أعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن تقديره لبعض أنشطة منظمة اليونسكو، ودورها الهام في العلاقة بين الشعوب عبر الحوار الثقافي والحضاري، والحفاظ على تراث الإنسانية، مشيرا إلى أن دورها ينبغي ألا يقتصر على مجرد الحوار، وإنما يتعداه إلى برامج تمس عملية التفاهم بين الشعوب والثقافات. جاء ذلك خلال استقبال فضيلته السيدة كاتالين بوجاي، نائب رئيس منظمة اليونسكو ورئيس المؤتمر العام بباريس، وقد استعرض اللقاء عددا من الموضوعات كان من أهمها: أثر المنظمات الدولية على إثراء الحوار الحضاري والإنساني، وكيفية الوصول إلى الحوار الجاد بين الحضارات. وأشاد شيخ الأزهر بما تبذله بعض المنظمات الدولية من جهود مخلصة لتحسين العلاقة بين الشعوب، والتفاهم بين الثقافات بما يعود بالخير على الإنسانية جمعاء، وأشار إلى أن هذه الجهود لا تؤتي ثمارها بسبب السياسات والممارسات الغربية تجاه دول العالم العربي والإسلامي، موضحا أن الرجل العادي في العالم النامي لا يعرف من سياسات الغرب إلا موقف الكيان الصهيوني من الشعب الفلسطيني، والعدوان الأمريكي على العراق وأفغانستان ... وغير ذلك، وأن الانطباع السائد أن الغرب في عداء دائم مع العالم العربي والإسلامي، وأن ما يعطيه الغرب بالشمال يأخذه باليمين، ودعا فضيلة الإمام الأكبر الساسة في دول الغرب إلى تغيير سياساتهم نحو العالم العربي والإسلامي لتكون أكثر عدالة وإنصافا. ومن جانب آخر أكد شيخ الأزهر أن مصر دولة قوية ومحورية، ودولة لديها علم وحضارة، وفيها عقول نادرة يمكن أن تؤثر في شعوب المنطقة كلها بل في العالم كله، والأزهر يعمل ليل نهار من أجل السلام الإقليمي و العالمي العادل والمنصف، ولكن المشكلة أن الغرب يريد أن يفرض على الشعوب العولمة معتبرا نفسه المركز الثقافي للكون كله، ويغيب عن الغرب أن لكل دولة ثقافتها وخصوصيتها. وردا على سؤال كاتالين بوجاي حول المسار الصحيح للحوار بين الثقافات قال فضيلته: إن دور المنظمات ينبغي أن يتجاوز التنظير إلى التطبيق، وأن تقدم برامج عملية هادفة تثري الجانب الحضاري والإنساني. ومن جانبها أكدت كاتالين بوجاي أن منظمة اليونسكو تعمل من خلال السلطة الناعمة في مجال الثقافة والتعليم والمعلومات والاتصالات، وأشارت إلى أن الحوار بين الثقافات من عوامل الإثراء الحضاري للإنسانية، ولهذا تنظم اليونسكو مؤتمرات تعنى بالحوار بين الثقافات والأديان بالرغم من أن اليونسكو ليست منظمة دينية.