اهتمت الصحف السعودية فى افتتاحياتها الصادرة اليوم الاثنين بالجولة الخليجية التى يقوم بها رئيس الوزراء د. عصام شرف ويستهلها بزيارة السعودية ووصفتها بأنها تأتى تعبيرا عن التضامن والشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون ومصر فى مواجهة التحديات المشتركة التى تواجه الجانبين. وقالت صحيفة "الجزيرة " إن زيارة رئيس الوزراء للسعودية ليست زيارة مجاملة أو بروتوكولية بقدر ما هي زيارة عمل مهمة لتطوير العلاقات السعودية المصرية التي هي حجر الزاوية في العلاقات العربية - العربية. وأشارت إلى أن العلاقات السعودية المصرية يعول كل العرب الآمال عليها لانتشال الواقع العربي والانطلاق به إلى واقع جديد توظف فيه إمكانات كل دولة لخدمة المصلحة العربية العليا والاستفادة من الأجواء التي أحدثتها عمليات التغيير في الوطن العربي، حيث تتم دراسة القدرات والإمكانات العربية واستثمار ما تمتلكه الدول العربية من ميزات وقدرات اقتصادية وسياسية واستراتيجية وتعزيزها لمكانة المنظومة العربية على الأصعدة الإقليمية والدولية كافة. وأكدت "الجزيرة" أن مصر والسعودية دائما تحكمهما الرابطة المميزة التي تجمع أبناء ضفتي البحر الأحمر وأن العلاقة استمرت هكذا بين الجزيرة العربية وأرض الكنانة وهي رغم مدى عمقها التاريخي إلا أنها تحتاج إلى تفعيل مبني على آليات عمل وفق منطلقات علمية حديثة تستوجب تطورات العصر وأن تكون هذه العلاقات آلة رافعة ومحفزة للعمل العربي المشترك. من جانبها قالت صحيفة "اليوم" إن رئيس وزراء مصر يبدأ تحركاته الخارجية بالأسلوب الصحيح بإعادة ترسيخ العلاقات السعودية المصرية التي حاول المشاءون بالفتنة نسج الشائعات حولها. ونوهت الصحيفة إلى أن السعودية ومن منطلق تاريخى تمثل عمقا استراتيجيا لمصر مثلما تمثل مصر عمقا استراتيجيا للمملكة، مشيرة إلى أن التاريخ يثبت أيضا أن البلدين حققتا نجاحات مميزة في ساحات العلاقات العربية والعلاقات الدولية حينما عملا معا كما أن كل من المملكة ومصر ركن أساس في علاقات الشرق الأوسط ولكل منهما حضور حقيقي ومهم في هذه المنطقة. ونبهت إلى "أن إعلام الحلف الإيرانى عندما يشيع وجود خلافات سعودية ومصرية إنما يبدو أنه نوع من الأماني وللسلوى"، مشيرة إلى أن هذا الحلف ينسى أن ثورة مصر لم تقدم عصام شرف لمنصب رئيس الوزراء إلا وهي مقتنعة بأنه شخصية رشيدة ومحترفة وأن الثورة المصرية ليست نتيجة غليان عاطفي بحيث يعميها الخطاب الأيديولوجي عن السلوك الرشيد. أما صحيفة "المدينة" فقالت إن جولة شرف تعكس مدى عمق العلاقات الأخوية التي تجمع هذه الدول في إطار التعاون والتشاور والمصالح المشتركة التي ظلت تشكل السمة البارزة في علاقات تلك الدول بعضها ببعض.
