كشفت وثائق سرية أمريكية سربها موقع "ويكيليكس" ونشرتها صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية اليوم الاثنين أن أكثر من 150 من المعتقلين ال780 في جوانتامو أبرياء تماما ولا علاقة لهم بالإرهاب، وأن 220 فقط من المعتقلين هم من صنفتهم أمريكا على أنهم "إرهابيين دوليين خطرين". وأوضحت الصحيفة أنه من بين المعلومات التي كشفت عنها الوثائق أن تنظيم القاعدة هدد في وقت سابق بشن "عاصفة جحيم نووية" على الغرب إذا ألقي القبض على زعيمه أسامة بن لادن أو قتل، وأن تلك الوثائق المسربة تحتوي على تفاصيل التحقيقات مع أكثر من 700 من معتقلي جوانتانامو. واشارت الصحيفة الى ان هذه المعلومات التي يتم الكشف عنها ستثير نقاشا في العالم بشأن إنشاء معتقل جوانتانامو "الذي مكن الولاياتالمتحدة من جمع معلومات استخباراتية من قادة بارزين في تنظيم القاعدة، لكنه فجر غضبا شديدا في أوروبا والشرق الأوسط بشأن معاملة المعتقلين". وتقول الصحيفة إن هذه الملفات المسربة تكشف عن خلفيات القبض على كل فرد من المعتقلين ال780 وأوضاعهم الصحية و المعلومات التي أدلو بها خلال استجوابهم، موضحة أن حوالي 220 شخصا فقط ممن اعتقلوا في جوانتانامو تم تصنيفهم من قبل الولاياتالمتحدة باعتبارهم "إرهابيين دوليين خطرين"، وأن 380 شخصا آخرين ينتمون إلى مستوى أقل خطورة، إما أنهم أعضاء في حركة طالبان وإما متطرفون قدموا إلى أفغانستان. وتخلص إلى أن ما لا يقل عن 150 آخرين هم أفغان وباكستانيون أبرياء، بينهم مزارعون وطهاة وسائقون تم جمعهم من قبل القوات الأمريكية أو حتى بيعهم لها. وتذكر الصحيفة مثالا على المعتقلين الأبرياء في جوانتانامو، ومن بينهم محمد الغزالي بابكر محجوب، الذي كان مديرا لدور الأيتام الخيرية السعودية العاملة في أفغانستانوباكستان، واشتبهت القوات الأمريكية في أن له صلات بتنظيم القاعدة، واعتقل محجوب على إثر ذلك، ونقل إلى جوانتانامو بسبب "عمله من المشردين داخل وحول باكستانوأفغانستان"، ولكن بعد سنة في الاعتقال والاستجواب، خلص الجيش الأمريكي إلى أن معلوماته "ليست ذات قيمة" وأن عمله في الجمعيات الخيرية ليس له علاقة بأي منظمة إرهابية وأطلق سراحه. كما تتحدث عن المهازل التي تتم في الاعتقالات حيث تقول الصحيفة إن القوات الأمريكية تعتقل أشخاصا وترسلهم إلى جوانتانامو لأسباب مختلفة من بينها ارتداء ساعات "كاسيو" للاشتباه في كونهم إرهابيين، وذلك لأن تلك الساعات يستخدمها تنظيم القاعدة، كذلك تعتقل أمريكا أطفال في الرابعة عشر من عمرهم وعجائز في ال89 يعانون من مشاكل صحية خطيرة أيضا للاشتباه في "كونهم إرهابيين". ووفقا للوثائق، فقد توصل قادة أمريكيون بارزون إلى أنه في عشرات الحالات لم يكن هناك "سبب مسجل" لترحيل المعتقلين، لكن الوثائق المسربة، لم تكشف عن تفاصيل الأساليب المتبعة في الحصول على المعلومات من المعتقلين مثل الإيهام بالإغراق وغيرها من أساليب التعذيب.