لا تزال أوروبا تواصل البحث عن حلول لمواجهة أزمة الطاقة التي تعبث بالقارة، ورغم ذلك فالوقت يمر والشتاء على الأبواب وتكلفة الغاز المسال باهظة، ورغم ذلك يوجد حل في قلب أوروبا إلا أن طريقه يعد محرمًا. (اقرأ ايضا) أوروبا تخفض استهلاك الغاز الطبيعي لتجاوز أزمة الطاقة حقل غاز غرونينغن الأكبر في أوروبا والعاشر في العالم والحل المحرم في أوروبا يتمثل في حقل غاز "غرونينغن" المتواجد في هولندا، هذا الحقل الذي يعد الأكبر في أوروبا والعاشر في العالم. وتقدر احتياطات الحقل القابلة للاستخراج بنحو 450 مليار متر مكعب من الغاز بقيمة تصل إلى تريليون دولار، إذا لماذا لا تنهي أوروبا مشكلة الطاقة وتستخدم هذا الحقل؟. وفي عام 2012 طالب الآلاف بتعويضات بسبب الزلازل المتكررة على إثر الحفريات عام 2018، حيث وعدت الحكومة بإنهاء الإنتاج سريعًا في الحقل بحلول عام 2024 بأقصى تقدير. ومنذ عام 2013 انخفض الإنتاج من 54 إلى 4.5 مليار متر مكعب بتراجع يتجاوز 91% فهل تتراجع هولندا عن وعودها ولا تبالي بلعنة الزلازل. وكانت المفوضية الأوروبية، طلبت من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خفض استهلاك الغاز الطبيعي بشكل طوعي بنسبة 15 بالمئة في الأشهر الثمانية المقبلة من أجل تجاوز تقليص الإمدادات الروسية، كما أنها تريد إقرار تخفيضات إلزامية في حالة الضرورة. وتنص الخطة التي عرضتها المفوضية الأوروبية وستناقشها الدول الأعضاء على ضرورة أن تبذل كل دولة "كل الجهود الممكنة" لخفض استهلاكها الوطني للغاز بما لا يقل عن 15 بالمئة في المتوسط خلال الفترة ما بين أغسطس 2022 ومارس 2023، مقارنة بالمعدل المسجل في السنوات الخمس الأخيرة خلال الفترة نفسها. وتقترح بروكسل كذلك آلية تحدد "أهدافاً ملزمة لخفض الطلب" في الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في حال وجود "خطر كبير لأزمة حادة". واتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين روسيا الأربعاء باستخدام الغاز"سلاحا" ضد الاتحاد الأوروبي بخفضها الإمدادات بشكل جذري، داعية دول الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد لتوقف كامل. وأضافت أثناء تقديمها خطة المفوضية لخفض استهلاك الغاز في دول الاتحاد "روسيا تمارس ابتزازا وتستخدم الغاز سلاحا. وفي حال حصول انقطاع كبير لا بل كامل في امدادات الغاز (الروسية) يجب أن تكون أوروبا مستعدة". وستناقش دول الاتحاد الأوروبي هذه الإجراءات خلال اجتماع طارئ لوزراء الطاقة الثلاثاء المقبل. ومن أجل الموافقة على هذه الإجراءات، سيتعين على الدول الأعضاء بحث التنازل عن سلطاتها بشأن سياسة الطاقة لبروكسل. ومن المقرر أن تستأنف "غازبروم" الروسية ضخ الغاز في خط أنابيب "نورد ستريم 1" غدا بعد انتهاء فترة الصيانة التي امتدت 10 أيام. وقالت مصادر لوكالة "بلومبرغ" أمس إن الخط سيعود للعمل ولكن بطاقة منخفضة. وتثير إمدادت الغاز الروسية قلقا كبيرا في أوروبا وسط مخاوف من عدم قدرتها على استكمال ملء خزاناتها الأرضية قبل موسم الشتاء الأمر الذي قد يهدد ملايين الأسر التي تعتمد على الغاز في التدفئة وأيضا الأنشطة الاقتصادية المختلفة. توقف تدفقات الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر «نورد ستريم 1»