جيل الشباب يلتقى الكبار على مسرح المحكى.. وحضور لافت للفن الأوبرالى والباليه تكريم 12 شخصية منهم الناقد الموسيقى أمجد مصطفى يعود مهرجان محكى القلعة للموسيقى والغناء بدورته ال29، بعد عام من الغياب الاضطرارى بسبب تداعيات فيروس كورونا المُستجد، وتبدأ أولى فعالياته بداية من يوم الأحد المقبل حتى نهاية شهر أغسطس الجارى. ويسعى المهرجان بعد توقفه العام الماضى بسبب جائحة كورونا، والذى تنظمه وزارة الثقافة ممثلة فى دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدى صابر بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، ويشرف على برنامجه الدكتور خالد داغر رئيس البيت الفنى بالأوبرا، استعاضه الغياب، إذ يعود ب31 حفلة غنائية وموسيقية متنوعة تنطلق فى الثامنة مساء الأحد 15 أغسطس، وتستمر على مدار 16 يومًا متصلة حتى الاثنين 30 أغسطس. وأكدت د. إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، أن مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء أحد الفعاليات الراسخة التى تنظمها وزارة الثقافة ممثلة فى دار الأوبرا المصرية منذ عام 1990، ونجح فى تحقيق شعبية ضخمة بسبب تنوع وثراء محتواه الفنى، مشيرة إلى أنه ملحمة فنية تشرق فى سماء القاهرة كل عام لتجسد مشهدا تنويريًا تلتف حوله الأسرة المصرية وضيوف مصر من مختلف دول العالم، وتابعت أنه يعد من الأدوات الإيجابية الفاعلة لتنفيذ خطط بناء المجتمع والإنسان وتحقيق العدالة الثقافية. من جانبه قال الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا المصرية إن مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء يعد تجسيدًا للدور المجتمعى لدار الأوبرا لأنه يخاطب الموطن المصرى البسيط، ولذلك فهو يعتبر أحد أهم المهرجانات التى تنظمها الأوبرا وأضاف أن طبقًا لتوجيهات وزيرة الثقافة تم إقامة 6 منافذ بيع للتذاكر بسعر رمزى فى المدخل الأول للقلعة تعمل يوميًا اعتبار من الساعة الرابعة عصرًا، ويبدأ دخول الجمهور من الساعة الخامسة قبل بدء الحفلات بثلاث ساعات بحد أقصى أربعة آلاف مشاهد يومياً، بالإضافة إلى رفع كفاءة خشبة المسرح وتعديل زوايا الرؤية للمشاهدين كما تم وضع شاشات ضخمة لنقل جميع الفعاليات. وأكد صابر قيام إدارة الأوبرا بتوفير وسائل لنقل الجمهور مجانًا من بوابات الدخول حتى مسرح المحكى وأماكن للخدمات بجانب تحديد مسار خاص لكبار السن وذوى القدرات الخاصة، وشدد رئيس الأوبرا على الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية من ارتداء قناع الوجه وقياس درجة الحرارة والتعقيم ومسافات التباعد. ويجمع المهرجان هذا العام لأول مرة، كافة الفنون فهو لا يقتصر على الحفلات الغنائية فحسب، وإنما حفلات موسيقية وباليه والأعمال الاوبرالية. تشهد مراسم الافتتاح، مجموعة الأوبرا لموسيقى الحجرة وأوركسترا اوبرا القاهرة بمشاركة فؤاد ومنيب. ويشارك فى الفعاليات، عدد من الفرق الغنائية ونجوم الطرب مثل فرقة وسط البلد، ومن أبناء الأوبرا مى فاروق وأحمد عفت، وياسر سليمان، وكايرو كافيه، وأحمد جمال، وفرقة جوهرة الشرق، والشيخ ياسين التهامى، وفرقة أوبرا القاهرة والباليه، والفنان على الحجار، ومدحت صالح، ونادية مصطفى ومحمد الحلو، ووائل الفشنى، ولينا شماميان، وجنات، وهلا رشدى، وحازم شاهين، وكارمن سليمان، وطارق العربى وأبناؤه، ونداء شرارة، وهانى شاكر، ونوران أبو طالب، وهشام عباس، وسبيد أوف هارتس باند، ومحمد محسن، وسعيد الارتيست، ونسمة محجوب،وبغدادى بيج باند، ودينا الوديدى، ونسمة عبد العزيز. ويقدم المهرجان فى دورته ال29، هذا العام لمسة وفاء، حيثُ يتم تكريم 12 شخصية فنية وادارية ساهموا فى إثراء الساحة الإبداعية المصرية وشاركوا فى صنع نجاح الدورات المتتالية للمهرجان وهم المطرب أمجد العطافي، عازف البيانو والموزع الموسيقى عمرو سليم، الدكتورة عزه مدين، الفنان خالد شهدي كورال بالفرقة القومية العربية للموسيقى، والكاتب الصحفى والناقد الموسيقى أمجد مصطفي، من تحرير أسرة الوفد المطربة ريم كمال، السوبرانو داليا فاروق، حماده السعيد رئيس الإدارة المركزية لشئون رئاسة الهيئة، المهندس محمد الغرباوى رئيس الإدارة المركزية للخدمات الفنية، اسم المهندس مؤنس العطوى، فراج أحمد مدير عام الإدارة العامة للتخطيط والمتابعة، اسم الراحل شعبان محمد فتوح محمد بالبيت الفنى للموسيقى والاوبرا والباليه. أمجد العطافى: التكريم يحفز الفنان على استكمال رسالته الفنية أبدى الفنان والملحن أمجد العطافى، سعادته بالتكريم، فهو يعتبر مهرجان القلعة للموسيقى والغناء واحدا من أهم المهرجانات التابعة لوزارة الثقافة، الذى يقدم الفنون لجميع فئات الشعوب بمختلف طوائفهم وطبقاتهم، وهذه هى رسالة الفن الحقيقى حسبما أكد. وأشار إلى أن تكريم وزارة الثقافة المصرية، التى اعتادت على تقديم الفنون الراقية والتصدى للإسفاف، فخرًا كبيرًا بالنسبة له. لافتا إلى أن التكريم يحفزنا كفنانين على استكمال رسالتنا الفنية التى وهب نفسه إليها منذ أن وطئت قدماه دار الأوبرا المصرية ذلك المكان الذى ولد فيه حلمه وسعى إلى تحقيقه بين جنبات أروقته وحول أعمدته وعلى أيدى أساتذته. ويدين العطافى الفضل للموسيقار عبده داغر، الذى كان يقطن بجواره فى حدائق القبة. قائلا:» طلب منى ذات يوم الحضور لدار الأوبرا المصرية، وهناك التحقت بفرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية. وكان الغناء جماعيًا لأعمال كلاسيكية من تراثنا المصرى، وكان وقتها المايسترو يسرى قطر، استمرت الفرقة من 87 حتى آخر 89، ثم انتقلت إلى الفرقة القومية للموسيقى العربية، وانتقالى لها كان له حكاية ايضا، حيث ذهبت إلى ندوة عن رياض السنباطى، كان من بين الحضور المايسترو سليم سحاب أعجب بصوتى طلب منى الحضور للأوبرا لعمل اختبارات للأصوات للالتحاق بالفرقة التى كان يتم تكوينها وقتها، وبالفعل نجحت وأصبحت أحد أعضائها. ورفض «العطافى»، أن يترك رسالته ويذهب مع الريح ومسايرة الموجة مثلما فعل أغلب الموسيقيين من أجل حلم المال والشهرة، فهو يرى أن الأوبرا المصرية تشبه أفكاره وساعدته على صقل موهبته الفنية التى أهلته للعمل مع كبار نجوم الفن، حيثُ قام بتلحين عدد من الأغانى للمطرب الكبير جورج وسوف، ووردة، ونجاح سلام، فضل شاكر، صابر الرباعى، إيمان البحر درويش. عمرو سليم: التكريم نوع من الوفاء ورد الجميل ومن جانبه، أعرب الموسيقار والموزع عمرو سليم سعادته، بتكريم مهرجان محكى القلعة، متوجها بالشكر لوزارة الثقافة المتمثلة فى الدكتورة إيناس عبد الدايم. وأكد ان الفنان عندما يكرّم من اى جهة على أعماله ينتابه شعور لا يوصف بما قدمه لجمهوره حيث يعتبر ذلك نوعا من الوفاء ورد الجميل، مشيرة الى انه كلما جرى تكريم الفنان وهو فى قمة عطائه شعر بقيمته وجهوده أكثر. وأشار إلى أن مهرجان القلعة تربطه به علاقة قوية، فهو يراه واحدا من المعالم السياحية الهامة الذى تجتمع فيه العراقة والسحر والابتكار. وأوضح أن وزارة الثقافة بذلت جهودا كبيرة للخروج بدوره هذا العام للنور، رغم تداعيات فيروس كورونا التى تلاحقنا من كل ناحية، ولكنه يثق فى التدابير الصحية التى تضعها الوزارة لاحتواء الفيروس وحماية الجمهور. ولفت أن مهرجان محكى القلعة للموسيقى والغناء ليس مجرد حفلات فحسب، وإنما رسالة وسلاح ضد الموجات الغنائية المتتالية والمتتابعة فى تصدير الفن الراقى. داليا فاروق: انتصار واعتراف برسالة الغناء الأوبرالى تشعر السوبرانو داليا فاروق بسعادة عارمة فور علمها بتكريم مهرجان محكى القلعة، الذى تراه انتصارا للفن الأوبرالى الذى لطالما عانى من الاهمال كثيرًا. وأشارت إلى أن التكريم يعتبر اعترافا من وزارة الثقافة المصرية بأهمية الفن الأوبرالى، الذى يعيش أزهى عصوره فى مصر حاليًا بفضل مجهودات دار الأوبرا المصرية التى تحرص على تثقيف الجمهور العربى ومده جرعات ثقافية وفنية متنوعة. وأكدت أن الفن الأوبرالى تعرض لظلم كبير بسبب حالة التغريب التى يمثلها هذا النوع من الفنون كونه بعيدًا عن هويتنا الثقافية وتراثنا الغنائى. لكن بفضل المجهودات الكبيرة التى تقوم بها وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية من خلال انفتاحنا على الجمهور، الذى بات يعرف هذا الفن ويتذوقه ويحبه كثيرا، حتى أصبح له جمهور عريض. وأبدت سعادتها، بتواجد فرقة أوبرا القاهرة والباليه ضمن فعاليات المهرجان الأضخم، لإيصال رسالة الغناء الأوبرالى لشرائح مختلفة من الجمهور.