هل تعلم عزيزى القارىء أن شعورك بالسعادة هو صفة وراثية لديك تتعلق بمدى طول أو قصر الجين الخاص بها الذي يتكون منه بنيانك الجيني؟ هذا ما توصلت إليه دراسة أمريكية حديثة أجراها مركز الدراسات الممتدة لصحة المراهقين. وشملت الدراسة بيانات 2574 شخص لفترة زمنية طويلة. وأوضحت صحيفة الجارديان البريطانية يوم الجمعة، التي نشرت نتائج الدراسة، أنه يمكن التعرف على مدى شعور شخص ما بالسعادة إذا ما تم التعرف على نوع الجينات الوراثية الخاصة بالسعادة التى يتكون منها بنيانه الجيني. وأضافت أن كل شخص تكون لديه نسختان –إحداهما من الأب والأخرى من الأم- من هذا الجين تتحكمان في هذه الصفة. وإحدى هاتين النسختين تكون طويلة والأخرى قصيرة. فإذا كان شخص ما لديه نسختان طويلتان، أو واحدة طويلة والأخرى قصيرة، فإنه يشعر بالسعادة بصورة شبه دائمة. أما الشخص الذي لديه نسختان قصيرتان، فإنه يميل للشعور بالاكتئاب. وتعتبر نتيجة هذه الدراسة خطوة مبدئية لمعرفة سر الشعور بالسعادة عند بعض الناس أكثر من البعض الآخر. ونقلت الصحيفة عن د. جان إيمانويل دى نيف –وهو باحث فى كلية لندن للإقتصاد والعلوم السياسية– الذي علق على نتائج الدراسة قائلاً: "هذا يعطينا المزيد من التبصر فى الآليات البيولوجية التى تؤثر على مدى رضا وسعادة الإنسان". مضيفاً "إذا شعر الإنسان بالإحباط وعدم الرضا عن حياته فإنه سوف يقول لنفسه هذة هى طبيعتى وليس لى دخل فى هذا". وقد كتب دى نيف في صحيفة "علم الوراثة البشري"، أنه من بين أفراد العينة الذين شملتهم الدراسة، أجاب نحو 40% أنهم يشعرون بالسعادة، ومن بين هؤلاء حوالى 35.4% يمتلكون نسختين طويلتين من الجين، و19.1% فقط يمتلكون نسختين قصيرتين من الجين. كما قدر دينيف أن امتلاك نسخة طويلة من الجين وأخرى قصيرة زاد عدد الأشخاص الذين أعلنوا أنهم "سعداء جداً" بنسبة 8.5%، بينما زاد امتلاك جينين طويلين عدد أولئك الناس بنسبة 17.3%. وقد تبين من هذه الدراسة أهمية الجين المسمى ب (5-إتش تي تي)، وهو الجين المعني بنقل مادة السيروتونين –وهى مادة كيميائية فى مخ الإنسان تشعره بالسعادة وتجعله أكثر رضاً عن حياته– لذلك فإن وجود النسخة الطويلة من الجين يؤدى إلى تحسن كفاءة إعادة تدوير الخلايا العصبية فى مخ الإنسان. وقد أشارت الصحيفة إلى أن هذه الدراسة والنتائج التى توصلت إليها يمكن أن تساعد الوالدين فى المستقبل على إنجاب أطفال أكثر سعادة وشعوراً بالرضاء عن حياتهم.