يشهد مقر الوفد «بيت الأمة» غداً مؤتمر الوحدة الوطنية الذي دعا إليه حزب الوفد ليكون بداية تحرك وطني جاد لمواجهة خطر الفتنة الطائفية الذي يتهدد الوطن. يلقي الدكتور السيد البدوي شحاتة رئيس الوفد، خطابا سياسياً مهماً في المؤتمر، يتناول عدة محاور حول الأوضاع السياسية الراهنة ويطرح رؤية الحزب لإنقاذ البلاد من حالة الانهيار التي أصابت كل شىء، وكيفية العبور بمصر إلي بر الأمان. كما يتناول الخطاب ضرورة تفعيل الدولة المدنية التي تقوم علي أساس المواطنة، ورفع شعار الدين لله والوطن للجميع الذي أسس له حزب الوفد منذ نشأته عام 1919.. ويتضمن خطاب «البدوي» ضرورة تكاتف جميع القوي الوطنية ووقوفها صفاً واحداً ضد كل من تسول له نفسه أن ينال من وحدة المصريين التي أجبرت المحتل الإنجليزي علي مغادرة البلاد. وجمعت شمل عنصري الأمة في ثورة يناير المجيدة. ويتحدث في المؤتمر القيادي الوفدي منير فخري عبدالنور وزير السياحة السابق ويتناول الأحداث الجارية علي الساحة.. ويقدم المؤتمر محمد مصطفي شردي عضو الهيئة العليا للوفد ورئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة «الوفد».. ويشارك في المؤتمر قيادات وأعضاء الهيئة العليا للحزب والأعضاء علي مستوي القاهرة والمحافظات. وقد وضعت لجنة النظام بالحزب برنامج استقبال الضيوف المشاركين في المؤتمر، بعد تجهيز سرادق كبير بفناء مقر بيت الأمة. وكان حزب الوفد قد وجه الدعوة إلي فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالعباسية لحضور مؤتمر الوحدة الوطنية. ومن المنتظر أن يحضر المؤتمر كبار قيادات الكنيسة وعلماء الأزهر. يعقد المؤتمر في الساعة السادسة من مساء اليوم «الجمعة» بمقر الوفد الرئيسي في 1 شارع بولس حنا بالدقي. يرعي الوفد مؤتمر الوحدة الوطنية بصفته بيت الأمة المصرية وصاحب التاريخ الوطني المشرف والطويل منذ نشأته ورمز الوحدة الوطنية بالبلاد منذ ثورة 1919 وحتي الآن. وقد شارك المصريون جميعهم مسلمين وأقباطاً في الثورة من خلال توحيد المواقف والأهداف وفي المظاهرات العارمة التي اجتاحت مصر من أدناها إلي أقصاها ضد المحتل الإنجليزي، وهو ما تم خلال ثورة يناير المجيدة عندما توحدت إرادة المصريين مسلمين وأقباطاً، وشهد لهم العالم أجمع في أعظم ثورة شهدها التاريخ الحديث، كما أن حزب «الوفد» هو حزب الوطنية المصرية الذي يرعي المواطنة بمفهومها الصحيح الذي يعتمد علي أن الدين لله والوطن للجميع، والكل متساو في الحقوق والواجبات دون تفرقة للون أو الدين أو الجنس. ويأتي مؤتمر الوحدة الوطنية اليوم بمقر الوفد ليؤكد استمرار الحزب علي نهجه رمزاً للوطنية مهما فعل المغرضون ومهما مكر الماكرون أو الحاقدون، ويكشف هذا المؤتمر أن قيادة الحزب تسير علي نفس النهج والدرب الذي سار عليه الزعماء خالدو الذكر سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين، وأن الأمة المصرية بكل طوائفها وفئاتها فوق الحكومة وأن الوحدة الوطنية هي عقيدة كل المصريين، إلا المتاجرين بالدين. وخلال الأيام بل السنين الماضية قبل وبعد الثورة شارك الوفد بفاعلية شديدة وواضحة لوأد أية فتنة طائفية تنشب بالبلاد، وطالب الحزب بلم شمل جميع المصريين من أجل النهوض بالوطن والمواطن. واستنكر الحزب الاعتداء الغاشم علي مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية التي تعد من أقدم رموز الوطن والتي لعبت ولاتزال تلعب دوراً فريداً في الحياة المصرية، إضافة إلي أن الكنيسة المصرية علي أرض الوطن من أقدم المؤسسات وغير مقبول أن ينال منها أحد مهما كان. ومن المنتظر أن يشهد حزب الوفد اليوم «الجمعة» حضوراً مكثفاً من الجماهير لحضور مؤتمر الوحدة الوطنية لتأصيل مبدأ نبذ الفتنة والتصدي لكل من يحاول إشعالها بالبلاد.
