اختيار أماكن التصوير أبرز التحديات .. و صربيا والبحر الأحمر بديلا أفغانستان الكاتب عبدالرحيم كمال نموذج الفنان والإعلامى المؤتثر بقميص طويل يصل إلى الركبة وسروال فضفاض، ولحية طويلة، نجح الفنان طارق لطفي، فى تجسيد شخصية الإرهابى «الشيخ رمزى» فى القاهرةكابول، التى نالت استحسان النقاد والجمهور. كسب لطفى ثقة الجمهور الذى راهن عليه فى البداية تحديدا منذ طرح بوسترات المسلسل، فالشخصية رغم أبعادها النفسية شديدة التعقيد فهى خليط من عدة شخصيات إرهابية، نجح الفنان طارق لطفى فى التعبير عنها بشكل صادق على طريقة «السهل الممتنع» ليؤكد فى كل مرة أنه فنان ذو موهبة استثنائية لم تأخذ فرصتها بعد. وأشار لطفى فى حواره مع «الوفد»، إلى أنه سعيد بالعمل مع كاتب كبير بقيمة السيناريست عبدالرحيم كمال، وطاقم العمل الذى يضم كتيبة وصفهم بالذخائر الفنية. وأبدى سعادته بردود أفعال الجمهور والنقاد عن العمل، لافتًا إلى أنهم واجهوا صعوبات عديدة خلال التصوير والاشادات التى كانوا يتلقونها أثناء عرض المسلسل كانت تهون عليهم وتدفعهم لتقديم الأحسن. حول استعداده للشخصية، والصعوبات التى واجهته فى تجسيد الشيخ رمزى جاء معه الحوار التالى: كان هناك رهان كبير على المسلسل منذ بداية طرحه.. كيف استقبلت ردود أفعال الجمهور واستقبالهم الحار للعمل فى موسم كان يضم أعمالًا قوية ونجومًا كبارًا على قدر المنافسة؟ سعيد جدًا بثقة الجمهور فيّ، وأتمنى أن أكون نجحت فى تقديم عمل يحترم عقليتهم. كما أن القاهرةكابول يضم أسماء لامعة فى مجال التمثيل لا يمكن وصفهم إلا بالذخائر لقوة أدائهم على الشاشة فهم فنانون اعتادوا أن يضيفوا للشخصية التى يلعبونها، إلى جانب وجود الكاتب والسيناريست الكبير عبدالرحيم كمال الذى اشتهر باهتمامه بكل تفصيلة فى العمل والتركيز على جوانب الشخصية التى يكتبها سواء النفسية أو المادية. قضية الإرهاب ما زالت خيوطها معقدة ومتشعبة بالكثير من التفاصيل التى تجعل منها قضية حية على مر العصور والأزمنة.. فما الذى جذبك فى سيناريو عبدالرحيم كمال وشعرت أنك ستقدم من خلاله شيئًا جديدًا هذه المرة؟ قبل اطلاعى على السيناريو، كنت على يقين أننى أمام ورق مهم يطرح قضايا معاصرة وهامة لأن الورق يحمل اسم الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال، وصدق حدسى الفنى عندما قرأت السيناريو الرائع الذى كتبه، فالعمل به العديد من الرسائل الهامة لعل الأهم والأبرز فضح الفكر الإرهابي. وقضية الإرهاب معقدة، لا يمثلها عمل درامى واحد، وتطور بمرور السنوات، ففى كل عام يتطور الفكر الإرهابى أكثر وأكثر وتختلف طرقهم وأساليبهم خاصة مع ظهور عصر السوشيال ميديا، وهذا ما نركز عليه فى «القاهرةكابول» حيل الإرهابيين الجديدة للإيقاع بضحاياهم والسلاح الذى يستخدمونه فى زرع أفكار متطرفة داخل عقول الشباب، فالقصة التى كتبها الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال مُختلفة وبها دراما ثقيلة. فور طرح البوستر ربط الجمهور بين اللوك الذى ظهرت به فى المسلسل بشخصيات إرهابية معروفة.. مثل أسامة بن لادن والقيادى البارز رمزى بن الشيبة.. فهل هناك نموذج استحضرت منه روح وتفاصيل الشخصية؟ استوحيت الشخصية من خمسة وجوه إرهابية حقيقية، وتركت العنان للمشاهد أن يتخيل شخصية بعينها فى كل مرحلة من مراحل الشخصية، ففى بعض الاحيان كان يرى فى شخصية الشيخ رمزى التى كتبها الكاتب عبدالرحيم كمال أنه «أسامة بن لادن»، وفى مراحل أخرى شعر أنه «رمزى بن الشيبة»، وأحيانًا أخرى ينسبه لشخصيات إرهابية عديدة، فأنا لا أقدم سيرة ذاتية لشخصيات بعينها فى المسلسل، ولم أتعمد إثارة اللغط باللوك الذى ظهرت به أو تشتت الجمهور وإنما حرصت على أن يرى فى رمزى خليطًا من شخصيات إرهابية. بذلت مجهودًا جبارًا فى شخصية الشيخ رمزى التى تجسدها فى المسلسل.. فكيف كانت التحضيرات للشخصية؟ التحضيرات لشخصية الشيخ رمزى تختلف عن أى تحضيرات لأى شخصية أخرى قمت بتجسيدها، ربما لأننى لست متفق أو متصالح مع الشخصية التى أقدمها لأنى رافضها تماما ولست متعاطفًا معها بأى حال من الأحوال، وكان عليّ أن أجسد الشخصية وأكون مقتنعًا بمعتقداته أمام الشاشة حتى أستطيع نقل ذلك للجمهور، فكان أمامى هدف واحد هو أن يكره الجمهور شخصية الشيخ رمزى وعدم تعاطفه معه، أما عن اللوك فقد استغرق منى وقتا طويلا، وساعدنى خروج العمل من الموسم الرمضانى الماضى بسبب كورونا إلى إطالة ذقنى أكثر من المعتاد، وهذا الشكل كان يزعجنى ويزعج أسرتى كثيرا. وفيما يتعلق بالملابس التى ظهرت بها فى المسلسل لماذا تم الاستقرار على الزى الأفغانى؟ لأنه الزى الذى اشتهر به الإرهابيون والمفضل لديهم، ومُصممة الأزياء ليلى بذلت معى مجهودًا جبارًا فى رسم ملامح الشخصية وملابسها، وسفير مصر فى أفغانستنان قدم لنا العديد من المُساعدات فقام بشراء ملابس من أفغانستان وشحنها لمصر. ولماذا لم تتم الاستعانة بمصممين مصريين بدلًا من اقتناء الملابس من أفغانستان؟ لأن الزى الأفغانى من الصعب حياكته وتصميمه، والعمل لا يحتمل الخطأ لأننا أمام جمهور واعِ لن يرحمنا إذا اخطأنا، لذا كان هناك ضرورة لإرسال الملابس من أفغانستان، ومصصمة الأزياء ليلى كانت تريد أن تحصل على نسخ أصلية من الملابس لتصميم نسخ مماثلة لها. كيف دعمت السفارة المصرية فى أفغانستان المسلسل؟ السفارة المصرية فى أفغانستان ساعدتنا بشكل كبير على تخيل طبيعة الحياة الأفغانية، فهى لم يتوقف دورها عند حدّ شراء الملابس لنا، وإنما ساعدتنا على فهم سيكولوجية الأفغانيين، وأشكال البيوت والشوارع لتصميم ديكور مناسب لها لأنه من الصعب الحصول على تصاريح التصوير فى افغانستان، كما أمدتنا ببعض المعلومات عن طبيعة الموسيقى الملائمة للدولة. عملية العثور على أماكن تصوير كانت هى التحدى الأكبر.. فما المدة المستغرقة حتى تم الاستقرار فى النهاية على الغردقة كبديل لأفغانستان؟ بعد بحث طويل، عثر المخرج وفريق المعاينات فى الغردقة، على قرية تقع وسط المناطق الجبلية لا أحد يسمع عنها من قبل، رغم أنها موجودة منذ 1890، كما تم الاستقرار على صربيا وهى كانت الدولة الأقرب فى المواصفات من أفغانستان. هل اصطدمت بالواقع بشخصية قريبة من شخصية الشيخ رمزى التى تقدمها فى المسلسل؟ لم اصطدم بشخصية إرهابية بشكل مباشر، ولكن سمعت عنها مثل الجميع فى البرامج والتليفزيون، فى الحقيقة الكاتب عبدالرحيم كمال كتب الشخصية بشكل جيد جعلنى أكتفي بالورق فقط فى رسم ملامح الشخصية مع المخرج حسام علي. من وجهة نظرك.. شخصية الشيخ رمزى بطبيعتها شخصية طيبة ضحية للظروف.. أم بداخلها شر كامن فى انتظار فرصة للإعلان عنه؟ كما قلت سلفًا، لست متعاطفًا مع شخصية الشيخ رمزي، وهذا أصعب ما واجهته فى التحضير للشخصية، لا شك أن البيئة عليها عامل كبير ومؤثر على شخصية صاحبها ولكن أن تصبح شخصًا سويًّا أو رهابيًّا فهذا اختيارك دون اللوم على طبيعة البيئة التى نشأ فيها. ما التحديات التى واجهتك خلال التصوير؟ التصوير كان يتم فى مناطق جبلية، وطبيعة الحياة الجبلية والصحراوية صعب العيش فيها، فكنت أتسلق الجبل أكثر من مرة فى اليوم الواحد، كل هذا كان مرهقًا بالنسبة لنا. هل تعتبر «القاهرةكابول» عملًا دراميًّا يخوض معركة وعي لفضح الفكر الإرهابى؟ بالتأكيد «القاهرةكابول» عمل تنويرى وهذا هو دور الدراما، تقديم عمل تنويرى للجمهور، فجميع صُناع المسلسل يخوضون معركة وعى مع القيادة السياسية لفضح الفكر الإرهابى ومخططاتهم، وكشف حيلهم للنيل من مصر، حتى يكونوا عبرة للجيل الحالى والقادم، ولا يكونوا ضحية لأفكارهم الشاذة المتطرفة. العمل احتوى على أسماء لامعة قوية فى مجال التمثيل مثل خالد الصاوى ونبيل الحلفاوى وفتحى عبدالوهاب.. كيف كانت كواليس العمل معهم؟ أكثر من ممتعة، فهم نجوم كبار كل منهم يحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور، أعد الجمهور أنه سيرى مباراة تمثيلية من العيار الثقيل على مستوء الأداء والموهبة. الموسم الرمضانى هذا العام ضم أعمالًا درامية تقاسم بطولتها نجمان من الوزن الثقيل، ولا تعتمد مبدأ النجم الأوحد، فهناك مثلا «الاختيار 2»، و«نسل الأغراب» و«ملوك الجدعنة» وكذلك «القاهرةكابول».. وهى ظاهرة نكاد نفقد الأمل فى رؤيتها مجددًا.. هل ترى أن الدراما بدأت تتحرر من فكرة البطل الأوحد، وإلى أى مدى لمست جدواها؟ صُناع القاهرةكابول كلهم أبطال، كل منا يركز على الشخصية والدور الذى يلعبه، أنا ضد فكرة أن يكون هناك بطل واحد فى العمل ، لأن النجاح جماعى لذا بأى حق أنسبه لفرد واحد، سعيد بالتعاون وبالثنائية الموجودة فى الموسم الرمضانى هذا العام، وهو ما يصب فى مصلحة المشاهد بأنه سيحصل على جرعة فنية مكثفة فى الأداء والموهبة فى عمل فنى واحد. كيف ترى دور وسائل الإعلام والفن فى بلورة استراتيجيات للتصدى لظاهرة الإرهاب.. بما أننا أمام نموذج إعلامى وفنى فى المسلسل؟ المسلسل يركز على دور الفن والإعلام فى التصدى لظاهرة الإرهاب، التى لن تحدث إلا بتثقيف ووعى المواطن وهذا هو دور الفن والإعلام باعتبارهما القوة الناعمة المؤثرة على عقول المواطنين، حيث تؤثر هذه الوسائل في الطريقة التى يدرك بها الأفراد الأمور، فإذا كان الإعلام ليس له تأثير على المواطنين لم تكن الإخوان لتستخدمه. من المعروف عن طارق لطفى أنه دائمًا يقدم أعمالًا تحترم عقلية جمهوره ربما يكون هذا ساعد على إقامة جسر من الثقة بينك وبين الجمهور.. فما المعايير التى يختار على ضوئها النجم طارق لطفى أعماله الفنية؟ أختار العمل الذى يضيف لي، ويتطرق لقضية بعينها، وفى النهاية يحمل رسالة للمشاهد، شخصية الإرهابى التى أقدمها فى «القاهرةكابول» قدمتها سابقا فى مسلسل «العائلة» برؤية الكاتب الكبير وحيد حامد، الذى تناول قضية الإرهاب والفقر الذى يؤدى بالفقراء إلى الانجراف وراء التيارات المتطرفة، ولكن هذا لا يعنى أن أقدم الشخصية مرة أخرى إذ شعرت أن هناك تفاصيل جديدة وأحداثًا مشوقة، وهذا ما وجدته فى الشيخ رمزى الذى يقدمه الكاتب عبدالرحيم كمال بشكل متطور وحديث. حققت نجاحًا كبيرًا من خلال فيلم 122.. هل هذا يعنى أننا سنراك بكثرة سينمائيًّا؟ لم أتغيب عن السينما عن طيب خاطر، ولكن عادة أنتظر عملًا قويًّا يعيدنى للسينما أو الدراما، وهذا ما حدث مع فيلم 122، فهو فيلم رعب مصرى على طريقة أفلام هوليوود، واستخدمت فيه تقنيات عالية الجودة ليكون أول فيلم مصرى يعرض بتقنيه ال 4Dx، وهذا ما حمسنى للمشاركة فيه لأنه مختلف وشكل جديد على السينما المصرية.