قالت صحيفة فينانشال تايمز إن الحكومة القطرية محبطة من الأداء الضعيف لحكومة الرئيس محمد مرسي، خاصة على الصعيد الاقتصادي، ولم تعد مستعدة لأن تكون سخية بإمداداتها المالية. وأضافت أن فشل المساعدة القطرية، التى بلغت 2.5 مليار دولار، لنظام الرئيس محمد مرسى فى تحقيق الاستقرار وعجزها عن تحقيق ربح سياسى لقطر قد يكون أحد أسباب هذا الإحباط. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن إحباط رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى بدا واضحا عندما سئل عن تورط الدولة الخليجية فى مصر فى المؤتمر الصحفى الختامى لقمة جامعة الدول العربية، مما دفعه للتأكيد على أن الدوحة لن تشترى قناة السويس، ولن تؤجر الأهرامات، نافيا الشائعات حول النوايا القطرية التى تحوم فى وسائل إعلام القاهرة. كما اضطر إلى التأكيد على أن بلاده لم تنحز لجانب الإسلاميين والليبراليين، مشيرا إلى أن قطر اعطت مساعدة مقدارها مليارا دولار لمصر عندما كان الجيش يحكم وقبل انتخاب محمد مرسي، قيادى جماعة الإخوان المسلمين. واعتبرت فينانشال تايمز أن اضطرار رئيس وزراء قطر الأسبوع الماضى للإجابة عن دعمه لمصر يمثل واحدة من علامات رد الفعل السلبى الكبير ضد الدولة الخليجية، مشيرة إلى أن بن جاسم نفسه قال «يلقى باللوم علينا فيما يتعلق بأى شيء يحدث فى مصر». وأكدت الصحيفة البريطانية أن قطر تراهن على الصراع على السلطة فى مصر، موضحة أن ركوب موجة الإسلاميين فى المنطقة مفهوم سياسيا لبلد صغير لديه طموحات كبيرة وحاجة لتأمين مستقبله، لكن أن تصبح طرفا فى صراعات سياسية داخلية هو عمل محفوف بالمخاطر، وأكثر خطورة مما كانت الدوحة تتوقعه. واشارت إلى أن ما تعتبره الدوحة دعما لحكومات وليدة فيما بعد الثورة ينظر إليه فى عقول العامة على أنه تدخل خارجى مشبوه فى شئون دول أخرى. وأوضحت أن دوافع قطر باتت محل تساؤل أكثر من أى وقت مضى بصوت عال فى القاهرة، حيث أصبحت طرفا فى معركة استقطاب شديد على روح الدولة المصرية. وأكدت فينانشال تايمز أن ما يعقد مراهنة قطر على الإسلاميين هو البعد الإقليمى للأزمة المصرية، مشيرة إلى أن سياسة الدوحة وضعتها على خلاف مع زميلاتها من دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات. وأوضحت أنه فى حين أن قطر احتفلت بالمكاسب الانتخابية للإسلاميين فى الدول التى تمر بمرحلة انتقالية، فإن السعودية كانت حذرة وكانت الإمارات عدائية، خاصة تجاه الإخوان المسلمين. ونوهت إلى أن الإمارات لم تدعم حكومة محمد مرسى ماليا، كما أن خططها لاستثمارات جديدة معلقة. وأضافت أنه فى الوقت نفسه، يزعم مسئولو الإخوان المسلمين فى القاهرة أن أطرافا إماراتية تمول وسائل الإعلام الليبرالية لتقويضهم وتشجيع فشل مرسى.