازال يعاني من نفس المشكلات بل إن الظروف صارت أقسي وأمر قد تصل به وبنا إلي حد ثورة وانفلات إنساني وأخلاقي، فإذا كانت الثورة رفضت الظلم والفساد والفقر وتحكم مجموعة ما في أمور العامة إذا بنا نعيد نفس السيناريو والحوار ولكن بأسماء أخري وعناوين مختلفة كلها في النهاية تؤدي إلي ذات النتيجة. لجان الحوار الوطني ثم الوفاق الوطني ثم شباب الائتلاف ثم اتحاد شباب الثورة ثم ائتلاف ضباط الشرطة و من بعدهم شباب الإخوان و ما بينهم من مجلس عسكري ووزراء ورؤساء لأحزاب جديدة لا يعلم أحد مدي تواجدها في الشارع وأخري قديمة كانت في الماضي ديكورا لنظام شمولي ديكتاتوري لكنها تأبي ألا تستمر في خديعة الشارع والسياسة، كل هذا الزخم السياسي لم يسفر حتي الآن عن أي مشروع اجتماعي أو اقتصادي اللهم نداءات استغاثة مستمرة عبر وسائل الإعلام من أجل الصبر و التحلي بالهدوء والانضباط ومساعدة رجال الشرطة والوحدة الوطنية وعدم تهريب السولار أو تخزين السلع الغذائية ومراعاة الضمير والأخلاق وتحمل الجوع والفقر وغلاء الأسعار وزحمة المواصلات واختناق الشوارع و تلوث الماء و الهواء من أجل زيادة مرتب في خلال خمس سنوات نربط الحزام لحين صدور مانشيت جديد في صفحات الجرائد وبرامج التوك شوٍ...... في الماضي حين كان يخطيء وزير أو يقصر في عمله تتباري الفضائيات والصحف في نقده ومهاجمته كل وفق قربه أو بعده من كرسي الرئاسة أو الصحافة والإعلام، واليوم علي الرغم من أننا فيما يسمي ثورة وتغيير وإصلاح نجد أننا نحيا نصف ثورة وربع حياة وثمن تغير وصفر إصلاح. أول وزارة عليها تقديم كشف حساب للشعب هي وزارة الداخلية ووزيرها في هذا التسيب المتعمد وتلك البدل البيضاء التي تقف في الشارع منظر وتجلس في القسم شرف وصورة ولكن لا تواجد ولا هيبة ولا قانون يطبق بحجة الخوف والحذر أو بحجة الحالة النفسية للضباط وللمواطنين أو بحجة أن الأمن مسئولية المجتمع والتعليم والإعلام والمؤسسة الدينية و............ " والنبي أسمعوا الكلام" "علشان خاطرنا أمشوا عدل" "ربنا بيحب اللي بيغسل سنانه ويمشي في الاتجاه الصحيح" يا حبيبي يا حلوين أسمعوا كلام العسكري المسكين وبلاش توك توك أو مطواة أو وقوف في الممنوع........................... والكارثة أن السادة الضباط مصدقين أن هذا هو المطلوب من المواطن وضابط الشرطة ونسوا أن هناك قانوناً وثواباً وعقاباً يضمن الأمن والانضباط وحجة أن الضباط خايفين أو زعلانين حجة وهمية لا تتماشي مع مرحلة الثورة، وكان الأجدر بالسيد الوزير والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أن تكون هناك قرارات وخطط عمل سريعة تعرض علي الشعب والشارع كما يحلو لهم أن يصفوه، توضح كيفية تحقيق الانضباط بدلا من هذا الصراخ والسخف والفجاجة الاعلامية. ثانيا: الوزارة التي يجب أن تتقدم بأوراق سريعة للشعب عن الأزمات التي تحدث في السولار والبوتجاز هي وزارة التضامن الاجتماعي مع وزارة البترول، فعلي الرغم من التصريحات الوردية والصفحات الاعلامية عن تدارك الأزمة فإنها مفتعلة وأن الشعب هو السبب لأنه يهرب السولار ويخزن البوتجاز ويعمل في السوق السوداء إلا أن الخطة المضادة للتصدي لهذا العبث وهذه الجريمة في حق المجتمع ككل لم تقدم للشارع ولم نر حلولا فعاله ولا تدخلا من الشرطة العسكرية لتجريم تلك الممارسات اللاخلاقية واللاقانونية ولكن مجرد تصريحات وأرقام والشارع يئن ويغلي ويوشك علي الانفجار الاقتصادي. أخيرا وزارة الأوقاف وما تتضمنه من دور العبادة سواء إسلامية او مسيحية مازالت تعمل بطريقة شيخ العرب وقاعدة الرجالة والمجالس العرفية وكأن القانون الذي ينادي به المسلمون والمسيحيون علي حد سواء معطل في الأدراج في انتظار قوة ربانية تخرجه إلي النور حتي يصدر قانون موحد لدور العبادة وأيضا قانون موحد لدور رجال الدين ومسئولياتهم داخل الأماكن الروحانية وخارجها بما لايتعارض مع أمن الوطن وسلامته ونسيجه وبما لايسمح بأي صور للتدخل الخارجي سواء شرقاً أو غرباً. وبعد كل هذا نقول إن أبو زيد غزي وحارب واستشهد ولكنه مازال يشعر ونشعر معه أن ثورته قد تسرق أو تجهض أو تغير مسارها ونعود إلي نقطة الصفر لنبدأ من جديد. ولكن هذه المرة من أين و إلي أين؟ [email protected]