إرادة الله تتحدى التخزين الخامس واتفاقية عنتيبي، شاهد ماذا حدث في الهضبة الإثيوبية (صور)    جامعة دمياط تحقق مركزًا متميزًا في تصنيف ويبوميتركس الإسباني للاستشهادات المرجعية    استعداداً لانتقال القوات المسلحة.. السيسي يتفقد مركز القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية    مصر للطيران تعتزم تدشين 6 خطوط جديدة في أفريقيا بحلول 2028    شهيدان وعدد من الجرحى في غارة إسرائيلية على منزل بدير البلح وسط قطاع غزة    مصرع وإصابة العشرات في انهيار مدرسة بنيجيريا، وإنقاذ عالقين من تحت الركام (فيديو)    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 3 مسيرات في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن    لقطات خاصة من احتفالات لاعبي الأهلي بعد الفوز على بيراميدز (فيديو)    شبكة mbc تعلن عن حصولها على حقوق بث وإذاعة مباراة السوبر الإفريقي    أول رد من "شهد سعيد" لاعبة منتخب الدراجات على "جنة عليوة": لم أقصد إسقاطها | فيديو    مهرجان العلمين لحظة بلحظة.. محمد منير يُطرب جمهوره بأغانى يونس ولِلّى وعلمونى عينيكى    رامي جمال: عشت قصة حب وتزوجت في أسبوع    ارتفاع ضغط الدم: القاتل الصامت وكيفية الوقاية منه    أكثر من 118 دولة تعلن دعمها لوكالة الأونروا بوصفها ركيزة للاستقرار الإقليمى    رئيس دولة الإمارات يبحث مع شيخ الأزهر تأصيل الحوار الحضاري والتعايش بين الثقافات    خاص| رئيس حقوق الإنسان بالبرلمان العربي: تلقينا تقارير حول انتهاكات إسرائيلية في غزة    الصين تحث الولايات المتحدة والفلبين على سحب نظام صواريخ تايفون    مصدر حكومي: توجيهات من مدبولي للمحافظين بسرعة التفاعل مع الأحداث والرد على الشائعات    بعد تحذير الحكومة من استخدام «أكياس الملح».. ما عقوبة سرقة الكهرباء في مصر؟ (فيديو)    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 13 يوليو 2024    باريس 2024| المنتخب الأولمبي يؤدي تدريبه الأول في فرنسا    «ميزة وحيدة».. عماد متعب يشيد بحكام مباراة الأهلي وبيراميدز    حسين الشحات يحصد جائزة أفضل لاعب في مباراة الأهلي وبيراميدز    نبيل الحلفاوي عن هدف قفشة في بيراميدز: «اختصر السكة وعملها هو»    هنا الأولمبياد.. كرم جابر يتوج بذهبية أولمبياد أثينا بعد غياب 56 عاما عن الذهب الأولمبى    «توخوا الحذر».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم السبت والموجة الحارة فى القاهرة والمحافظات    طلاب الثانوية العامة يؤدون اليوم امتحان التفاضل والتكامل    مصرع شاب أثناء التنقيب عن الآثار في قرية بأطفيح    مقتل مدرب جيم بسبب دفاعه عن "مسن" بشبرا الخيمة    السبت.. بدء فتح باب التظلمات للدبلومات الفنية 2024 في مدارس القاهرة - (صور)    مديرية تعليم القاهرة تستقبل غداً تظلمات للدبلومات الفنية    نشوب حريق في محل لبيع الأدوات المنزلية ب الزقازيق (تفاصيل)    أخبار × 24 ساعة.. محور بناء الإنسان أولوية قصوى فى برنامج عمل الحكومة    الآن.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 13 يوليو 2024    توقعات بخفض الفائدة في الربع الأخير من هذا العام    مع انطلاق حفله.. تصريحات محمد منير في مهرجان العلمين 2024    أحمد نعينع: لم نعتمد قارئاً واحداً في الإذاعة منذ عامين    لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم.. دينا الوديدي تشدو من قلب العلمين تضامنًا مع أهل غزة    لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم، دينا الوديدي تتضامن مع فلسطين من العلمين الجديدة    "حبايب قلبي".. كارمن سليمان تطرح أحدث أغانيها قريبًا    «عبر إبراهيم فايق».. شقيق أحمد رفعت يوجه رسالة جديدة وطلب أخير    دعاء الامتحان الصعب 2024.. دعاء الامتحان والنجاح مستجاب    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. أكسيوس: منصة ميتا تزيل القيود عن حسابات دونالد ترامب.. مسبار ناسا يصل إلى أقرب نقطة من الشمس.. وستارمر يسمح لأوكرانيا باستهداف روسيا بأسلحة بريطانية    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفي برج العرب والعامرية ويؤكد ضرورة تحسين سكن الفرق الطبية    الشئون الإسلامية: الأزهر لم ينغلق على فكر.. ومأذنته تؤكد على التعددية    محافظ الغربية يجرى جولة مفاجئة بقرى زفتى لتفقد مشروعات حياة كريمة    فريق طبي بجامعة أسيوط ينجح في إجراء جراحة معقدة بالميكروسكوب    هل يجوز خروج المرأة متعطرة؟.. مفتي الجمهورية يحسم الجدل (فيديو)    لمسة وفاء.. وزير الأوقاف يزور الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل الوزارة الأسبق    وزير التعليم العالي يفتتح أول أغسطس أكبر معرض تعليمي ل «أخبار اليوم»    د. منال عوض    ما الموعد الصحي للنوم والاستيقاظ؟ حسام موافي يكشف (فيديو)    وزير التعليم: يجب التغلب على مشكلة الكثافة الطلابية بالفصول بطرق مبتكرة    لا تصل بهم الأمور إلى الهجر.. مفتي الجمهورية يوجه نصائح هامة للأزواج    بدء الجمعية العمومية للأطباء بعد اكتمال النصاب القانوني لأول مرة منذ 5 سنوات    شيخ الأزهر يؤكِّد ضرورة التَّعاون لدعم إعادة بناء المؤسَّسات الصحيَّة والتعليميَّة في غزة    وكيلة صحة بني سويف: الإعلام شريك أساسي في تحسين خدمات الصحة بالمحافظة    من غروب الخميس.. فضل قراءة سورة الكهف والوقت الأمثل لقراءتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيف‏..‏ لم تفارقه الابتسامة حتي بعد استشهاده
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 02 - 2011

الطريق إلي منزل الشهيد سيف الدين مصطفي كان حافلا بالآلام‏..‏ خفق قلبي بشدة وأنا اغالب دموعي التي سبقت عزائي وكأنها انفجرت مثل بركان‏ لم استطع الكلام‏. توقفت الكلمات التي تقال في مثل هذه الظروف انعقد لساني وجلست منخرطة في حالة بكاء هستيرية‏.‏
استقبلتنا الأم المكلومة في حالة هذيان خدوا مني ابني هي لا تشعر بمن حولها‏,‏ صورة سيف في كل ركن في البيت الابتسامة البريئة لاتفارق شفتاه‏,‏ البراءة التي اغتالها الطغاة تملأ أرجاء المكان‏.‏
بعد لحظات صمت احسستها دهرا طويلا‏,‏ حاولنا فيها مغالبة الدموع‏,‏ تحدثت الأم‏:‏ سيف كان رايح مع أصحابه بعد صلاة الظهر ليتناول الطعام في مطعم بشارع عباس العقاد والذي يبعد عن قسم أول مدينة نصر بحوالي ثلاثمائة متر‏,‏ كانت الفوضي تعم الأرجاء‏,‏ قنابل الغاز المسيلة للدموع في كل مكان اختنق منها المتجمهرون وممن هؤلاء ثم سقط‏..‏ سقط سيف يوم‏28‏ يناير مضرجا في دمائه إلي الأبد‏,‏ ولم يعرف بعدها ماذا حدث أصيب برصاصتين غادرتين في مؤخرة الرأس والصدر‏,‏ كانت الاصابة قاتلة ومقصودا منها القتل‏,‏ تضررت خلايا المخ وادخلته في غيبوبة لم يفق منها‏.‏
الأم المكلومة عبير تذهب إلي المستشفي في حالة هستيرية أين ابني سيف‏..‏ رد علي يا ابني ابوس ايدك رد علي امك‏,‏ لكن سيف لا يستجيب رغم أنه لا يرفض لوالدته طلبا‏,‏ لكن هذه المرة لم يستطع‏.‏ من يعيد لي ابني تقول الأم سيف زهرة حياتي لايترك فرضا منذ كان في السابعة وعرف معني نطق الشهادتين‏..‏ وحشني وحشني أوي عاوزه ابني‏,‏ وتنخرط في موجة بكاء قاسية تمزق القلوب‏,‏ ابني دفع الثمن‏,‏ إيه الفايدة؟ هو كان كل حياتي الصدمة شديدة والمنزل ساكن مثل القبور تصمت الأم للحظات تنظر إلي صورته الكبيرة التي تتصدر بهو المنزل وتواصل‏:‏ طول عمره ما أذي حد اخوه الكبير مازال يبكي‏,‏ لم يتشاجرا يوما لكن هذا اليوم حاول اخوه أن يمنعه من الخروج‏,‏ هو يشعر بالذنب يعصف بقلبه‏.‏
وتضيف الأم‏'‏ لم أشعر بفرحة النصر‏,‏ لا أشعر بشئ‏..‏ اريد محاكمة القتلة لن يذهب دم ابني هدرا‏.‏
في المستشفي طمأنها الاطباء بعد اليوم الأول قالوا لها لو مرت‏48‏ ساعة سيزول الخطر‏,‏ جاءتها الممرضة متهللة هاتولو عصير وزبادي‏,‏ دب الأمل في قلب الأم ابني هيعيش‏..‏ هيعيش‏..‏
ولكن‏..‏ لحظات وكان كل شئ قد انتهي‏,‏ مات سيف اكلينيكيا لكن قلبه لايزال ينبض‏,‏ والأم تصرخ سيف هايرجع معايا‏..‏ فوق ياسيف‏..‏ كانت الرصاصة التي اخترقت جدار المخ من الخلف قد أتلفت خلاياه فاستقرت في مركز الاحساس‏,‏ قال لها الطبيب إبنك شهيد‏..‏ صرخت الأم ابني عايش‏..‏ احتسبيه عند الله‏..‏ ابني عايش لو عاش ستصاب احدي عينيه بالعمي‏..‏ ابني عايش‏..‏
‏..‏ تواصل الأم‏:‏ بعد يومين توقف قلب سيف ولم أدر بالدنيا‏.‏
وإلي آخر لحظة وهم يضعونه في القبر صرخت فيهم‏:‏ تأكدوا أنه مات‏..‏ كانت واثقة أنه مازال حيا‏..‏ ولكنهم دفنوه ورائحة المسك تفوح منه‏..‏ تضيف الأم‏:‏ حتي بعد أن مات اكلينيكيا وكان القلب يخفق كانت رائحته مسكا كل جزء في جسده يفوح بالمسك‏..‏ في المدرسة قرروا أن يسموا فصل سيف باسمه‏,‏ وأن يقيموا له حفل تأبين وأن يكرموا أسرته‏,‏ ولكن‏..‏ هيهات أن يشفع كل ذلك لأم تاهت وغابت عن مباهج الحياة ومباهج نصر صنعه شباب في عمر الزهور‏,‏ ثورة انتصرت بفضل شهدائها الذين سقطوا ودفعوا فاتورة نضالها‏,‏ ثورة انيعت وارتوت من دمائهم الزكية‏.‏
لا تحزني يا أم سيف فهو ابننا جميعا‏,‏ لن ننسي شهداءنا ولم يغفر التاريخ لأكثر البطشي والطغاة الذين قتلوه بدم بارد لا يعرف الرحمة‏..‏ سيعيش مع الشهداء في قلوبنا ماحيينا وسيخلد ذكراه ميدان التحرير سيبقي مزارا له ولهم‏..‏ يقول لكل من يحج إليه هؤلاء هم شهداء الحرية وشهداء الكرامة وشهداء النصر الذين سطروا أروع بطولة في تاريخك يامصر‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.