الحرائق تلتهم القارة العجوز بسبب ارتفاع درجات الحرارة 510 حالات وفاة فى إسبانيا.. وبريطانيا تعلن حالة الطوارئ الأممالمتحدة تتوقع زيادة الحرائق بنسبة 30% بسبب تغير المناخ أدى ارتفاع درجات الحرارة فى أوروبا، خصوصًا فى جنوبها وغربها، إلى انتشار الحرائق الهائلة فى الغابات ومختلف أنحاء البلاد، بينما سجلت بريطانيا أعلى درجة حرارة على الإطلاق أمس الأول، مما أدى إلى حالة استنفار قصوى، وإعلان حالة الطوارئ فى لندن، وكذلك باريس ومدريد، لمواجهة الحرائق. واندلعت العشرات من الحرائق فى مناطق مختلفة من إنجلترا وويلز، جراء درجات الحرارة القياسية، فيما تفيد تقارير حول الطقس أن درجات الحرارة تنخفض بصورة طفيفة. وأعلنت السلطات البريطانية، عن حالة الاستنفار القصوى، فى العاصمة لندن، لمواجهة الحرائق، بينما سجلت البلاد أقصى درجة حرارة فى تاريخها، وسط مخاوف من تفاقم أزمة المناخ فى العالم. ووصف عمدة مدينة لندن، صديق خان، الوضع الناجم عن الحرائق ب«الحرج»، داعياً الناس ليبقوا آمنين، لافتاً إلى أن عناصر الإطفاء يعملون تحت ضغط كبير، وبحسب شبكة «سكاى نيوز» البريطانية، فإن المئات من عناصر الإطفاء تحركوا من أجل السيطرة على عشرة حرائق على الأقل حول لندن. ويعمل رجال الإطفاء على إخماد حرائق الغابات وسارع المهندسون أمس الأربعاء لإصلاح قضبان القطارات التى تأثرت بسبب الحرارة فيما استيقظت بريطانيا على تداعيات اليوم الأكثر حرًا فى تاريخها. وأمس الأول الثلاثاء كان أكثر الأيام التى عملت فيها خدمة إطفاء لندن منذ الحرب العالمية الثانية عندما تجاوزت درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية للمرة الأولى، مما أدى إلى اشتعال حرائق دمرت عشرات المبانى فى العاصمة، كما وصلت ألسنة اللهب إلى أراضٍ عشبية جافة على جانبى خطوط السكك الحديد والطرق. وألغيت رحلات قطارات كانت تسير من لندن حتى الساحل الشرقى لإنجلترا حتى عصر أمس الأربعاء على أقل تقدير بعدما أدى حريق نشب بالقرب من مدينة بيتربرو بوسط إنجلترا، إلى إتلاف معدات الإشارات. كما أسفرت حرائق أخرى فى شبكة القطارات عن الإضرار بالقضبان والأسلاك العلوية. ويقول العلماء إن الموجة الحارة الأخيرة تتماشى مع تغير المناخ وارتفعت فيها درجات الحرارة إلى ما يزيد على 40 درجة مئوية فى بعض المناطق مع اندلاع حرائق غابات فى مناطق ريفية جافة بالبرتغال وإسبانيا وفرنسا. كذلك اجتاحت حرائق الغابات أجزاء من جنوب أوروبا وشمال أفريقيا، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وأجبر الألوف على إخلاء منازلهم، كما أدى إلى حدوث تلوث وانبعاث غازات الاحتباس الحرارى الضارة بالصحة. قالت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية إن البلاد سجلت أمس الأول، درجة حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية لأول مرة على الإطلاق. وأعلنت بريطانيا، التى تواجه صعوبات فى الحفاظ على خدمات النقل الرئيسية فى الطقس غير المتوقع مثل تساقط الثلوج بكثافة أو الرياح الشديدة، عن حالة «طوارئ وطنية» بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل لم يسبق له مثيل، وفقاً لرويترز. وقال وزير النقل غرانت شابس إن الأمر سيستغرق عدة سنوات قبل أن تتمكن بريطانيا من تحديث بنيتها التحتية بالكامل للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، بعد أن ظهرت علامات الأضرار على مدرجين على الأقل والتواء بعض قضبان القطارات. وقال فى تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: «نرى قدرًا كبيرًا من الاضطرابات فى السفر. البنية التحتية، التى يعود الكثير منها إلى العصر الفيكتورى، لم تكن مبنية لتحمل هذا النوع من درجات الحرارة». وفى فرنسا، يكافح رجال الإطفاء لاحتواء حرائق غابات هائلة فى جنوب غربى البلاد، وسط تقارير عن احتمال تسجيل درجات حرارة قياسية فى جنوب وغرب ألمانيا وبلجيكا أيضاً مع توجه الموجة الحارة، التى يعزوها العلماء إلى تغير المناخ. وشهدت منطقة جيروند، فى جنوب غربى فرنسا والتى تنتشر فيها زراعة العنب، أكبر حرائق غابات منذ أكثر من 30 عاماً، وقالت السلطات إن رجلًا اعتُقل للاشتباه فى أنه أشعل حريقًا عمدًا. وتنتشر الحرائق على مساحة 19300 هكتار فى المناطق الريفية المحيطة ببوردو منذ 12 يوليو مما أجبر 34 ألف نسمة على إخلاء منازلهم، ويكافح الحرائق زهاء 2000 رجل إطفاء مدعومين بثمانى طائرات قاذفة للماء. وقالت سلطات المنطقة فى بيان إنه على الرغم من المكافحة برًا وجوًا، لم يستقر الوضع بعد، مضيفة أنه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. وفى إسبانيا، تسببت موجة حارة استمرت أكثر من أسبوع، فى أكثر من 510 حالات وفاة مرتبطة بالحرارة، حسب تقديرات معهد كارلوس الثالث الصحى، واحترق أكثر من 173 ألف فدان فى إسبانيا، وهو أسوأ عام خلال 10 سنوات بحسب البيانات الرسمية. وفى الشهر الماضى دمر حريق هائل فى سييرا دى لا كوليبرا وقشتالة وليون نحو 30 ألف هكتار من الأرض. وفى البرتغال، انخفضت درجات الحرارة فى مطلع الأسبوع، لكن المعهد البرتغالى للأرصاد الجوية قال إن خطر حرائق الغابات ما زال مرتفعًا للغاية فى معظم أنحاء البلاد. وقالت السلطات إن أكثر من ألف من رجال الإطفاء، تدعمهم 285 مركبة و14 طائرة، يكافحون 9 حرائق غابات مستمرة لا سيما فى المناطق الشمالية من البلاد. وفى إيطاليا التى شهدت حرائق أصغر فى الأيام الأخيرة يتوقع خبراء الأرصاد أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية فى مناطق عدة فى الأيام المقبلة. كما عانت سويسرا من آثار الموجة الحارة. وأعلنت شركة إكسبو، التى تدير محطة بيزناو النووية اليوم الاثنين، عن أنها اضطرت إلى خفض الإنتاج حتى لا تتسبب فى ارتفاع درجة حرارة نهر «آر» الذى تستمد منه مياه التبريد. وخلصت دراسة نشرها علماء المناخ فى عدد يونيو بدورية «إنفايرونمنتال ريسيرتش: كلايمت» إلى أنه من المحتمل جدا أن يكون تغير المناخ قد زاد الموجات الحارة سوءًا. وأفاد تقرير أصدرته الأممالمتحدة فى فبراير 2022 أنه مع تغير المناخ الذى يسببه الإنسان والذى يؤدى إلى الجفاف، من المتوقع أن يزداد عدد حرائق الغابات الشديدة بنسبة 30% فى غضون 28 عاماً.