رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الإسلاميين في مصر ما بعد الثورة باتوا يستغلون القنوات الدينية؛ من أجل استمالة جماهير الشعب المصري وجذب المزيد من الأنصار والمؤيديين. ومضت الصحيفة تقول:" إن الشباب أصحاب الفكر العلماني استخدموا وسائل الإعلام الاجتماعية مثل (الفيس بوك وتويتر) للمساعدة على الإطاحة بالرئيس السابق "حسني مبارك"، في حين يحاول الإسلاميون كسب المزيد من النفوذ والسيطرة من خلال القنوات الدينية والشيوخ الذين يقدمون البرامج السياسية مثل الشيخ "خالد عبدالله". وأوضحت الصحيفة أن أمثال الشيخ "خالد عبدالله" الذي برز نجمه عقب ثورة يناير 2011 ودخل دائرة السياسة وبدء مهاجمة المعارضة مرارًا وتكرارًا ووصفهم بالمثليين جنسيًا وبالملحدين وانتقد سياساتهم وأفعالهم، يعدوا السبب الرئيسي وراء فوز الأحزاب السلفية ب27% من المقاعد خلال أول انتخابات برلمانية عقبت الثورة، وهي نسبة تعدت التوقعات بشكل كبير. كما دعت تلك القنوات الدينية للدكتور "محمد مرسي" مرشح جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية التي عُقدت العام الماضي ضد مرشح النظام السابق "أحمد شفيق"، وروجت أيضًا لفكرة تمرير الدستور المصري الجديد الذي تم اعتماده بالفعل في ديسمبر الماضي، وهو ما يؤكد قوة تلك القنوات في التأثير على الرأي العام، وقدرة هؤلاء الشيوخ في حشد الأصوات لصالح الإسلاميين. ولفتت الصحيفة إلى أن المعركة بين الإسلاميين والليبراليين والعلمانيين تحتدم بشكل كبير على الهواء مباشرة في القنوات المؤيدة لكل طرف، مثل قنوات الناس والحافظ صاحبة الميول الإسلامية وقنوات "أون تي في" و"سي بي سي" والنهار ذات الميول العلمانية. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك القنوات ساعدت بشكل كبير في نشر الفتنة الطائفية في البلاد بين المسلمين والمسيحيين، وازدياد وتيرة العنف بين الجانبين والتي أسفرت في أسوأ سيناريو عن مقتل ثمانية أشخاص. وقال "خليل العناني" خبير في شؤون الحركات الإسلامية بجامعة دورهام في المملكة المتحدة:" إن مثل تلك القنوات الدينية هي القوة الناعمة للسلفيين.. إنها الأدوات الرئيسية لإعادة تشكيل هوية وعقلية الكثير من المصريين وخاصة الطبقات الدنوى والمتوسطة."