مفردات الرئيس مرسى فى حاجة إلى مراجعة، ليتكلم بخطاب يليق بمصر.. يحترم عقلية المواطنين فى الداخل ويحافظ على سمعة ومكانة الدولة فى الخارج. وعلى الرئيس أن يرشد خطاباته، ويقلل مدة إلقائها ويركز أفكاره، ويعيد النظر فى الذين يكتبون له الخطابات لأنهم المسئولون عن تغذية البرامج الساخرة ورسامى الكاريكاتير بالأفكار التى اعتبرت إهانة للرئيس ويحاكم بها الإعلامى باسم يوسف، حتى أوشكنا أن نتهم اللى بيكتب خطابات مرسى بالتعاون مع باسم علشان باسم يسترزق، باسم مجابش حاجة من عنده وإذا كان يحاكم على رأيه وهذا شئ ضد حرية التعبير فالأولى أن يحاسب الذين يورطون الرئيس فى مفردات غير لائقة تمر فى خطاباته تسئ إلى مصر قبل أن تسئ إليه. لا أحد يتذكر إيجابية واحدة أو قراراً صائباً اتخذه الرئيس خلال عشرات الخطابات التى قام بإلقائها منذ توليه السلطة، ولكن هناك عشرات المفردات التى تشير إلى إيحاءات لا تليق أن تأتى فى خطاب سياسى يذاع على العالم، كان من الممكن أن يكون مكان هذه العبارات جلسة مباسطة. فعندما فاجأنا الرئيس بحديث الصباع، وكرره فى عدة مناسبات، بل قال إن «3» أصابع تلعب فى مصر من الخارج بخلاف أصابع من الداخل، وعاد يكرر ذلك فى مؤتمر القمة العربية بقطر. وأخذ يشكو من أصابع خارجية تلعب فى مصر، وأفاض الرئيس مع الجالية المصرية بالدوحة عن عدو من خارج مصر، وشيطان من الداخل يعبث فى النفوس، وتحدث مع الجالية عن جراب الحاوى المليان حمام، يمد إيده ويطلع منه، والمرة الجاية يطلع ثعبان، وقال الرئيس لأبناء الجالية المصرية: عارفين القرد والقرداتى، لو مات القرد، القرداتى يشتغل إيه؟ هذه العبارات تسئ إلى الرئيس وتحتاج إلى ترجمة. وفى كلمته أمام الاحتفال بيوم المهندس تحدث الرئيس عن التهديدات التى تتعرض لها مصر من خارج الوطن، وقال بدون أصبع هذه المرة: من يفكر أو يحلم أو يدبر أن مصر تعود خطوة واحدة إلى الخلف فهو واهم.. ويضيع وقته.. لن نسمح لأحد كائناً من كان لأن يتدخل فى شئوننا. وقال الرئيس: بعض الناس خارج مصر من أعدائها يتصور أن المصريين حد يسرق مكاسبهم أو يعطلهم عن تحقيق أهداف ثورتهم.. أنا أقف لهم بالمرصاد.. لا نتوقف أمام سفاسف الأمور! نحن معاك ياريس ونطالبك بقطع الأصبع واليد التى تمتد على مصر، لكن أصبع من؟ من هذه الدولة التى تضع أصبعها فى مصر، أو حتى تجرؤ لكن نريد أن نعرفها ربما لا تستحق كل هذا الانزعاج أو يكون لها موقف قابل للحل الدبلوماسى فى كل مناسبة الرئيس يقول أعداء الخارج من هو عدونا فى المنطقة العربية الذى يريد أن يعبث بأمننا، واحنا نأكله بأسنانا نعلقه فى الشجرة، ونطبق عليه الضبطية القضائية.. لكن أين هو ومن هو العدو، هذا الكلام حديث فى المطلق، يضعنا فى مشاكل مع جميع الدول العربية.. ويظهرنا على إننا دولة ضعيفة.. أما الكلام عن التراجع فنحن نتراجع للخلف بدون عدو يتربص بنا، احنا مش ناقصين تراجع، احنا التراجع نفسه. ولن نتحرك خطوة للأمام إلا إذا احترمنا القانون فعلاً لا قولاً وعاد الاحترام لمؤسسات الدولة وفى مقدمتها أكبر مؤسستين يتم التنكيل بهما الآن وهما الصحافة والقضاء رغم أنهما أكبر مؤسستين وقفتا مع الإخوان أيام الرئيس السابق، وحالياً أكبر مؤسستين تتعرضان للتهديد والوعيد، كان الإخوان يعملون وقفات فى السابق وكانت جميع وسائل الإعلام تسلط عليهم الضوء، وتعرض وجهة نظرهم دون التركيز على عددهم والرئيس يقول للجالية فى قطر كل ما تشاهدونه حالياً صورة مكبرة عشرات المرات ل«10 أو 15» واحد حولهم كاميرات والصورة يحصل فيها تركيب لإظهار أن مصر بتولع. لا أحد يريد لمصر أن تولع، لكن الذى يهدد بتوليع مصر هو استمرار هذا الأسلوب فى الكيل بمكيالين، ومحاصرة حرية الرأى، وإهانة القضاء وتجريح قاماته، ومطاردة الإعلام وتضييق الخناق عليه، وتطبيق العدالة الانتقائية، واستمرار الفساد التشريعى، وتلفيق الاتهامات وتهديد رموز المعارضة بالاعتقال، فإننا نكون قد نسير من السيئ إلى الأسوأ وننتقل من تراجع إلى تراجع.