ارتفعت حصيلة التفجيرين الانتحاريين اللذين ضربا محيط مطار كابول، أمس الأول، إلى 100 قتيل فى وقت تبنى فيه تنظيم داعش الإرهابى الهجومين. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسئول أن الحصيلة الحقيقية ربما تكون أكبر من ذلك بكثير، بسبب مشاركة آخرين فى عمليات نقل الجثث من المكان. وقتل فى الهجوم المزدوج 13 جنديًا أميركيًا فى واحد من أسوأ الهجمات التى طالت جيش الولاياتالمتحدة فى أفغانستان منذ عام 2011. ورغم قسوة الهجوم وحصيلته الثقيلة، إلا أن عمليات الإجلاء استؤنفت، أمس، وغامر كثيرون بحياتهم للوصول إلى المطار. وقال سكان فى كابول إن رحلات جوية عدة أقلعت صباح أمس بينما كانت حشود الأفغان كبيرة فى محيط المطار، كما فى الأيام الماضية. وفى إحدى بوابات المطار، انتشر العشرات من أعضاء طالبان المسلحين بأسلحة ثقيلة على بعد 500 متر من المطار يمنعون أى شخص من التقدم. ونشرت حسابات داعشية على تطبيق «تليجرام» بيانات يتبنى فيه داعش التفجيرين، مشيرا إلى أن الانتحارى الذى نفذ الهجوم عند مطار كابول هو عبدالرحمن اللغرى. وقالت الحسابات نقلاً عن مصادر مجهولة إن الإرهابى وصل إلى مسافة لا تزيد على 5 أمتار تفصله عن الجنود الأمريكيين المتمركزين فى المطار. ووصف حركة طالبان ب«الميليشيات» الموالية للأمريكيين. وظهر «اللغرى» فى شريط فيديو مصور، لكنه كان يغطى وجهه بلثام، مما يصعب مهمة التعرف على هويته الحقيقية. فى الوقت نفسه أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن تركيا أجرت أول محادثات لها مع طالبان فى كابول، موضحا أن أنقرة ما زالت تجرى تقييما لاقتراح الحركة لإدارة مطار العاصمة الأفغانية بعد الانسحاب الأمريكى. وقال «أردوغان» فى تصريحات صحفية: «أجرينا أولى محادثاتنا مع طالبان واستغرقت ثلاث ساعات ونصف». وأضاف «إذا لزم الأمر، ستتاح لنا الفرصة لإجراء مثل هذه المحادثات مرة أخرى»، وأشار إلى أن المحادثات جرت فى جزء عسكرى من مطار كابول، حيث تتمركز السفارة التركية بشكل مؤقت. وأوضح «أردوغان» أن حركة طالبان تريد تولى ضمان الأمن فى المطار، لكنها اقترحت على أنقرة تأمين الجانب اللوجستى. وتابع يقولون: «سنضمن الأمن وأنتم تقومون بالتشغيل (المطار). لم نتخذ أى قرار بشأن هذه المسألة بعد». وشدد على أن التفجير الانتحارى كشف أهمية تحديد تفاصيل كيفية تأمين المطار. وكانت تركيا عرضت أولًا المساعدة فى تأمين وإدارة المطار فى العاصمة الأفغانية، لكنها بدأت، الأربعاء، فى سحب قواتها من أفغانستان، ملمحة بذلك إلى تخليها عن الهدف. وقال أردوغان: «سنتخذ قرارا بمجرد عودة الهدوء». وردًا على انتقادات فى تركيا بشأن علاقات أنقرة مع طالبان، قال أردوغان إن بلاده لن ترضى بأن تقف مكتوفة الأيدى فى هذه المنطقة المضطربة. وأضاف «لا يمكن معرفة توقعاتهم أو توقعاتنا دون مناقشات. ما هى الدبلوماسية يا صديقى؟ هذه هى الدبلوماسية».