تشهد كواليس الحزب الوطني خلافات شديدة حول قسمة الغنائم البرلمانية، والخاصة بتوزيع مناصب اللجان النوعية علي نوابه خلال الدورة الجديدة لمجلس الشعب. بدأت الصراعات الأولي بين الدكتور أمين مبارك العائد للمجلس عن دائرة شبين الكوم، ومحمد أبو العينين علي رئاسة لجنة الصناعة والطاقة التي شغل منصبها خلال الفصل التشريعي المنقضي. وطلب أمين مبارك الذي يملك مركزا استشاريا الأكبر من نوعه في مجالات تصميم وتنفيذ محطات الكهرباء والطاقة الشمسية والرياح،والمصانع الثقيلة، أن تعود رئاسة لجنة الصناعة التي رأسها علي مدار عشرين عاما قبل خروجه من البرلمان في الدورة الماضية. وتمسك محمد أبو العينين برئاسة اللجنة، التي تشرف علي وزارات الكهرباء والبترول والصناعة، وهي الجهات التي يستثمر أمواله في المشروعات الواقعة تحت نطاقها، وأهمها البتروكيماويات والسيراميك وتخطيط المدن الصناعية الجديدة، كالعين السخنة والعاشر من رمضان و6أكتوبر. وتدخلت بعض قيادات الحزب علي مدار الساعات الماضية في إقناع محمد أبو العينين بالعودة إلي رئاسة اللجنة الاقتصادية التي شغل رئاستها لمدة 10سنوات، قبل توليه لجنة الصناعة، خاصة أن الدكتور مصطفي السعيد رئيس اللجنة الاقتصادية ووزير الاقتصاد السابق، اسقطه الحزب الوطني في الانتخابات لصالح غريمه في الدائرة طلعت السويدي. وتلقي التدخلات معارضة من عبد الرحمن بركة وكيل اللجنة الاقتصادية الذي يسعي لرئاستها بعد توليه منصب الوكالة عدة دورات متتالية، وفوزه علي مرتضي منصور في دائرة أتميده. وحسم أحمد عز اختياره برئاسة لجنة الخطة والموازنة التي ستحدد خلال الفترة المقبلة خيارات مرة اجلتها الحكومة عدة مرات والخاصة برفع الدعم عن المواد البترولية وتغيير نظام توزيع الدعم علي السلع الغذائية للمواطنين. ويسعي الدكتور السيد عطية الفيومي إلي خلافة الدكتور شريف عمر في رئاسة لجنة التعليم، بعد توليه وكالة اللجنة خلال الدورتين الماضيتين. وطلب اللواء أمين راضي وكيل لجنة الأمن القومي رئاسة اللجنة منوها بأن رئيس اللجنة الحالي يقضي نصف الدورة بالمستشفيات لمرضه. وطلب الدكتور محمود أبو زيد وزير الري السابق رئاسة لجنة الزراعة والري، بدلا من عبد الرحيم الغول الذي يسعي لشغل منصب وكيل المجلس عن العمال، بدلا من عبد العزيز مصطفي. واشتد السباق علي رئاسة لجنة الصحة بين محمد العماري وكيل اللجنة السابق وأحمد سامح فريد عميد طب القصر العيني الذي دخل المجلس لأول مرة، ليخلف أحدهم الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء الذي أزاحه عامل وطني عن مقعده في الدورة الحالية، بعد توليه رئاسة لجنة الصحة 4 دورات متتالية. ويخطط الدكتور عبد الأحد جمال الدين للبقاء في منصبه كقائد للأغلبية، أو رئاسة لجنة الشباب والرياضة التي تولي أمرها في تسعينيات القرن الماضي. ويتنافس توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين مع بهاء أبوالحمد صاحب شركات سياحية علي وكالة لجنة السياحة عن العمال، بينما حسم أمر رئاسة اللجنة لأحمد أبو طالب شقيق رئيس المجلس الراحل الدكتور صوفي أبو طالب. وفتح الحزب الوطني مجالا للتنافس والمرشحين الجدد علي رئاسة لجان الاقتراحات والشكاوي، بعد وفاة رئيسها السابق ولجان النقل التي تركها الكابتن حمدي الطحان بعد اعتذاره عن خوض الانتخابات في الدورة الحالية، والتي يسعي رضا وهدان وكيلها السابق الحصول علي منصبها بشتي الطرق. ومن المقرر أن يحسم الرئيس مبارك قسمة الغنائم خلال اجتماعه بالهيئة البرلمانية للحزب الوطني غدا الأحد، بعد تلقيه تقريرا شاملا من صفوت الشريف الأمين العام. كشفت مصادر داخل الحزب الوطني عن اسقاط 170 نائبا بمجلس الشعب الذين نجحوا مستقلين في انتخابات 2005 وانضموا للحزب بعد فوزهم. ومن أبرزهم الدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم، والدكتور مصطفي السعيد رئيس اللجنة الاقتصادية، وماهر الدربي رئيس لجنة الإدارة المحلية. كما ضمت القائمة من القليوبية أحمد البنا، وأحمد عبدالعزيز بركات، ومن الشرقية أحمد داود، وفكري زلط، وسامي علوان، سليمان عامر. ومن الدقهلية عبدالرازق الخطيب، والدكتور طلعت مطاوع، وصلاح توفيق، ومن دمياط محمد خليل قويطة، ومن الغربية مأمون عثمان، وعيد قطب، وسيد جبر ومن البحيرة محمد دويدار واشرف جهوان، والدكتور محمد سعد الفحام، واحمد الصاوي نائب العياط، وجميع نواب المنيا خاصة علاء مكاوي، ومحمد عامر، وكرم الحفيان. وياسر عمر من أسيوط، والدكتور محمد خليل العماري من الأقصر، وحسن حفني من البحر الأحمر، ومختار المعبدي، وفارس الجعفري، وأبو القاسم بحيري، وقدري عبدالحليم، والدكتور عبدالنبي الفلكي من سوهاج وهيام عامر وجمالات رافع. وكشف بعض النواب عن وعود أحمد عز أمين التنظيم اثناء عرض إلغاء المادة »88« من الدستور بشأن إلغاء الاشراف القضائي، بأن الحزب يضمن نجاحهم في المجلس القادم بعد اعتراضهم علي إلغاء المادة خلال اجتماعات الحزب، وهدد أحمد عز بأن الرئيس مبارك سيقوم بحل المجلس إذا رفضوا إلغاء المادة. وأشار النواب إلي أن الحزب فتح الدوائر للنواب المستقلين في انتخابات 2005 وانضموا للحزب وأغلق الدوائر للنواب الذين خاضوا معركة 2005 باسم الحزب الوطني. وكشف النواب عن عدم قيام الحزب بإنفاق مبالغ علي دعايتهم الانتخابية خلال خوضهم الانتخابات رغم حصوله علي تبرعات من المرشحين تجاوزت 100 مليون جنيه ورفض رد المبالغ للمرشحين المستبعدين . وعلمت »الوفد« أن أحمد عز أمين التنظيم، عقد أمس الأول لقاء تنظيمياً بمقر الحزب الوطني ضم النواب القدامي لمناقشة مقترحات تشكيل لجان المجلس، والاستعداد لعقد الهيئة البرلمانية للحزب.
