عقدت كلية الإعلام جامعة القاهرة بالتعاون مع مؤسسة فريدريش نومان الألمانية دورة تدريبية بعنوان "الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي"، استمرت ثلاثة مدار أيام ، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة والدكتورة هويدا مصطفى عميدة الكلية.وحاضر فيها عدد من الأكاديميين والممارسين من ذوي الخبرة في موضوع الدورة، بحضور صحفيين وإعلاميين من مختلف المؤسسات. توجهت الأستاذة الدكتورة هويدا مصطفى، بالشكر لمؤسسة فريدريش نومان الألمانية، وخاصة الأستاذ هاني عبد الملاك مدير مكتب المؤسسة في القاهرة، وذكرت أن هذا ليس التعاون الأول مع المؤسسة، وكلية الإعلام لها باع طويل مع مؤسسة فريدريش نومان من خلال الأنشطة المتعددة ومن ضمنها هذه الدورة التدريبية التي تهتم بمناقشة موضوع وقضية هامة "الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي"، حيث حرصت كلية الإعلام على مشاركة المؤسسة في هذا المشروع والذي يأتي تحت رعاية وزارة الخارجية ومؤسسات الدولة التي تهتم بتنمية الوعي والمهارات لدى الإعلاميين. وأشارت الأستاذة الدكتورة هويدا مصطفى إلى عقد الكلية فيما سبق - لمؤتمر حول "الأخبار الزائفة والأمن المجتمعي"، ولعل هذا يأتي من منطلق الفترة الزمنية الحالية التي نشهدها والتي تتميز بالتداول والانتشار السريع للأخبار المغلوطة والمزيفة، والتي تعمل على تضليل الجمهور وخلق الكثير من الإحباطات والتشكيك وبث الشائعات، لذلك جاء دور كلية الإعلام كمؤسسة أكاديمية تهتم بنشر الوعى ليست فقط داخل الكلية ولكن أيضأ الوعى المجتمعي، بل والتعامل مع المؤسسات المختلفة من أجل نشر الوعى بهذه القضية المهمة، خاصة وأن أكثر الدول تقدما أيضا تعاني من مشكلة الأخبار الزائفة، وأوضحت أن تكنولوجيا الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي قد عمقت من خطورة هذه القضية بما يتم من خلالها لتداول سريع من الشائعات والأخبار المقتطعة من سياقها، خاصة وأن بعض المؤسسات الإعلامية تعمل على بناء أجندتها على ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي لا تعد مصدر للأخبار، لذلك سيتم من خلال هذا البرنامج والدورة التدريبية تغطية هذه القضية بكل جوانبها المختلفة. كان برنامج اليوم الأول من الدورة منقسم إلى ثلاثة محاضرات: المحاضرة الأول بعنوان "مفهوم الأخبار الزائفة: الأهداف، الأدوات، الآليات" ويحاضرها الأستاذة الدكتورة هبه الله السمرى، الأستاذ بكلية الإعلام. المحاضرة الثانية بعنوان "الثقافة الرقمية ونقد وسائل الإعلام و وسائط التواصل الاجتماعي كالية للوقاية والمواجهة ويحاضرها الأستاذة الدكتورة حنان يوسف، عميدة كلية اللغة والإعلام بالقرية الذكية - الأكاديمية العربية. المحاضرة الثالثة بعنوان " التكنولوجيا الرقمية وصناعة الأخبار: أساليب وتقنيات الذكاء الاصطناعي والمنصات الإجتماعية وانتشار المعلومات الزائفة" ويحاضرها الأستاذ: خالد البرماوي، خبير معلومات. واليوم الثاني من الدورة ألقى عدد من الخبراء محاضرات في إطار الدورة التدريبية، كان منها محاضرة حول "أشكال ووسائل التزييف"، للمهندس وليد حجاج، خبير تكنولوجيا المعلومات، وألقى د. ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، محاضرة حول "تأثيرات الأخبار الزائفة على أمن المجتمع"،و محاضرة أحمد عصمت، مدير منتدى الإسكندرية للإعلام، حول "آليات تدقيق المعلومات" وبدأت فعاليات اليوم الختامي بمحاضرة حول "خطاب الكراهية والاخبار الزائفةوألقاها د.سامي طايع استاذ العلاقات العامة في كلية الإعلام، حيث استهل محاضرته بالحديث عن تاريخيه الصحافة الصفراء أو ما يسمى بالشبكات المتداخلة ونشأة الانترنت وكيفية تأثيرها على مستقبل نقل المعلومات عالميا . وأعقب ذلك محاضرة حول سبل مواجهة الأخبار الزائفة ألقتها د.ليلى عبد المجيد مدير وحدة الجودة واستاذ قسم الصحافة بالكلية، أوضحت خلالها أن العوامل التي تساعد على انتشار الاخبار الزائفة داخل منصات وسائل الإعلام وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، منوهة إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت اليوم وسيلة مهمة لكشف الاخبار الزائفة والأكاذيب المتداولة وكشفها. وأشارت د.ليلى عبد المجيد إلى أن جاذبية المعلومات والأخبار المزيفة من ضمن العوامل التي تساهم في وقوع الجماهير ضحية لزيف المعلومات خاصة؛ لأن المعلومات المتداولة غير مألوفة وانتشارها في نطاق أوسع وبشكل أسرع من الأخبار الحقيقية وصعوبة التحقق في كثير من الأحيان من مصداقية المعلومات. واختتمت فعاليات اليوم الاخير بمحاضرة ا. خالد البرماوي الخبير في مجال تقنية المعلومات وذلك تحت عنوان "آليات وإعداد حملات مواجهة الاخبار الزائفة"، وتناولت المحاضرة الحديث عن الطرق المتبعة من الصحافة لتجنب الخلل المعلوماتي والتي تمثلت في خطوات خمس ، منهم محاولة اتباع منهجية الشك في صحة المعلومات وعدم تقبلها بشكل مطلق، باعتبار أن الشك عملية نقدية والبحث عن الصحة من خلال شبكة المعلومات المتنوعة، اضافة الى طرح السؤال حول الغرض من نشر المعلومة وهو من خلال اتباع طرق البحث عن الإجابة واستخدام طريقة الربط بين المعلومة والغرض من خلال طرح تلك التساؤلات الدائمة. و قالت د. هويدا مصطفى، عميدة الكلية، إن مثل هذه الفعاليات تستهدف رفع المستوى المهني للممارسين في مجال الصحافة والإعلام، بهدف تلافي أوجه القصور والسلبيات، وتحسين الأداء والارتقاء بالممارسة المهنية لتقوم على أسس احترافية، خصوصا في ظل خطورة ظاهرة الشائعات والأخبار الزائفة، وتأثيراتها السلبية على الفرد والمجتمع ومؤسسات الدولة، موجهة الشكر لمؤسسة فريدريش ناومان الألمانية على تعاونها في إعداد الدورة، وكافة المحاضرين، من داخل الكلية وخارجها. وقالت عميدة الكلية أن الواقع الاعلامي يقتضي التطرق باستمرار إلى مستحدثات هذا الواقع وتداعياته على صناعة الإعلام وتأثيره، منوهة إلى أن خطة الدورة التدريبية هدفت إلى التعرض للكثير من الإشكاليات الخاصة بمدى التحقق من صحة المعلومة، حيث هدف المدربون من خلالها إلى نقل خبراتهم المهنية في مجال التحقق من المعلومات المتداولة في المحتوى الإعلامي، الإجابة عن الأسئلة الخاصة بآليات التحقق المعلوماتي سواء على مستوى المتخصصين في مجال الإعلام، أو على مستوى الجمهور العام. وفي ختام فعاليات الدورة التدريبية، قام مسئولو الدورة بتوزيع استمارات التقييم على مدار أيامها الثلاث، واعقب ذلك توزيع شهادات التكريم للحضور من ضيوف منصة التدريب والمتدربين.