ليست أما عادية، رغم أنها لم تنجب سوى ولدا واحدا، إلا أنها أم لأشجع شباب عرفتهم مصر والعالم فى العصر الحديث.. إنها أم شباب الثورة، إحتضنتهم سهرت على راحتهم، عالجتهم، أطعمتهم، بذلت الغالى والنفيس لتشترى شقة فى قلب ميدان التحرير لتكون مركز لشعاع لم يعرفه البشر، هو شعاع الحب والأمل, الذى ألهب القلوب وأشعل حماستها.. إنها ماما خديجة والملقبة بأم الثوار، التى أحتضنت أول شهيد للثورة فى قلب ميدان التحرير. فى عيد الأم ذهبنا إليها فوجدناها مشغولة بعرس أحد شباب الثورة هو "أحمد دومة". تحدثت عن أول عيد أم عاشته بعد ثورة يناير, ورفضت الحديث عن ذكرياتها السابقة عن نفس اليوم مع وحيدها عمرو الذى يعيش فى لندن. أم الثوار اعتبرت أن عيدها الحقيقى، عندما تجتمع مع شباب الثورة، فهم جميعا أبنائها ولا فرقا بينهم. وأضافت: "أخذت شقة فى قلب ميدان التحرير فى أول مارس الماضى، وكانت الأحداث الدامية مازالت فى بدايتها ,لأكون قريبة من أولادى". واستطردت: فى عيد الأم جاء ألي عدد من شباب الثورة، فى البداية لم أعرف سبب مجيئهم بشكل جماعى مفاجئ ,ولكنهم أصروا على عدم خروجى من حجرتى إلا عندما يطلبون منى ذلك، وبالفعل استجبت لرغبتهم وبعد حوالى ساعة تقريبا سمحوا لى بالخروج إلى خارج الغرفة بالصالة، فإذا بزينة ولوحة كبيرة مكتوب عليها معايدة وصورتى وبجوارها كلمة :أم الثوار" فى إشارة لى، و كانت أجمل الهدايا التى حصلت عليها فى عيد الأم". وتضيف: فى عيد الأم العام الماضي حرمتنى دماء المصريين التى كانت تتناثر فى الشارع حرمتنى وحرمت كل مصر من الإبتهاج والفرحة, فكيف لنا أن نفرح وشبابنا هناك تحت الثرى بأيدى غادرة حرة طليقة، والقتلة يبتهجون وسط أبنائهم, كيف لنا أن نفرح وهناك مئات الأمهات حرق قلبها بنيران فراق أبنائهم وهم فى سن الصبا والشباب" . تصمت للحظات تخترقها الدموع قائلة إن مصر كلها حزينة، مصر باكية، ثم تقف وتحكى عن ذكرياتها مع أحد الشباب الذين كانوا دائما بجوارها، وهو كريستى، وتقول كان لطيفا وقريبا من قلبى، وكان مرتبط بفتاة وحلمه بسيط مثل كل الشباب لكن القتلة والخونة حرموه من فرحته أمام قصر الأتحادية . تحكى وتتذكر أبناءها الذين ماتوا أمامها فى أحداث الثورة وعينيها مليئة بدموع الحسرة والحزن، ولكنه حزن يؤكد على النصر القريب لجميع من ماتوا . وأنهت كلامها بالقول: سننتصر قريبا على من سرق ثورة الشهداء وسال الدماء من أجل جماعته، من أجل مصلحة أبنائه وتعينهم فى مراكز هامة بالدولة، سننتصر على من يحاول سرقة مصر وحضارتها وتزوير تاريخها.