سيطرت حالة من الاستياء على كثير من المواطنين نتيجة ارتفاع أسعار السلع الغذائية، رغم تأكيد الحكومة على انخفاضها، بعد أن شهدت الاسواق حالة من الانفلات فى الاسعار خاصة، ووسط مطالب بتدخل سريع وحاسم من الأجهزة المسئولة، ومخاوف وقلق من انفلات الاسعار خاصة مع قرب حلول شهر رمضان المعظم الذى يتزايد فيه معدل استهلاك المواطنين للسلع ، الامر الذى يؤدى لارتفاع الاسعار مرة أخرى. واصبح المطلب الاساسى لغالبية المواطنين، هو القضاء على غول الاسعار الذى توحش بصورة مفزعة ، واصبحت ميزانية الاسرة غير قادرة على شراء الضروريات. رصدت " الوفد " جولة داخل الاسواق لمعرفة اراء المواطنين والبائعين السبب فى زيادة اسعار السلع الغذائية . وقالت السيدة عبد العال، أحد أهالى الإسكندرية، لا أحد يعرف سبب محدد لإرتفاع الأسعار، وتيارات:" هل هو بسبب جشع التجار نتيجة ضعف الرقابة على الأسواق؟.. أم بسبب ارتفاع الأسعار العالمية؟.. أم بسبب ارتفاع أسعار الخامات المستوردة؟!.. ويكون المواطن الغلابان هو الضحية لجشع التجار الذين يستنفزون اموالنا، ولذلك نطالب المسئولين بسرعة التدخل خاصا واننا فى العد التنازلى لاستقبال شهر رمضان ونعلم تماما ان جميع الاسر وتقوم بشراء مستلزماتها الغذائية بكميات كبيرة عن باقى الشهور لذلك نطالب بالتدخل لمواجهه ظاهرة انقلات الاسعار التى تحدث الان . مؤكدا أن الرواتب ثابتة والسلع فى زيادة مستمرة مما يؤثر بالسلب على المواطن البسيط. وتابع صلاح محمود:"نحن نصرخ من الارتفاع الجنوني في الأسعار، وارتفاعها باستمرار، لدرجة أننى لم يعد قادرا على تلبية احتياجات أسرته المعيشية من تكاليف الطعام، والملبس، والعلاج، وغيرها من احتياجات أسرته البسيطة، مؤكدا أن الأسعار ترتفع بدون ضوابط، وتواصل ارتفاعها يوميا، بسبب جشع التجار". ويتساءل: لماذا ترتفع أسعار الخضاروالفاكهة بهذا الشكل الجنوني؟. فمن يصدق أن اقل صنف من الفاكهة يصل سعر الكيلو منه إلى 10 جنيهات أو يزيد.. باختصار التجار يرفعون الأسعار « بمزاجهم»، وبلا رحمة، لأنه لا أحد يتدخل لمحاسبتهم. يقومون بذبحنا كل يوم . وقالت وفاء يوسف موظفة، إن الوجبة الشعبية التى كانت تتكون من الباذنجان والفلفل المقلى والبطاطس التى لم تكن تتكلف 5 جنيهات أصبحت تكلف الآن ما بين 25 و30 جنيها لارتفاع أسعار الباذنجان الذى وصل إلى 10 جنيهات والفلفل الى 20 جنيها ، إضافة إلى زجاجة الزيت التى وصلت الى 25 جنيها وتابعت " لابد من تدخل قوى من جانب الحكومة وأجهزتها لتصحيح الخلل الموجود بالمنظومة، وبما يضمن توفير البدائل المختلفة لطرح السلع والمواد الغذائية دون استغلال للمواطنين". ويرجع سمير عمر مهندس ارتفاع الأسعار إلى العشوائية، وعدم وجود أسس اقتصادية وخضوعه لمقياس العرض والطلب من جانب وجشع التجار من جانب آخر الأمر الذى يتطلب ضرورة الرقابة على الأسواق حتى لا يترك المواطن فر يسة لجشع التجار ، ويتساءل أين الحكومة من ارتفاع الأسعار الجنوني؟ وأين دور الرقابة على ضبط الأسواق والسلع؟ وأكدت سميرة محمد ربة منزل، إن سيارات القوات المسلحة تقوم بانقاذنا من جشع التجار بالمعارض التى تقيمها وترى أنه يساهم في محاربة ارتفاع الأسعار قبل شهر رمضان، مشيرة إلى أنها اشترت الدواجن بسعر الواحدة 35 جنيها في حين أن سعرها في المحلات أكثر من 50 جنيها.وأعربت عن سعادتها بما يقدمه المعرض، خاصة أن أسعاره في متناول قطاعات واسعة من الشعب، بما يخفف عن المواطنين غلاء الأسعار ويحارب جشع التجار. وفى احدى أسواق الخضار قالت أم سيد بائعة الخضار، والتى أكدت أن أسعار الخضار ارتفعت مره أخرى ، مؤكدة ان بائعى السلع ليسوا السبب فى ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنونى ، وإنما ترتفع بسبب تزايد الإقبال عليها وقلة المعروض منها ، بالإضافة إلى جشع التجار الكبار الذين يتحكمون فى الأسعار لصالحهم فى ظل الانفلات وعدم السيطرة و غياب القوانين التى تحمى المستهلك من جشع التجار الذين يتركون لنا التعامل مع المستهلك الذى يلقى علينا اللوم بالاستغلال رغم أننا ضحايا مثلهم بينما يبرر راضى مجاهد « تاجر خضروات وفاكهة» ، ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج، كالتقاوي والمبيدات وأجور العمال، والنقل، بالإضافة إلى تراجع الإنتاج، بسبب التعدي على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية. في حين يرى محمد أحمد وهو تاجر أن " الناس لابد أن تقاطع السلع التي تشهد ارتفاعا كبيرا في أسعارها، وأن أجهزة الدولة لابد أن تفرض رقابة مشددة على كبار التجار باعتبارهم السبب في المشكلة".،وأوضح أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يمثل أزمة للمواطنين، لكن صغار التجار وتجار التجزئة ليس لهم أي ذنب في هذا الأمر، الذي تسبب فيه كبار التجار.ويبلغ سعر كيلو الليمون من 14 إلى 20 جنيها، وكيلو الخيار عشرة جنيها ، وكيلو الكوسة بسبعة جنيهات، والفاصوليا بسبعة جنيهات، والطماطم بأربعة جنيهات، والباذنجان عشرة جنيهات ، ولفت إلى أن السلع متوافرة في السوق، لكن رفع أسعارها يعود إلى الرغبة في تعويض عدم تصديرها. الحرب على الأسعار قال محمد سعد مدير مديرية التموين تسعى وزارة التموين لمواجهة أزمة ارتفاع الأسعار، والتصدي لجشع التجار من خلال تكثيف الرقابة من خلال الحملات المفاجئة على الأسواق، وكذلك من خلال تكثيف المعروض من السلع الغذائية الأساسية وتشمل السكر، والأرز، والدواجن المجمدة، والمسلى، والدقيق، والزبدة وغيرها من السلع فى فروع المجمعات الاستهلاكية، فضلا عن طرح كميات كبيرة من اللحوم البلدية والمستوردة، الطازجة والمجمدة، بأسعار مخفضة فى فروع المجمعات الاستهلاكية، وشركتى الجملة، ومنافذ البيع التابعة للشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، ومن خلال السيارات المتنقلة المبردة التى تجوب الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، وليس بها فروع للمجمعات الاستهلاكية.