كلما عانت مصر يخرج من رحمها مولود رياضي يعيد الابتسامة والفرحة والأمل ويسهم في ترتيب الأوراق المبعثرة ويطمئن القلوب بأن المسيرة مستمرة وأن صوت العقل سيعلو مهما فعل أعداء النجاح لأن الفراعنة علموا الدنيا أن أم الدنيا ستظل آمنة من دخلها آمن ومن غادرها كان في حفظ الله ورعايته وإن الدفاع عن راية الوطن سيستمر في كل الميادين يؤكد قوة مصر وقوة إرادة شعبها. في قمة الإحباط والمعاناة بسبب تعطل النشاط الرياضي أطل شعاع الأمل من خلال فوز فريق الأهلي بدوري أبطال إفريقيا الذي مثل المولود الأول وبما يشبه المعجزة فأنار كل الكون وتبعه بمولود آخر بالتتوج بكأس السوبر الإفريقي وبفريق وطني في لاعبيه وجهازه الفني إلا مشاركات لدقائق للاعب السنغالي دومنيك. وتواصل الفرح بمولود أكثر جمالا تمثل في حصول منتخب الشباب على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم للشباب التي تستضيفها تركيا في مايو القادم من خلال الانتصارين المستحقين على الجزائر وغانا في نهائيات أمم إفريقيا المقامة حاليا بالجزائر واقترب من الفوز باللقب الإفريقي وإعادة الإنجاز الذي حققه المدرب حسن شحاتة بالتتوج ببطولة 2003 بذلك الجيل الذي كان أغلب نجومه بقيادة عماد متعب النواة الحقيقية للمنتخب الأول الذي حقق الثلاثية المتتالية لبطولة أمم إفريقيا 2006 و2008 و2010. إنجاز عظيم للكرة العربية والمصرية حققه شباب الفراعنة بنقلنا إلى نهائيات كأس العالم وبقيادة وطنية على رأسها المدرب الخلوق العظيم ربيع يس الذي عرفته الملاعب نجما متميزا أداء وسلوكا مع الأهلي ومنتخب مصر كأعظم ظهير أيمن في التاريخ أسهم مع زملائه في الإنجاز الأكبر بالصعود إلى نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا وتعيش مصر هذه الأيام ربيعا حقيقيا بفضل أبناء ربيع بقيادة النجم الكبير أحمد حسن كوكا لاعب فريق ريو البرتقالي. ومنتخب مصر للشباب يمثل مستقبل الكرة المصرية ويؤكد أن القادم أحلى وأن التجارب أثبتت أن الخبرة الوطنية دائما هي الأفضل بعد أن سار ربيع يس على درب الراحل المقيم محمود الجوهري الذي أوصل المنتخب لنهائيات كأس العالم وقاده للفوز ببطولة أمم إفريقيا 1989 ببوركينا فاسو وعلى درب المعلم حسن شحاتة بطل ثلاثية أمم إفريقيا ولاننسى أيضاً هاني رمزي الذي قاد المنتخب الأولمبي لنهائيات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية 2012 بلندن. لانقول إن المعاناة تخلق الإبداع ولكنها تفرض روح التحدي وكل الأمنيات يعي الخارجون عن الانضباط هذه الدروس ويعودون إلى رشدهم ويكفي الثمن الغالي الذي دفعته مصر في كل المجالات نتيجة للشغب حتى يتحقق حلم المنتخب الأول بتأهل هو الآخر لمونديال البرازيل وهو يتأهب لمواجهة زمبابوي بالإسكندرية في مباراة لاتقبل أي حسابات غير الانتصار. نقلا عن صحيفة الحياة