يعد الفن أحد روافد الثقافة الساعى إلى إنارة العقول ونشر الوعى عند المصريين، ووزارة الثقافة هى المسئولة عن الكيانات الفنية وحفظ حقوق الفنانين، وفى زمن الجماعة تعرض الفن الى العديد من الإهانات التى أسأت الى الفن والفنانين. واخر هذه الاهانات هى اختيار وزير للثقافة يروج للفكر الاخوانى وليس له اى تاريخ يذكر فى الثقافة أو الفن بجانب وجود اسطوانات مدمجة تفضح علاقات فاضحة بين الوزير وطلبة المعهد التى على اثرها تم فصله، ولان الفنانين هم اول المتضررين من هذا الاختيار حاولنا جمع آرائهم حول وزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبد العزيز وعن توقعاتهم لمستقبل الثقافة فى مصر. يقول الفنان حمدى أحمد: هناك ثلاث علامات لتدمير أى دولة وهى: سقوط «التعليم» وانهيار «الثقافة» وضياع «الأمن»، ومصر ظهرت بها تلك العلامات وهناك مخطط لجعل مصر تظهر بشكل غير لائق وسط الدول العربية والافريقية، لأن الثقافة هى القوة الناعمة لأى دولة، ولم يحدث فى تاريخ مصر أن رأس وزارة الثقافة وزير ليس له تاريخ أدبى أو شعرى أو ثقافة عامة فمن المفروض أن يتولي وزارتى الثقافة والاعلام رجال مهنيون على عكس ما يحدث الآن «المطبعجى» أصبح وزير إعلام و «المونتير» وزير للثقافة وأنا لا أقلل من شأن هذه المهن لأن بها رموزا، لكن الوزراء الجدد ليس لهم تاريخ و سيرتهم الذاتية خالية الوفاض، وإذا نظرنا للعقلية سنجدها مضمحلة. فلم يعد هناك حياء أو أدب والبلد تحولت الى «مسخ» بعد ان كانت مركزا للثقافة فى المنطقة كلها، وانا اذكر كلمة تقول «القاهرة تؤلف وبيروت تطبع» أى أن مصر هى صاحبة العقل والحضارة ، والاخوان يستهينون بالتعليم والثقافة والأمن فوجب عليهم الرحيل. ولا حاجة لنا بهم ، وهذا لا يأتى اعتباطاً، لكنه ممنهج ومدفوع الأجر مقدماً. والكرسى الذى جلس عليه ثروت عكاشة وعبدالمنعم الصاوى لا يمكن أن يجلس عليه رجل ليس له خبرة او تاريخ ثقافى او منهج، فمصر اكبر بلاد العالم لم يعد لها هوية.لقد جاء وزير ثقافة جلس على كرسيه 23 سنة قتل فيها المسرح والثقافة. اما المخرج على عبد الخالق فيقول: هذا شخص مجهول فى الوسط الثقافى وليس لديه اى تاريخ يؤهله ليشغل منصب وزير، وكل مؤهلاته انه مدرس فى معهد السينما ولم يمارس المهنة إلا من خلال مشاريع طلبة معهد السينما، فعمل كمونتير ومخرج مساعد ومخرج منفذ ولم يحترف العمل خارج هذا الإطار لأنه غير موهوب. والثقافة المصرية من اهم ثروات مصر لانها تتحكم فى عقول الشعب المصرى وانا أتعجب من ان المنصب الذى شغله ثروت عكاشة ويوسف السباعى وغيرهم من الاسماء الكبرى يخلفهم ذلك الشخص المجهول، فيوجد حوله علامات استفهام كثيرة فهو لم يتول أى منصب إدارى من قبل، وأرى انه لا يوجد أى معايير مهنية لاختيار الوزراء فى عهد الثورة التى طالبت بالتغيير والتطهير والشفافية. فأنا أريد خروج رئيس الوزراء ويعلن عن المعايير التى تم على أساسها اختيار الدكتور علاء عبدالعزيز ويوضح الامور التى فشل فيها الوزير السابق ولكن رئيس الوزراء نفسه ليس بالكفاءة العلمية التى تؤهله لمنصبه فكان مدير مكتب وزير الرى والكل يعلم ما وظيفة مدير المكتب ثم عين وزيرا وبعد ذلك رئيس وزراء وهذا يجيب عن معظم علامات الاستفهام. بينما وجه الفنان عزت العلايلى سؤال الى رئيس الوزراء: ما الأسس التى يتم اختيار الوزراء عليها؟ وما تاريخهم؟ وما مؤلفات وزير الثقافة وأفكاره؟ أم وزارة الثقافة أصبحت «كمالة عدد» فعلى الله العوض فى الثقافة المصرية التى كانت منارة العالم العربى، ولكن سنعود رغم كل الضغوط ولن يستطيع احد طمس ثقافتنا فالكلاب تعوى والقافلة تسير. وانا أنتظر رؤية افكاره وتعاملاته مع المهرجانات وإذا كان سيخضع لأفكار الجماعة ويلبى مطالبهم فى هدم الثقافة المصرية والفن أم لا. وأضافت الناقدة خيرية البشلاوى وقالت: الطريقة التى تم بها اختيار وزير الثقافة لا تختلف عن اختيار وزير الاستثمار وغيره من الوزراء الجدد فيوجد عشوائية مقصودة ولا اعتقد انه من اختار علاء عبدالعزيز وزير ثقافة لا يدرك أن هذا الوزير وزنه الثقافى يقل كثيراً عن وزراء مصر بما لها من تأثير قوى على المنطقة، ونحن بصدد جماعة تحكمنا حتى تصاب مصر بالهزال الذى يصيب كل الحياة. مصر شهدت الفترة الماضية انحطاطا اخلاقيا وسلوكيا وثقافيا وهذا لا يعنى اننا انتهينا ، فأصبح ينظر إلينا كمجموعة من الرعاع الذى يسهل حكمهم ورأيى الشخصى ان اختيار هذا الوزير ليس عشوائيا فذلك المنصب اعتلاه أساتذة كبار امثال ثروت عكاشة وفتحى رضوان وغيره. فمصر مليئة بالمثقفين ولكن لا يمكن أن أتخيل أن هؤلاء الجماعة الذين خططوا للوصول الى الحكم ولا يخفى علينا مشروعهم الظاهر أو الخفى فهناك مشاريع لا تظهر أمامنا أسوأ مما يظهر واختيار أضعف الموجودين وتوليتهم أهم المناصب فهم نهضوا ولكن من السجون الى الحكم. فهذه مصر الهزيلة والعاجزة والتى يجب ان تفتت فإذا أردت ان تنهى على أى دولة فعليك اصابتها فى ثقافتها ونشر البصاصين الذين ينقلون لك اخبار معارضيك ليسهل القضاء عليهم. والناقد نادر عدلى قال: الوزير ليس عضوا فى الجماعة ولكنه متعاطف معهم وكتب فى جريدة الحرية والعدالة مقالات توضح تطابق فكرة مع افكارهم فى عدم بقاء التماثيل بمصر وهدم السينمات بالرغم من انه دكتور بمعهد السينما، فالغرض من تولية هذه الفترة هى إقصاء كل قيادات الثقافة الهامة لبناء أفكار إخوانية على أرضية سليمة. فالإخوان ليس عندهم معايير لاختيار الوزراء فلا يخضعون لمقاييس وكل هدفهم اخونة الوزارات الهامة ومنها وزارة الثقافة القوة الناعمة للبلد ، فكل من يتحدثون فى برامج التوك شو والمعارضة هم المثقفون ولابد من التخلص منهم فهو عنده 47 سنة وحاصل على الدكتوراه منذ عامين اى من الممكن ان يكون حصل عليها بحكم الأقدمية، فكان ينتج افلام المركز القومى للسينما، والجميع يعلم ان من يقوم بهذا العمل هم طلبة معهد السينما وليس الاساتذة، ففى المجمل هو مهنياً ضعيف وثقافيا ليس له اى تاريخ وإذا رأيته فى الطريق لن أعرفه.