عرضت الولاياتالمتحدة تقديم مساعدات إلى كل من إيرانوباكستان ليتمكنا من مواجهة آثار الزلزال الضخم الذى ضربهما وأوقع عشرات القتلى ، وذلك رغم الخلافات السياسية بين واشنطن وطهران. وأعرب وزير الخارجية الأميركى "جون كيرى" فى بيان عن " تعازيه الحارة " لذوى الضحايا الذين سقطوا فى أعنف زلزال تشهده إيران منذ 50 عاما. وقال كيرى: "نحن مستعدون لتقديم كل مساعدة فى هذه الأوقات الصعبة". وضرب زلزال بقوة 8 درجات على مقياس ريختر، الثلاثاء وهو الأعنف منذ أكثر من 50 عاما ، منطقة إيرانية نائية حدودية مع باكستان ، واهتزت المبانى فى شبه القارة الهندية ودول الخليج. وتضاربت الأنباء فى إيران بشأن وقوع قتلى ، إذ أعلن مسؤول محلى عدم سقوط قتلى ، وذلك بعد أن ذكر التلفزيون الإيرانى أن الحصيلة الأولية لضحايا الزلزال بلغت 40 قتيلا ونحو 900 جريح. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا" عن والى إقليم سروان محمد شريف خالقى قوله : إن عدد الجرحى بلغ حتى الآن 27 فقط"، وقال مسؤول محلى فى وزارة الصحة لوكالة أنباء فارس إن أكثر من 20 قرية أصيبت ب"أضرار كبيرة". وقال رئيس الهلال الأحمر الإيرانى "محمد مظفر" : إن نحو 20 فريق إسعاف تم إرسالهم إلى مكان وقوع الزلزال لتقييم الأضرار. وفى المقابل ، أعلنت السلطات الباكستانية أن الزلزال أسفر عن 34 قتيلا فى البلاد ، وألحق الزلزال أضرارا بحوالى ألف منزل من الطين فى مدينة "ماشكايل" بولاية "بلوشستان" القريبة من المنطقة الصحراوية الحدودية لإيران. وقد شعر بالزلزال أيضا سكان العاصمة "إسلام أباد" حيث اهتزت المبانى ، وفى "كراتشى" ، أكبر مدينة باكستانية، سارع عدد كبير من الأشخاص إلى مغادرة المبانى مذعورين ، كما أفاد شهود. سكان الخليج شعروا بالهزة وأخلى سكان فى مدن خليجية عدة المبانى خوفا من تداعيات الزلزال ، وأفاد شهود فى إمارتى أبوظبى ودبى موقع "سكاى نيوز عربية" أن قاطنى الأبراج الشاهقة نزلوا إلى الشارع. وقال مراسلنا فى أبوظبى : إن سكان الإمارات وخاصة فى العاصمة شعروا بتبعات الزلزال ، وعادت الحياة إلى طبيعتها بعد أن اطمأن السكان إلى أنه لن تحدث مضاعفات ولن تتضرر المبانى أو الشبكات. وعلى إثرها ، طمأنت الشرطة فى العاصمة الإماراتية أبوظبى ب"أنه لا توجد أى إصابات أو أضرار نتيجة الإحساس بالهزة الأرضية التى وقعت فى إحدى الدول المجاورة". وسمحت الأجهزة المعنية للسكان بالعودة إلى منازلهم وشققهم فى المبانى العالية التى يقطنون فيها ، بعد أن كانوا قد تركوها إثر الزلزال ، كإجراء وقائى. وأكد المتحدث باسم الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات فى الإمارات "جمال الحوسنى" عدم وقوع أى خسائر بشرية أو مادية فى البلاد. فى غضون ذلك ، كشف المركز الوطنى للأرصاد الجوية والزلازل فى الإمارات أن "الهزة التى شعر بها سكان الإمارات كانت من 4 إلى 5 درجات حسب بعد الإمارة عن مركز الزلزال فى إيران". وكان الموظفون والسكان فى الأبراج العالية فى دبى خصوصا فى المركز المالى ومدينة الإعلام نزلوا من مكاتبها وأخلوها بعد شعورهم بالزلزال ، وتجمهر الآلاف أمام ناطحات السحاب فى "جميرة ليك تاورز" حيث شوهدت سيارات إسعاف تقل شخصين إحداهما امرأة حامل. كما شعر السكان فى الكويت بالهزة وخصوصا منطقة الشاطئ. ونزل الموظفون من المركز المالى فى المنامة إلى الشوارع ، وأحس سكان المنطقة الشرقية بالسعودية بالزلزال وكذلك الطوابق المرتفعة فى الرياض وسلطنة عمان.