صدر مؤخرا عن دار أوراق للنشر كتاب "طقوس السحر..قراءة في جذور الخرافة عند المصريين" للكاتب الصحفي محمد عبد الله، من جريدة الأسبوع. يحاول الكاتب رصد طقوس السحر التي يمارسها الشعب المصري وكذلك معتقدات المصريين التي خرجت من رحم الأساطير والخرافات واصبحت جزءا من التدين الشعبي. ورصد الكتاب اغرب المعتقدات المرتبطة بالجن والعفاريت وأصول هذه المعتقدات السحرية الشعبية وصمودها للأزمنة طويلة رغم تغير الأديان فى مصر لكن استطاعت إن تصبح جزءا لايتجزأ من العقيدة المصرية سواء مسيحية او اسلامية. ويؤكد الكتاب استمرار المصريين في الإيمان بالحسد ومظاهر ذلك تعليق الأطباق في المنازل ولبس الخرز الأزرق اتقاء للحسد مثل أجدادنا تماما، ونعتقد مثلهم في أيام سعيدة وأيام نحس ونعلق البصل ونأكل الفسيخ في شم النسيم ونستعمل "طاسة الخضة" وممارسة حفلات الزار والعرس كما كان يمارسها الأجداد كذلك العلاج بالأعشاب والرقية. بل إن كثيرين ما زالوا يمارسون عادة "الندب" على الميت والاتشاح بالطين ونمارس طقوس الأربعين وزيارة القبور والاعتقاد في أرواح الموتى وتمنى الرحمة والنور للموتى وممارسة عملية صرف روح الميت نمارسها مثلما كان يمارسها الأجداد. ويري الكتاب أن عقيدة السحر قد سيطرت على المصريين القدماء كسيطرة العقائد الدينية نفسها فكانوا يستعينون به في شؤونهم الدينية والدنيوية معًا كما كانوا يستعينون في مختلف أحوال حياتهم وقد مارس المصريون جميع أنواع السحر بمختلف صوره كما عرفها العالم القديم أو المتداول منه حتى الآن ابتداء من التعاويذ والطلاسم والتعزيم وكتابة الأحجبة بأنواعها ومزاولة الطقوس السحرية والروحانية والرقية وسحر التمائم. ويوضح الكتاب انه في مصر يختلط أسلوب العمل السحري بين المسلمين والأقباط فهو يجمع بين الآيات القرآنية و الإنجيلية وحيث يستعين المسلمون بقسيس في كتابة عمل السحر أو الأقباط بشيخ مسلم .. وهذا يعني أن المعتقد الشعبي عام ومتميز ومخالف للدين الرسمي فحدوده ليست حدود الدين المتعارف عليه .. فهناك أغاني الرجاء التي يؤديها الزائرون إلي القديس "أبي سيفين" القبطي وعادة ما يكونون من المسلمين وكذلك الأمر مع زوار "العجايبي" الولي القبطي بمحافظة المنيا أو مع زائري مارجرجس بل إن نفس هذه العادات نجدها تتبع مع "أبونا عون" بإحدي قري المنيا وهو تمثال منحوت بالقرب من مغارات بني حسن الأثرية.