صرح جاسوس للمخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) يعرف بأنه زعيم قبلي محلي في باكستان، بأن بضعة مئات من مقاتلي طالبان أقاموا صلاة الجنازة على أسامة بن لادن في منطقة القبائل بباكستان. وقد أدى هذا الخبر وتداعياته إلى زيادة توتر العلاقات بين المخابرات الباكستانيةوالأمريكية على خلفية تسريب وسائل إعلام باكستانية اسم الجاسوس. ونقلت مجلة (تايم) الأمريكية الصادرة اليوم عن غنام شاه وزيري أن الجنازة أقيمت يوم الاثنين، ودعا فيها المصلون لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وهتفوا بشعارات معادية للولايات المتحدة ولحليفتها باكستان. وقد جرت إجراءات الجنازة في بلدة وانا، وهي البلدة الرئيسة في جنوب وزيرستان، التي كانت الملاذ لرئيس لطالبان باكستان قبل قيام الجيش الباكستاني بشن هجوم عليها في عام 2009. وأضاف الزعيم القبلي المحلي أن الجيش الباكستاني سمح بقيام صلاة الجنازة لأنه كان يؤمها مولوي نظير، وهو قائد طالباني يعتقد أنه عقد اتفاق سلام مع الحكومة. وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن وزيري تحدث بصيغة المجهول، بما بتفق مع سياسة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه)، إلا أن وسائل الإعلام الباكستانية ذكرت اسم وزيري الذي تشتبه في أنه رئيس مكتب (سي آي أيه) في إسلام أباد، وهو ما يعد الكشف الثاني المحتمل خلال ستة أشهر عن عميل أمريكي، اتساقاً مع حالة التوتر التي تسود العلاقات بين المخابرات الباكستانيةوالأمريكية على خلفية الغارة التي شنتها الأخيرة لقتل بن لادن. واستطردت الصحيفة أنه من ناحية أخرى، ذكرت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء أن الاسم غير صحيح. إلا أنه، على الرغم من ذلك، فإن أي تسريب لهوية جاسوس أمريكي يعمل كمسئول كبير في باكستان يمكن أن ينتقص من هيبة المؤسسة العسكرية والاستخبارية الباكستانية القوية التي تعرضت للإهانة بسبب الغارة المفاجئة على أراضيها، ويمكن أن يتجاوز ذلك إلى الإساءة للعلاقات الباكستانيةالأمريكية. وفي يوم الجمعة، أذاعت قناة (أيه آر واي) الباكستانية الخاصة اسم وزيري باعتباره رئيساً لمكتب (سي آي أيه) في إسلام أباد، والتقطت صحيفة (ذي نيشن) الأمريكيةالخبر يوم السبت، ليتراكم بث إعلامي يؤكد الخبر. وقد أكد مظهر عباس، رئيس قسم الأخبار، أن مراسل القناة استقى الخبر من مصدر مسئول. ودافع عن صحة الخبر مؤكداً أنه "يقوم على الحقائق"، وانتقد الاتهامات بأن الاسم تسرب للقناة عن طريق مسئول يحمل أجندة خاصة. وقد اضطرت المخابرات الباكستانية للرد، حيث علق المتحدث باسم المخابرات الباكستانية قائلاً: "المسئولية الأولى للمراسل أن يقدم أخباراً تقوم على وقائع.. أما تأويل الوقائع فأمر آخر". كما ردت المخابرات الأمريكية أيضاً معلقة على الخبر بأنه غير صحيح. ولم تنشر وكالة أسوشييتدبرس للأنباء الاسم الذي تعتبره الاسم الصحيح لرئيس مكتب (سي آي أيه) في إسلام أباد باعتباره يخضع للسرية التامة. ولم يتضح بعد ما إذا كانت السلطات الأمريكية ستسحب الجاسوس الذي يعمل لحسابها من باكستان أم لا.