العطش قادم فى مصر، والشح المائى يهدد ملايين المصريين هذا ما أكدته التقارير الصادرة من الموارد المائية، مشيرة إلى أن نصيب المواطن السنوى من المياه العذبة بمصر كان 2800 متر مكعب عام 1959، وأصبح 600 متر مكعب سنوياً هذا العام مما يمثل خطوة على حصة الفرد المائية، التى تعد أقل من الحد العالمى المعروف بالفقر المائى والمقدر ب1000 متر مكعب سنوياً. من المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد من المياه إلى 370 متراً مكعباً سنوياً بعد أن يبلغ سكان مصر 160 مليوناً عام 2050. وحذرت مصادر مائية والدكتور محمد بهاء الدين، وزير الرى، من أن تلوث مصادر المياه أصبح يشكل خطورة وتحدياً كبيراً لمستقبل المصريين على الحصة المائية، وأكد وزير الرى أن الآثار السلبية لتلوث المياه قدرت عام 1999 بحوالى 3 مليارات جنيه سنوياً، بالإضافة إلى آلاف الإصابات بأمراض خطرة، وأوضح أن التلوث أصبح عنصراً ضاغطاً على الموارد المائية وضياع كميات هائلة من المياه الصالحة لإعادة استخدامها مرة أخرى لصالح المواطنين وتحقيق الحد الأدنى من متطلبات القطاعات المجتمعية المختلفة المستهلكة والمستخدمة للمياه.. وحذر الوزير من الكتلة السكنية العشوائية التى تنمو بالأراضى الزراعية عن طريق البناء المخالف والزيادة السكانية المطردة، مما أدى إلى تهالك شبكات المياه بالترع ومنشآت الرى والصرف، وتدهور حالة هذه المنشآت، وزيادة ظاهرة الضغط الشديد والتعديات على المجارى المائية، خصوصاً بعد الانفلات الأمنى التى بلغت 22 ألف حالة تعد متنوعة من البناء ومنافع الرى والردم داخل المجارى المائية. وفى السياق نفسه، تبدأ خلال أيام اجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية لتقييم سد النهضة الإثيوبى وتتكون من خبراء من مصر والسودان وإثيوبيا، بجانب استشاريين دوليين لبحث آثارالسد على الدول الثلاث، ومن المنتظر أن تقوم اللجنة بمراجعة موقع إنشاءات سد النهضة ومراجعة التقارير الخاصة بالبيئة والتأثيرات الاجتماعية لهذا السد ومراجعة تصميماتها. وتناقش اللجنة الثلاثية دعم العلاقات بين دول حوض النيل والمنفعة المشتركة لصالح شعوب البلاد، خاصة مصر وإثيوبيا لتحقيق التنمية لسكان البلدين وتوفير الغذاء اللازم للحياة. وأكد الخبراء تحديد الشروط المرجعية لوضع تقييم السد ومشروعاته الذى يحد من حصة مصر المائية من مياه النيل الأزرق الذى يمد مصر ب85٪ من حصتها المائية، وتبحث مصر مع الجانب الإثيوبى الحفاظ على كميات المياه الواردة وقواعد التخزين والتشغيل للسد، والتعامل مع انخفاض معدلات سقوط الأمطار وتعرض البلاد للجفاف والتغيرات المناخية التى تؤثر على وارد مصر من مياه النيل، وتشير الدراسات الأولية إلى أن القدرة التخزينية لسد النهضة تقدر بنحو 63 مليار متر مكعب ومساحة البحيرة تصل إلى 1680 كيلومتراً، وارتفاع السد يصل إلى 140 متراً وطوله 1800 متر ويقوم بتوليد الكهرباء 5٫2 ألف ميجاوات والسد يبعد عن الحدود السودانية 20 كيلومتراً.