تشهد أسعار الدواجن البيضاء بداية من الإثنين الماضى انخفاضًا كبيرًا بقيمة 10 جنيهات فى الكيلو للمستهلك. وتبع هذا الانخفاض صباح الثلاثاء انخفاضًا آخر يصل إلى خمسة جنيهات أخرى، ليصبح سعر كيلو الدواجن داخل المزارع حوالى 60 جنيهًا بعد 73 جنيهًا وهو السهر العادل. وقد تلا هذا الانخفاض تدنى أسعار البانيه وأسعار البط والبيض بنفس القيمة، وليس السبب الرئيسى فى الانخفاض هو ضعف الإقبال من المستهلكين، كما أرجعه عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن فى اتحاد الغرف التجارية، إنما السبب الرئيسى كما يؤكده كثير من المنتجين هو قيام الحكومة ممثلة فى وزارة التموين وبمباركة شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية بفتح اعتمادات مستندية لاستيراد 25 ألف طن لضخها بالأسواق مع بداية شهر رمضان بأسعار مخفضة وتقل عن السوق المحلية. والدليل على صحة ما يؤكده المنتجون هو التصريحات الصحفية لعضو شعبة المستوردين، سيد النواوى أن مصر، تستورد كميات كبيرة من الدواجن المجمدة دون أحشاء، مشيرًا إلى أن البرازيل تعتبر واحدة من الدول التى يتم الاستيراد منها سنويًا، وأن سعر ال96 جنيه للكيلو هو أقل سعر للاستيراد، وفى منافذ أهلًا رمضان التى تطرحها الدولة للمواطنين، بينما السعر الطبيعى للمستهلك يبدأ من 105 جنيهات للدجاجة فى الجملة وتصل للمستهلك ب130جنيهًا للكيلو. تصريح النواوى بأن السعر الطبيعى فى معارض «أهلًا رمضان» يتراوح ما بين 105-130 جنيهًا للفرخة الواحدة زنة كيلو يؤكد أن الدواجن البرازيلية أغلى من أسعار الدواجن البيضاء المحلية، والدليل على ذلك لو أن سعر الدواجن المحلية بالمزرعة 80 جنيهًا وهو ما لم يحدث منذ بداية شهر رمضان فإن سعر الكيلو يصل بعد الذبح والتشفية إلى 120 جنيهًا، لأن كيلو الدواجن بعد التصفية أو التشفية وإخراج الأحشاء تفقد الدجاجة ثلث وزنها، أى أن كيلو الدجاج المستورد يزيد عشرة جنيهات عن البلدي أو يتساوى معه على أقل التقدير. وبذلك يصبح قرار الاستيراد قرارًا خاطئًا خصوصًا أن اتحاد منتجى الدواجن طالب كثيرًا بتوجيه هذه الاعتمادات المخصصة لاستيراد الدواجن المجمدة لإدخال الأعلاف وخاماتها العالقة بالموانئ، خصوصًا أن عشرات الآلاف من المنتجين راهنوا على دورة رمضان الرهان الأخير بأنهم سيحققون أرباحًا عادلة تعوضهم عن الخسائر المتتالية منذ تعويم الجنيه. وارتفع وقتها سعر الكتكوت عمر يوم إلى أكثر من 30 جنيهًا، وطن العلف إلى 23 ألف جنيه، بالإضافة إلى ارتفاع سعر التدفئة بسبب انخفاض درجات الحرارة فى هذا التوقيت، وفوجئ المنتجون بانخفاض أسعار الدواجن فى الأسبوع الأول من رمضان من 80 جنيهًا كما كان متوقعًا إلى 60 جنيهًا فى اليوم الخامس من شهر رمضان. وقد تزامن هذا الانخفاض مع ضخ الدواجن المجمدة بالأسواق، وبيع قطعان أمهات التسمين والدواجن البياض التى لا تستطيع توفير الأعلاف لها وانخفض إنتاجها من البيض بسبب تعرضها للجوع فى كثير من الأحيان، مما أدى ذلك إلى زيادة المعروض منها، وبالتالى انخفاض أسعارها طبقًا لكثرة العرض على الطلب. والسؤال الذى يتكرر على السنة المنتجين إلى أى مدى سيصل بنا الحال فى ظل هذا التخبط فى التصريحات؟ وإلى متى ستقوم الحكومة ممثله فى وزارة التموين باللجوء إلى الاستيراد دون الرجوع إلى الإحصائيات التى ينشرها اتحاد منتجى الدواجن، من ناحية كمية المعروض من الدواجن التسمين والبلدى والبياض والأمهات، وفى نفس الوقت تسمح باستيراد 25 ألف طن وهو رقم كبير بالمقارنة بما تتم تربيته داخل المزارع والتربية المنزلية. والكارثة التى تنتظر صناعة الدواجن فى الأيام القادمة، بعد زيادة أسعار الأعلاف إلى حوالى 26 ألف جنيه للطن، ستؤدى إلى مزيد من الخسائر طالما أن وزارة التموين تصر على الاستيراد من الخارج وعدم التزام البنك المركزى بتوفير العملات الصعبة للإفراج عن الخامات والأعلاف العالقة بالموانى، علاوة على انخفاض الجنيه أمام الدولار بالسوق السوداء، وبالتالى ارتفاع أسعار تكلفة إنتاج الدواجن.