شهدت شون وصوامع محافظة الدقهلية، والتي أعلنت فتح أبوابها لاستلام محاصيل القمح من الفلاحين بدأ من يوم السبت الماضي حالة من الغياب التام لسيارات النقل المحملة بأجولة الأقماح كما كان في السابق في مشهد هو الأغرب من نوعه حيث كان الفلاح يتهافت علي توريد الأقماح للحكومة ويعاني من طوابير طويلة للانتظار تصل بالمبيت بالأيام أمام تلك الشون ليصل الحال الآن مع سياسة وزارة التموين الحالية بالفشل الزريع بعد تحرير سعر الدقيق وغياب الرقابة علي الطرق في منع نقل الغلال من المحافظات. وأكد إبراهيم حسيب سكرتير الشعبة العامة للمخابز، وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالدقهلية، أن سبب اختفاء موردي الأقماح للشون تأتي نتيجة شراء مطاحن القطاع الخاص لتلك الأقماح لإنتاج الدقيق الفاخر وليس للدقيق التمويني الذي يتم استخدامه في الخبز المدعم وهو استخراج 82 %، وهذا نتيجة لارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء وعدم وجود اعتمادات مستندية من البنوك لاستيراد الاقماح بالدولار أو اليورو نظر لانخفاض احتياطي النقد الأجنبي ليتم التكالب علي شراء الاقماح من السوق المحلي بالجنيه المصري لندرة وجود الدولار. وأضاف "حسيب" أن الوضع الحالي هو قيام مطاحن القطاع الخاص في إرسال سيارات النقل الخاصة بها لجلب تلك الأقماح من أماكن التجميع في الأراضي وهذا الأمر يساهم في رفع العبء علي الفلاح والتاجر حيث يتم الحصول علي المقابل المادي فورا ودون إجراءات روتينية علاوة علي أنه يوفر فارق أسعار الجولة والنقل والتحميل حيث تنقل تلك الأقماح في سيارات النقل الصب وتدخل للمطاحن علي أنها تم تحميلها من الميناء دون رقابة تموينية أو أمنية لوقف هذا المخطط. وأشار إلي أن أماكن تلك المطاحن الخاصة في محافظة الدقهلية تتركز في أماكن بعيدة عن الرقابة أغلبها علي حدود المحافظة ومنها المنطقة الصناعية بجمصة والسنبلاوين في حدود الشرقيةوالمنصورة. وحذر "حسيب" من خطورة هذا المر حيث سيأتي هذا الموسم بتحميل الدولة أعباء استيراد الأقماح في ظل التعثر الحالي وغياب العملة الأجنبية الصعبة مما سيؤثر علي نقص حاد في الأقماح المحلية ليتم الاستعاضه عنها بالاستيراد من الخارج ولنظل في دوامة عدم قدرة الحكومة علي فهم احتياجات السوق المحلي.