يظل صوت العندليب يعيش بداخلنا، وتظل أغنياته الخالدة هى الإيحاء لأى مطرب جديد يتمنى أن يسلك طريق النجومية، بذكائه فى اختيار الكلمات والألحان وباختياره لملحنين ومؤلفين تتوافر فيهم صفات معينة، ترك درسا لكل من يغنى بعده كيف تكون صناعة النجوم، لذا أقامت إذاعة صوت العرب احتفالية خاصة للعندليب تذاع اليوم فى ذكراه ال36 شدى فيها مجموعة كبيرة من الأصوات الجديدة، اختاروا أغنيات حفرت فى التاريخ منها «عدى النهار» و«لو كنت يوم أنساك» و«أول مره تحب يا قلبى» و«جبار»، وتحت اسم «إذاعة حليم الثورية» بدأ الإذاعى الكبير وجدى الحكيم بذكرياته مع العندليب، ووصف فيها حليم بأن أغنياته كانت ثورة فى عالم الغناء، وكانت ثورته أيضا على التصفيق فحكى الحكيم عن شعور حليم عندما كان يسمع بأذنه إشادة الناس به فيخاف ويثور على تلك الإشادة ويبحث عن الجديد فهكذا كان تصوره فى الغناء، أن يحبب الشعب كله فى الغناء. حكى الحكيم أيضا عن خلفية إذاعة أغنية «عدى النهار» فى الإذاعة المصرية، حين انصرف الناس عن متابعة الإذاعة وكانت الحالة النفسية السيئة مسيطرة على الشعب بالكامل بعد نكسه 1967 إلا أن حليم الثورى قرر مع عبد الرحمن الأبنودى وبليغ حمدى أن يطلا للجمهور بأغنية «عدى النهار» فى الحادية عشرة صباحا فى ثانى أيام النكسة، ووقتها أجاز عرضها وزير الإعلام بنفسه سيد محمود أحمد وعندما أذيعت أطلق عليها الإذاعيون الأغنية التى أعادت الشعب للراديو فبعدها بدأ الجمهور فى الاتصال بالإذاعة للتعبير عن امتنانهم الشديد وعادت الحياة للإذاعة مرة أخرى، واستطرد الحكيم: هكذا كانت تعاملات حليم مع الثورات وموقفه أن الفنان لن يكون فنانا إلا إذا عاش الشعب وظروفه وحاله وواساه، وقرر دون غيره من الفنانين أن يخرج بالأغنية فى الوقت الذى يعانى فيه الشعب من صدمة فى رئيسهم وإعلامهم. واستكمل الحفل أصوات جديدة بأغنيات حليم من بينهم أشرف على ومروة وأمجد عفت وأشرف رضوان وأحمد جراح والتونسية شهران وتحدث كل منهم كيف أثر الراحل فى مشوارهم الغنائى وكيف كانت كلماته وألحانه بداية لظهور موهبتهم وبأغنية جماعية على ألحان «الوطن الأكبر» اختتموا حفلتهم.