فوجئ ملايين المصريين بلغة الرئيس مرسي في خطاباته الأخيرة وهي لغة جديدة لم يتعود عليها المتابعون لخطب الرؤساء وتوقف الجميع أمام عبارة «الأصابع»، التي تلعب في مصر وكررها الرئيس مرتين الأولي، في اجتماعه مع مجموعة النساء الإخوان والتابعين لهم والثانية في خطاب القمة العربية.. والرئيس مرسي قصد بهذا الخطاب أن هناك دولا خارجية تعبث في مصر لكن المختلف أنه في الخطاب الأول قال: «صباعين تلاتة» أما في خطاب القمة فقال: «صباع واحد» وبعد هذين الخطابين خرج علينا عدد من المحللين السياسيين التابعين للجماعة والموالين لها والأرجوزات يتحدثون عن الأخطار الخارجية التي تواجه مصر وأن الأعداء متربصون بنا ويريدون هدم الثورة والاستيلاء علي مصر وكأن هؤلاء جلسوا في فصل دراسي وقام معلم بتلقينهم نفس الكلام ولم يحدد أي محلل من هو العدو الذي يعبث في مصر ومن أي اتجاه قادم: هل من الغرب أم من الشرق أم من الجنوب أم من الشمال؟ وتكرار مرسي للغة الأصابع مرتين هي رسالة متعمدة يريد توصيلها الي الشعب وهو يعلم أنها ستكون مثار سخرية ولكن تكرارها يجعل الناس تفكر جديا في هذه الرسالة وتبحث عن هذا العدو الوهمي الذي يعبث داخل مصر وما قاله المحللون الببغاوات بعد ذلك يهدف الي تثبيت هذه الرسالة وقديما وفي علم السياسة وإدارة الدول يقولون عندما يكون أي نظام سياسي في مأزق داخلي فعليه افتعال عدو خارجي وهو ما أراد مرسي وجماعته فعله لكنه غاب عنه أنه رئيس دولة وأن كل التقارير المعلوماتية التي تعدها أجهزة الدولة تصل اليه وكان عليه أن يحدد من هم أصحاب هذه الأصابع وأن يطرح علي الناس الأدلة الموثقة وليس مثل الأدلة التي طرحها عقب أحداث الاتحادية التي أثبتت أن ما يقدم للرئيس من معلومات مصادرها بتوع البطاطا علي رأي الدكتور عصام العريان عندما اتهم الصحافة بذلك. فالإخوان ومرسي في مأزق خطير وقادوا البلاد الي الهاوية ولا يعرفون إيقاف الانهيار المستمر للأوضاع والتذمر الشعبي في كل مكان حتي في المحافظات والقري المؤمنة علي حد وصفهم.. فكان لابد من البحث عن عدو حتي لو كان هذا العدو هو دولة مثل الإمارات العربية، أي دولة شقيقة لم يكن في تاريخها كله إلا كل خير لمصر ولشعبها من عهد الشيخ زايد حتي الآن البلد الذي كان ومازال يعتمد علي العمالة المصرية في كل أنشطتها وأعمالها فتوجيه أصابع الاتهام لهذه الدولة وشعبها الذي يحتضن مئات الآلاف من المصريين هو نوع من التهريج السياسي والعبث الطفولي.. كل هذا لأن الإمارات ألقت القبض علي خلية اتهمتها بأنها إخوانية ويتم محاكمتهم الآن ورغم أننا نددنا بحالات الاعتقال لكن نحن مع سيادة القانون في اي مكان وأي دولة وحريصون علي امنها وكنت من اول المنتقدين لحكومة الإمارات لموقفها من الثورة المصرية ولكن هناك فرق بين انتقاد مواقف سياسية للحكومات والهجوم علي دولة وعلي شعبها واعتبار هذه الدولة عدوا وهو الأمر الذي لن يصدقه الشعب المصري مهما فعل الإخوان ومهما أتوا بحجج وبراهين. وقال لي أحد الخبثاء الذين حضروا القمة ان سبب غضب مرسي من حكام الامارات انهم رفضوا عقد لقاء معه علي هامش القمة العربية رغم أنه أرسل رئيس جهاز المخابرات الي هناك لإقناعهم بعقد اللقاء علي هامش القمة إلا أنهم رفضوا وهذا حقهم.. مما دعاه لأن يتكلم عن الأصابع في لقاء مخصص لإعلان مبادرة لحقوق النساء في قضيه «الصوابع» وكرر هذا الكلام في كلمة القمة ولابد أن يعلم الرئيس مرسي وجماعته أنه لن تكون في يوم من الأيام أي دولة من دول الخليج عدوا لمصر وشعبها، قد تكون عدوا لجماعتك التي تعبث بأمن الخليج وهو نوع من رد الجميل لهم عندما احتضنت هذه الدول قيادات الجماعة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي وان تمويل الجماعة يأتي من أعضائها وحملات التبرعات التي يقوم بها اعضاء الجماعة هناك والشعب المصري يعلم أنه أي عمل ضد أي دولة عربية سيكون مرفوضا جماهيريا، فعلي الإخوان أن يبحثوا عن عدو آخر غير الإمارات أو أي دولة عربية فلعبتكم، مكشوفة للجميع ولن يصدقها كل من له عقل يفكر به وليس من يؤمر فيطيع بدون تفكير.