قالت الهيئة الأمريكية التي تراقب الأموال المخصصة لإعادة إعمار أفغانستان إن الحكومة الأفغانية غير قادرة فيما يبدو على إدارة الكميات الكبيرة من المساعدات المباشرة التي تعهدت بها الولاياتالمتحدة ودول أخرى. وحذر جون سوبكو المفتش العام لشؤون إعادة إعمار أفغانستان من اعتزام الولاياتالمتحدة تقديم مساعدات مباشرة إضافية بمليارات الدولارات بدلا من تقديم المساعدات من خلال متعاقدين ومنظمات غير حكومية تعمل لحساب الحكومة الأمريكية. وقال سوبكو في شهادة أعدت لجلسة يعقدها مجلس النواب يوم الأربعاء "الحكومة الأفغانية ليست لديها فيما يبدو القدرة على إدارة كم التمويل المتصور في تعهدات المجتمع الدولي بالمساعدات المباشرة." وأضاف أن برامج المساعدات المباشرة يجب أن تتضمن بنودا إشرافية يجري من خلالها على سبيل المثال صرف الأموال على دفعات صغيرة بدلا من تقديمها في دفعات كبيرة وذلك "لحماية دافع الضرائب الأمريكي". وقال إن هيئته المعروفة باسم (سيجار) ستراقب استخدام المساعدات الأمريكية وما اذا كانت البرامج تقدم إسهامات واضحة للمصالح الوطنية الأمريكية وما اذا كان الأفغان يحتاجونها او حتى يريدونها. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ساهمت حتى الآن بنحو 100 مليار دولار في جهود إعادة إعمار أفغانستان. وتصنف افغانستان باستمرار ضمن اكثر دول العالم فسادا. وربط المانحون بين تقديم اكثر من 16 مليار دولار من المساعدات تعهدوا بها في مؤتمر دولي للمانحين عقد في طوكيو العام الماضي وبذل جهود جادة لمكافحة الفساد. ولكن في محاولة لمنح أفغانستان قدرا أكبر من السيطرة على المعونات المقدمة لها وعد المانحون الدوليون بزيادة المساعدات المباشرة لها. وقال سوبكو إن الحكومة الامريكية التزمت بإدراج 50 في المئة على الأقل من المساعدات التنموية داخل الميزانية الوطنية الأفغانية لكنه لم يلمس تقدما يذكر في مجال التطهر من الفساد. وقال في شهادة مكتوبة إلى لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي التابعة لمجلس النواب "رغم الالتزامات المقدمة من الحكومة الأفغانية لمعالجة هذه المشكلة مازلنا نرى عزوفا من جانب المسؤولين الأفغان لاتخاذ إجراء جاد."