أجرى 50 عملية جراحية.. وحارب التنمر.. ويسعى لاحتراف اللعبة لم يكن الطفل المصرى محمود سامح، البالغ من العمر 12 عاماً، ككل الأطفال بعد أن تفاجأ وهو فى سن الخامسة بألم فى قدمه اليسرى استدعى تجبير القدم لينتهى الأمر ببترها. دخل سامح فى حالة نفسية سيئة بعد بتر ساقه، إلا أنه كان له رأى آخر مع هذه المعاناة. فبعد فحصه من جانب الطبيب لمعرفة سبب الألم فى قدمه، قرر الطبيب تجبيرها, إلا أن الألم لم يتوقف بعد ذلك، لتكشف الفحوصات إصابته بورم حميد ثم تطور الأمر إلى سرطان فى الدم. التحق محمود بمستشفى لعلاج سرطان الأطفال وقد ساهمت سيدة تدعى «عندليب» فى تحسين حالته النفسية ودفعه للأمام وكان لها بالغ الأثر فى تقبله لمصابه، فكان يقوم بمساعدتها بأعمال التطريز وصناعة بعض المشغولات اليدوية المستخدمة فى الزينة والتى كانت تباع لصالح المستشفى. أجرى محمود 50 عملية جراحية ثم اتفق الأطباء على ضرورة بتر رجله اليسرى بالكامل، وبعد اتخاذ هذا الإجراء المؤلم تعرض للتنمر كثيرا فى المدرسة وكذلك فى الشارع لأنه كان يمشى بمساعدة عصا يتوكأ عليها، وبعد تركيب ساق صناعية له تحمل الألم واعتاد على هذا التنمر حتى قويت شخصيته وبات لا يخجل من إظهار الساق الصناعية للآخرين. وكان محمود يتدرب «جمباز وسباحة» قبل بتر قدمه، إلا أن هذا البتر أعاق استمراره فيها ليبحث بنفسه عن هواية أخرى، فذهبت به والدته لإحدى الأكاديميات الخاصة بالفروسية على أمل إلحاقه بها وبمجرد ذهابه هناك انتبه أحد المدربين له ويدعى محمد رمضان وأكد تمتعه بموهبة فى هذا المجال وتكفل بتدريبه وكذلك بالأعباء المالية ليتخصص محمود فى رياضة «ديريساج» أو «ترويض الخيول». وبدأ فى المشاركة فى عدد من المسابقات فى ترويض الخيول، مما جعله الطفل المعاق الوحيد فى مصر الذى يتدرب على الفروسية، ويطمح أن يحقق نجاحات على مستوى احترافى فى القريب العاجل خاصة أن مدربه يؤكد قدرته على ذلك.