بالرغم من عدد الوحدات الصحية بمحافظة كفر الشيخ والتي تبلغ 256 وحدة للمراكز العشرة بالإضافة إلي عدد 37 مستشفي عاما وتأمينا صحيا إلا أن المحافظة تتصدر المركز الأول علي مستوي الجمهورية في الأمراض القاتلة وانتشار الأوبئة مثل "فيروس سي والكبد الوبائي والفشل الكلوي". حيث يبلغ عدد المصابين بأمراض الكبد 750 ألف شخص يحمل فيروس "سي" بنسبة 30% من تعداد سكان المحافظة خاصة أن أهلها يشتهرون بالزراعة وسبب الإصابة بالكبد ناتجة عن انتشار البلهارسيا بمياه الري فضلاً عن تلوث مياه الشرب واختلاطها بالصرف الصحي بسبب انهيار شبكات المياه في معظم قري الريف . وتشهد الوحدات الصحية بكفر الشيخ إهمالا جسيما في انعدام تقديم الخدمة الصحية للمواطنين في جميع المستويات بدءًا من تواجد الأطباء بها واختفاء الأدوية المهمة وغالية الثمن واكتفي الأطباء بالمستشفيات الحكومية بتقديم المسكنات الرخيصة للمرضي وكتابة الأصناف غير المتوفرة للمريض لشرائها علي نفقته والفقير يموت لظروفه المادية الصعبة. وتحولت الوحدات الصحية والمستشفيات إلي شبح قاتل للمرضي بدلا من علاجهم، ففي قرية منشأة على التابعة لمركز سيدي سالم فقد تحولت الوحدة الصحية في القرية من مستشفى خدمي ريفي إلى مركز لتطعيم الأطفال والحوامل وتقديم خدمات تنظيم الأسرة فقط دون أن يشعر المواطن بدورها في تقديم الخدمة الصحية والرعاية الطبية المناسبة قرية الحمراء بلا خدمات وفي قرية الحمراء بمركز كفر الشيخ وبالرغم من أن الوحدة الصحية بالقرية مقامة علي مساحة تزيد علي فدان وبها العديد من المباني والمنشآت إلا أن مساحة كبيرة منها تم هجرها ويتم تقديم الخدمات الصحية في جزء بسيط منها وجميع الخدمات الصحية عبارة عن صرف مسكنات وخدمات تنظيم الأسرة. واختفت منها الأدوية وعندما يتواجد الطبيب بين الحين والآخر يكتب دواء للمرضي لشرائه علي نفقتهم من الصيدليات الخارجية الأمر الذي أدي إلي مقاطعة المرضي لتلك الوحدات لغياب الخدمات الصحية بها فضلا عن إصابتهم بأمراض إضافية لتشخيص أمراضهم خطأ، إضافة إلي شراء الأدوية علي نفقاتهم وضياع أموالهم التي يتسولونها لعدم قدرتهم المادية . وأصبح العاملون وطبيب الوحدة بلا فائدة ويتقاضون مرتباتهم دون عمل ودون أدني رقابة من مسئولي الصحة بالمحافظة الذين اكتفوا بالجلوس في مكاتبهم المكيفة لإصدار التعليمات الجوفاء. وفى قرية المفتى، تعددت الشكاوى عن تردى الأوضاع بالوحدة الصحية حيث لا يوجد بها أحد يستقبل المرضي سوى لافتة معلقة علي الحائط ترحب بالزائرين ولا يوجد أطباء لاستقبال الحالات الحرجة وجميع الأجهزة معطلة . يذكر أن المواطنين قد تضرروا من معظم كاتبي الوحدات الصحية بأنهم يديرون العمل لصالحهم ويرغمون المواطنين على دفع رشاوٍ عند قيد مولود جديد ويستخدمون ختم الشعار في غير أغراض العمل وهذا يرجع إلى الغياب المتكرر للأطباء من الوحدات الصحية وعدم الرقابة من مديرية الصحة بالمحافظة. وفي قرية عزام وفي قرية عزام تم نقل الوحدة الصحية إلى مستشفى أبو غنيمة والتي تبعد أكثر من 15 كيلو عن القرية بسبب صدور قرار إزالة منذ عام ولم يتم بناؤها حتى الآن. فبالرغم من أن المحافظة يوجد بها العديد من المستشفيات التكاملية التي تم تحويلها إلي مراكز لطب الأسرة وأصبحت هذه المستشفيات المكونة من أربعة طوابق تمارس الخدمة في دور واحد فقط وبنفس طريقة تقديم الخدمة التي تتمثل في وسائل تنظيم الأسرة والمسكنات خاصة أنه لا يوجد بها غير طبيبة أو طبيب امتياز وممرضة فقط رغم التكلفة الباهظة التي كلفت الدولة الملايين في عهد النظام السابق وأصبحت بيوتا للأشباح والأعمال المنافية للآداب والخارجين عن القانون واستغلالها للأعمال الإجرامية ومرتعًا للكلاب والقطط الضالة . ولا يختلف الحال كثيرا في باقي وحدات المحافظة فهو من سيئ إلي أسوأ والكارثة الكبرى أن الوحدات الصحية والمستشفيات القروية بكفر الشيخ تواجه نقصا شديدا في التطعيمات خاصة التطعيمات ضد شلل الأطفال وبعض الأمراض الأخرى بالرغم من وجود عدد 12 مركزا بالمحافظة لرعاية الأمومة والطفولة. وكانت الوحدات الصحية التابعة لمراكز ومدن كفر الشيخ قد شهدت خلال الفترة الماضية نقصًا في التطعيمات مما دفع العشرات من السيدات ببعض قرى المحافظة بقطع الطريق أمام الوحدات الصحية، وقامت السيدات بافتراش الأرض ووضع الحجارة والمتاريس لمنع مرور السيارات، احتجاجًا على عدم توافر تطعيمات الأطفال منذ شهور، وهو ما تسبب في حدوث أزمة مرورية شديدة، بسبب تكدس عشرات السيارات على الطريق. كما تشهد هذه الوحدات الصحية نقصًا في كراسات التأمين الصحي والخاصة بالكشف الطبي للأطفال حيث تخلو بعض هذه الوحدات من هذه الكراسات مما جعل المواطنين يواجهون صعوبة في الكشف على أطفالهم سواء بالوحدات الصحية أو مستشفيات التأمين الصحي مما أثار غضب الأغلبية من الأهالى بمعظم قرى كفر الشيخ . وعزبة أبو عيسى تستغيث ورغم أن عزبة أبو عيسي التابعة لمركز البلاصي مركز سيدي سالم من أكبر العزب على مستوى المحافظة، إلا أن الوحدة الصحية بالقرية التي هي المعنية بمتابعة حالة المواطنين الصحية خاصة بعد انتشار الأوبئة بها لا يوجد بها أدوية وأكد الأهالى على عدم تواجد الأطباء المعينين بها وغيابهم الدائم وتخلوا عن واجبهم ودورهم المنسوب إليهم من وزارة الصحة مما أدي إلي تكلفة الأهالي عبئا كبيرا علي النفقات علي الكشف والعلاج من الأمراض الفتاكة والمعدية .