تحت عنوان "خطوات عملية لإنقاذ سوريا من الأسد اليائس" اقترحت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية مجموعة من الخطوات التي يمكن من خلالها إنقاذ سوريا من الدمار الذي تشهده نتيجة استبداد رئيسها "بشار الأسد". واستهلت الصحيفة مقالها قائلة: في الوقت الذي ينهار فيه نظامه وبلاده من حوله، يبدو أن "الأسد" تجاوز الحدود بادعائه أنه يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المتمردين الذين يحاولون الإطاحة به إلا أنه لم يتم التحقق من صحة ذلك بشكل قطعي، ويقول المراقبون إن التأكد من ذلك الشيء سيكون بمثابة اختبار لمدى تساهل العالم مع "الأسد". وقالت الصحيفة: في الماضي، عندما كانت تواجه سوريا تهديدا حقيقيا، كان الرئيس "بشار الأسد" يميل إلى التراجع مثل والده الرئيس الراحل "حافظ الأسد"، ولكن هذه المرة بالنسبة للأسد فإن المعركة التي يناضل فيها وفشل في تحقيق الفوز منذ بدايتها من عامين، هي مسألة حياة أو موت، وهو ما يؤكده مدى الوحشية التي يتعامل بها "الأسد" من أجل إعادة تأكيد حقه في الحكم، وإنه على أتم الاستعداد لإسقاط سوريا وشعبها إذا فشل في الاستمرار في الحكم. ومن أولى الخطوات التي اقترحتها الصحيفة لخروج سوريا من أزمتها الآتي: اتباع سياسة المواربة والمراوغة من قبل أمريكا وحلفائها أو القوة من قبل روسيا، يمكن أن يفسح المجال الآن لتشكيل هجوم مكون من ثلاثة محاور تشمل كلا المعسكرين. على أمريكا وأوروبا سرعة التحرك لإعطاء المتمردين السوريين الأسلحة لمواجهة طائرات ودروع الأسد، وإقامة حكومة مؤقتة في الأراضي المحررة. وهذا يعني في نهاية المطاف تدمير سلاح الجو السوري والدفاعات الجوية، ويمكن تخصيص قوات خاصة لتأمين أو تدمير الترسانات الكيميائية للنظام. ويجب أيضا أن يكون هناك "هجوم استخباراتي"، وذلك باستخدام الأساليب المستخدمة ضد الطغاة الآخرين أمثال "سلوبودان ميلوسيفيتش" في صربيا و"معمر القذافي" في ليبيا، واتباع سياسة "الجزرة والعصي" للعب بعقول الموالين المتذبذبين. إلى جانب هذا، فإن المعارضة السورية ومؤيديها الدوليين بحاجة إلى المزيد من الضمانات ذات المصداقية بشأن أمن الأقليات وخاصة ضد السنة الجهاديين في صفوف المتمردين. أخيرا وليس آخرا، يجب على روسيا التصدي دبلوماسيا. ألا ينظر "فلاديمير بوتين" إلى أنقاض حلب أو حمص والتفكير في الضريبة التي يمكن أن يدفعها السوريين، فاستخدام الأسلحة الكيميائية من المفترض أن يكون خط أحمر لروسيا، وكذلك أمريكا.