دقت ساعات الانتفاضة مع بشائر فجر اليوم الاحد لتجد اسرائيل وللمرة الاولى نفسها وسط حصار بمجرد اختبار للحفنة العسكر الذين حشدت بهم حدود اراضى اغتصبتها وسط حصار من ابناء فلسطين الذين زحفوا من ملاجئهم بارض العرب ليحاصروا كيان فى مثل هذا اليوم من 63 عاما مارس معهم إجراء مماثل ولفظهم كلقمة سائغة خارج وطنهم بوعد وصفه العجم قبل العرب بأنه "وعد من لايملك لمن لا يستحق". أمطر الفلسطينيون اسرائيل بوابل من الحجارة التى كانت الآداة الرئيسية فى هذه الانتفاضة، فالانتفاضة الفلسطينية جاءت فى صورتها الاولى لتعبر عن شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. استمر تنظيم الانتفاضة من قبل القيادة الوطنية الموحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بداية من الثامن من ديسمبر لعام 1987، وكان ذلك في جباليا، في قطاع غزة، ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين. يعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز «إريز»، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية أراضي فلسطين منذ سنة 1948، هدأت الانتفاضة في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993. يُقدّر أن 1,300 فلسطيني قتلوا أثناء أحداث الانتفاضة الأولى على يد الجيش الإسرائيلي، كما قتل 160 إسرائيليًا على يد الفلسطينيين، وبالإضافة لذلك يُقدّر أن 1,000 فلسطيني يُزعم أنهم متعاونون مع السلطات الإسرائيلية قتلوا على يد فلسطينيين، على الرغم من أن ذلك ثبت على أقل من نصفهم فقط. واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى، في 28 سبتمبر 2000 وعرفت هذه الانتفاضة باستخدام السلاح وكثرة العمليات الاستشهادية ودامت حوالي 3 سنوات، راح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريحا، وأما خسائر الجيش الإسرائيلي تقدر ب334 قتيلا ومن المستوطنين 735 قتيلا وليصبح مجموع قتلى الاسرائيلين 1069 قتيلا و 3000 جريح وعطب 15 دبابة من نوع ميركافا ودمر عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية. ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات إسرائيلية منها عملية الدرع الواقي وأمطار الصيف، وكان سبب اندلاعها دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي "السابق" أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، فكان من نتائجه اندلاع أول اعمال العنف في هذه الانتفاضة. والقت انتفاضة 2011 بظلالها الوخيمة على اسرائيل، تكشف للكيان الصهيونى مستقبله الذى باتت نهايته قريبة وفى ايد العرب فمع هجوم لعزل بالحجارة اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية أن حدودها منطقة عسكرية تزامنا مع الزحف الشعبي للاجئين الفلسطينيين في أكثر من دولة في الذكرى ال63 للنكبة الفلسطينية . وشهدت بعض الدول العربية مسيرات احتجاجية مما أربك صفوف جيش الاحتلال وبات يؤمن نفسه من وراء قرى محصنة ليظهر ويبدو أن باسهم باينهم يدل على جمعهم وظهروا بما يؤكد ان قلوبهم شتى، ولم يتوقف الامر على شعب فلسطين فقط وانما طالت الانتفاضة بقاع الارض العربية.