قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصدر أمرا بسحب قوات الجيش الروسي من مقاطعة كييف لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات كبادرة لحسن النية. وقال بيسكوف: "من أجل خلق ظروف مواتية للمفاوضات، أردنا أن نقدم بادرة حسن نية. يمكننا اتخاذ قرارات جادة خلال المفاوضات، لذلك أمر الرئيس بوتين قواتنا بمغادرة المنطقة منطقة كييف. وأكد مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أرستوفيتش أنه كان من الممكن التوصل لاتفاق في علاقة تتسم بالندية لولا أن روسيا كانت تتحدث بتعالٍ. مشيرا إلي إن روسيا أصبحت منطقية في المفاوضات بعد خسائرها على الأرض. وأوضح " أرستوفيتش" أن مشكلة بلاده ليست في أنها لا تريد دخول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بل في أن الناتو لا يقبلهم . وأضاف مستشار الرئيس الأوكراني إن البنية التحتية لبلاده قد تم تدميرها بسبب الحرب، مضيفاً أن الخسائر الاقتصادية قد وصلت إلى تريليون دولار. بعد طرد مئات الدبلوماسيين الروس من قبل دول عدة أوروبية خلال اليومين الماضيين، كررت موسكو مجددا التأكيد على أنها سترد بقوة على تلك الخطوة . وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن بلادها ستقدم ردا مناسبا على كل عمل غير ودي ضد الدبلوماسيين الروس، و شبهت " زاخاروفا " الدول التي أقدمت على تلك الخطوة، بمن "يطلق الرصاص على أقدامه"، بحسب وكالة سبوتنيك . أما عن احتمال استبعاد روسيا من مجلس الأمن الدولي، فاعتبرت أن المستوى المهني للدبلوماسيين الغربيين تدنى وتدهور. فيما شن ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، هجوماً شرساً على الغرب، ردا على العقوبات الأحدث التي فرضت على بلاده جراء العملية العسكرية في أوكرانيا، واصفا دعوات تأميم الشركات الروسية في الخارج أشبه بعمليات السطو. قال ميدفيديف، الذي شغل منصب الرئيس من 2008 إلى 2012 "يجب على معارضي روسيا أن يفهموا أنهم سيواجهون عددًا كبيرًا من القضايا في المحاكم سواء الأمريكية أو الأوروبية أو غيرها. يأتي هذا فيما تستعد الدول الغربية لفرض مزيد من العقوبات على موسكو، لاسيما بعد صور مجزرة بوتشا، إثر انسحاب القوات الروسية منها. أعلنت السلطات الهولندية، الأربعاء، أنها احتجزت 14 يختا، 12 منها قيد الإنشاء، في إطار العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وأقترحت المفوضية الأوروبية على الدول الأعضاء السبع والعشرين وقف مشترياتها من الفحم الروسي التي تشكل 45% من واردات الاتحاد الأوروبي وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية. في حين أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها لن تسمح لموسكو بتسديد مستحقات دينها بالدولارات المودعة في مصارف أمريكية، فيما أعلنت ألمانيا وضع يدها على فرع لشركة غازبروم الروسية. يذكر أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، اصطفت الدول الغربية إلى جانب كييف داعمة إياها بالسلاح والمساعدات، فيما فرضت آلاف العقوبات على الروس، طالت مختلف القطاعات والشركات، فضلا عن السياسيين، والأغنياء الروس المقربين من الكرملين، حاجزة على العديد من ممتلكاتهم وشركاتهم في الخارج.