الإذاعة الإسرائيلية ذكرت صباح الأربعاء الماضي تعرض إيلات لإطلاق قذيفتين صاروخيتين دون وقوع إصابات، وأن إحدى القذيفتين سقطت في حي سكني، مما أسفر عن إلحاق أضرار مادية طفيفة، بينما سقطت القذيفة الثانية في منطقة غير مأهولة على أطراف المدينة، إسرائيل أكدت أن الصاروخين أطلقا من داخل سيناء. صباح الخميس نشرت الصحف المصرية الخبر وفي الصحف المستقلة والصحيفة الوفد وبعض الوكالات الأنباء، والمشكلة ليست فى الخبر، بل فى المعلومات التى نشرت على هامش الواقعة، فقد حصرت جميعها فى الإجابة عن سؤالين، الأول: هل أطلق الصاروخان من داخل سيناء بالفعل؟، والسؤال الثانى: من الذى أطلقهما؟. أغلب الصحف (المستقلة بالإضافة لجريدة الوفد) أجابت على السؤال الأول بالنفي وبالإيجاب، نشرت على لسان مصدر عسكري تصريحا أكد فيه عدم صحة ما ذكرته الحكومة الإسرائيلية، وذكر المصدر أن الصاروخين أطلقا من داخل إسرائيل، وأكد المصدر نفسه، وربما غيره، أن الجيش المصري يسيطر جيدا على سيناء، وان الكلام على إطلاق الصاروخين من مصر الغرض منه تشويه صورة الجيش المصرى، وقد دعمت بعض الصحف هذا النفى بالتأكيد على محدودية مدى صاروخ الجراد، حيث إنه لا يصل بأي حال من سيناء إلى إيلات لبعد المسافة. نفس المصدر العسكرى، وربما غيره، أكد لصحيفة التحرير عثور الجيش على آثار للإطلاق بوادى فيران، وهو ما يعنى أن الصواريخ تم إطلاقها من داخل سيناء، ويعنى أيضا أن مداها ليس محدودا كما سبق وقال نفس المصدر أو غيره إلى صحف أخرى، وبجوار خبر النفى وخبر التأكيد نشرت الصحف البيان الصادر عن جماعة شورى المجاهدين، وهى إحدى الجماعات التكفيرية الجهادية فى شمال سيناء، أكدت فى البيان مسئوليتها عن الحادث، وذكرت معلومة جديدة أنها أطلقت ثلاثة صواريخ من داخل سيناء. السؤال: كم صاروخاً تم إطلاقه على إسرائيل؟، ثلاثة صواريخ أم صاروخان؟، إسرائيل أكدت سقوط صاروخين على إيلات، وأن صاروخين تخطيا الحدود(حدود إسرائيل) وسقطا في الأردن الغريب فيما نشر أيضا على هامش الواقعة ما نقل عن موقع دبكا الإسرائيلي وعن وكالة الأنباء الألمانية حول علم إسرائيل بالهجوم قبل وقوعه بفترة، موقع دبكا أكد أن المخابرات الإسرائيلية توصلت لمعلومات تؤكد استعداد رجال القاعدة فى سيناء لشن هجوم كبير على إسرائيل، وبناء على هذه المعلومات قام الجيش الإسرائيلي بنشر بطاريات القبة الحديدية فى إيلات لكى تتصدى للصواريخ المتوقع إطلاقها من سيناء. وكالة الأنباء الألمانية ذكرت أن المعلومات التى وصلت إسرائيل عن الهجوم المرتقب مصدرها الجيش المصرى، فقد ذكرت الوكالة على لسان أحد العسكريين فى الجيش الإسرائيلي: إن الجيش المصري وجه للجيش الإسرائيلي تحذيرات قبل الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها مدينة إيلات في وقت سابق، وأن هذه التحذيرات دفعت الجيش الإسرائيلي إلى نشر بطارية من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ عبر إيلات. خلاصة القول إن إسرائيل تعرضت لهجوم صاروخى، ما عدد الصواريخ؟، قيل صاروخان، وقيل ثلاثة وقيل أربعة صواريخ، وذكر أنها من نوع جراد، المصادر المصرية أكدت ان مداها صغير ولا يصل بحال إلى إيلات، وإسرائيل أكدت وصولها إيلات وإلى أبعد من إيلات، حيث تخطي صاروخان إسرائيل وسقطا فى الأردن، من أى جهة تم إطلاق الصواريخ؟، إسرائيل أكدت إطلاقها من سيناء، وشورى المجاهدين بسيناء تحمل مسئولية الإطلاق، والمصادر العسكرية المصرية نفت لمحدودية مدى الجراد ولسيطرتها على الوضع في سيناء، المدهش أن إسرائيل كانت تمتلك معلومات عن الهجوم قبل وقوعه، إسرائيل نسبتها للمخابرات الإسرائيلية، والوكالة الألمانية نسبتها للجيش المصرى. السؤال: هل أطلقت صواريخ بالفعل على إيلات؟، وهل كانت من نوع جراد؟، وما مدى هذه الصواريخ؟، وهل تم إطلاقها من سيناء؟، وهل فى سيناء جماعة تحت عنوان شورى المجاهدين؟، وهل المخابرات الإسرائيلية تخترق هذه الجماعات على الأراضى المصرية؟، وهل الجيش المصرى كان على علم بالهجوم قبل وقوعه؟، ولماذا لم يحبط العملية قبل وقوعها؟، وهل الجيش المصرى يسيطر على سيناء بالفعل؟، ومن المسئول عن تضارب المعلومات التى تصل وسائل الإعلام؟.