كشفت دراسة أوربية حديثة أن تقليل تناول الملح في الطعام يؤدي إلى زيادة خطر التعرض للإصابة بأمراض القلب. وهو ما يتعارض مع نتائج دراسات سابقة ترى أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يمكن تقليل احتمالات تدهور حالتهم الصحية وإصابتهم بأمراض القلب عن طريق تقليل كمية الملح التي يأكلونها؛ حيث كشفت الدراسة الأخيرة أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح تقل لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وذكرت مجلة (تايم) الأمريكية أمس الأربعاء أن الدراسة قد شملت 3681 شخصاً لا يعانون من مشاكل في القلب، ومعظمهم يتمتعون بضغط دم عادي. وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين ترتفع لديهم نسبة الصوديوم في البول (كمؤشر على زيادة كمية ملح الطعام في مأكولاتهم) تقل لديهم احتمالية الوفاة بسبب أمراض القلب بخمسة أضعاف عن الأشخاص الذين تقل لديهم نسبة الصوديوم. وأوضحت المجلة أنه أثناء السنوات الثماني الأخيرة من المتابعة، بلغ معدل الوفاة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين ترتفع لديهم نسبة الصوديوم 0.8% فقط، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 4% لدى المجموعة الأخرى. ونقلت المجلة عن د. رالف ساكو، رئيس مؤسسة أمراض القلب الأمريكية ورئيس قسم الأعصاب في جامعة ميامي، تعليقه على الدراسة بالقول: "نعم. لقد أدهشتني الدراسة وكذلك أدهشت رفاقي في المؤسسة". وتؤكد الدراسة أن الملح يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تقليل ارتفاع ضغط الدم، حيث كشفت أن الضغط الانقباضي (وهو الرقم الأعلى في قياس ضغط الدم الذي عادة ما يكون متوسطه العام: 120/80) كان أعلى قليلاً لدى الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الملح، مقارنة بمن يستهلكون كميات أقل، لذا تكون مخاطر تدهور أعراض ارتفاع ضغط الدم لديهم أقل. وقد أشعلت الدراسة جدلا حول ما إذا كان تقليل مستويات استهلاك الملح يجب أن تنسحب على الجميع أم لا. ويري خبراء أن بعض الأشخاص ربما يكونون أكثر حساسية للملح من غيرهم، أو أن الأشخاص الذين يتمتعون بضغط دم عادي ربما لن يستفيدوا من تقليل نسبة الصوديوم.