وصف خبراء الاقتصاد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لجيبوتي، بالمُثمرة، في جميع القطاعات وبالأخص القطاع الاقتصادي، الذي استطاعت مصر أن تحقق فيه أعلى النجاحات في أصعب الأوقات التي مرت على الدول وهو جائحة كورونا، حيث لم تشكل عائق أمام عمليات التنمية في جميع المجالات التي حققتها مصر خلال الفترة الماضية ومازالت تحققها، مؤكدين أن العلاقات المصرية بدول إفريقيا تمثل قوى ناعمة، ومساعدة لدول العالم بالخبرة المصرية التي اكتسبتها من خلال المشروعات القومية طوال السنوات الماضية. وأعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، وصول الرئيس السيسي اليوم إلى جيبوتي، وكان على رأس المستقبلين الرئيس إسماعيل عمر جيلة، فضلًا عن عدد كبير من كبار المسئولين الجيبوتيين، وأقيمت للسيد الرئيس مراسم الاستقبال الرسمى وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. في هذا الصدد قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن العلاقات المصرية مع دولة جيبوتي قديمة وتاريخية بحكم الموقع، لافتا إلى أن مصر تقع في أعلى البحر الأحمروجيبوتي تقع في أسفله، والدولتان تقعان على ممرات هامة، بالنسبة لمصر قناة السويسوجيبوتي عبر باب المندب. مصر حريصة على دعم علاقتها مع الأشقاء في القارة السمراء وأضاف الخبير الاقتصادي، في تصريح خاص ل الوفد، أن مصر كان لها دور عبر التاريخ في جيبوتي؛ مثل إرسال بعثات ثقافية، وأخرى من الأزهر الشريف إلى هناك، مشيرا إلى أنه بعد رئاسة الاتحاد الإفريقي، مصر حريصة على دعم علاقتها مع الأشقاء في القارة الإفريقية. ولفت الدكتور جاب الله، أن هناك اتفاقيات للتجارة الحرة مع الدول الإفريقية، ويمكن من خلال آليات الاتحاد الإفريقي والعلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي، أن يتم تعزيز التعاون بين الدولتين بصورة تؤدي إلى مزيد من الخير للبلدين، موضحًا، أن مصر لديها مجموعة كبيرة من شركات التشييد والبناء والبنية التحتية، كما اكتسبت خبرة كبيرة من خلال المشروعات القومية طوال السنوات الماضية، ويمكنها أن تساعد ويكون لها دور في المشروعات التي تتم في دولة جيبوتي. وتابع، كما أن مصر لديها الصناعات والصادرات التي يمكن أن تدخل السوق الجيبوتي بأسعار جيدة وفي نفس الوقت يمكن تذليل جميع العقبات أمام المواد الخام، والسلع والمنتجات الجيبوتية للسوق المصر، مؤكدًا أن هذه الزيارة ستدفع أوجه التعاون إلى أفاق جديدة وتعزز من عمليات التبادل التجاري ومن تواجد الشركات المصرية في جيبوتي فضلًا عن ترحيب الشعب المصري لكل ما يتعلق بدولة جيبوتي في مصر والشعوب الشقيقة. رغم جائحة كورونا مصر تغزو العالم بالمنتجات الزراعية ومن جانبه قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن مصر دائما تسعى لتنفيذ منطقة تجارة حرة إفريقية، وذلك منذ بداية هذا العام، كما تسعى لزيادة حجم الصادرات للقارة الإفريقية، وزيادة حجم التجارة البينية الإفريقية، لافتا إلى أنه توجه تقوم به مصر في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تعمل عليها، وتحسين لمستويات القطاعات المنتجة داخل الاقتصاد المصري. وتابع، الخبير الاقتصادي، من أبرز هذه القطاعات هم، قطاعات الزراعة والصناعة، حيث أصبحت هذه القطاعات تُخرج منتجات قابلة للتصدير، مشيرا إلى أنه بالنسبة لمجال الزراعة في مصر رغم جائحة كورونا؛ أصبح العديد من السلع الزراعية المصرية تتصدر للعالم، وعلى مستويات عالية فيما يتعلق بالصادرات العالمية، مثل الموالح والعنب والرمان، وغيرها من السلع الغذائية المصرية . الغرض من جولات الرئيس الإفريقية وأضاف علي الإدريسي، أنه على مستوى الصادرات الصناعية بدأنا التحرك فيه بشكل جيد، وما يقوم به الرئيس من خلال زيارته لجيبوتي، هو نوع من أنواع الترويج للإصلاحات الاقتصادية التي قمنا بها من جانب، ومن جانب آخر زيادة معدلات التبادل التجاري بين مصر وجيبوتي والدول الإفريقية ككل، موضحًا، أن جولات الرئيس السيسي للعديد من الدول الإفريقية خلال السنوات الماضية الغرض منها زيادة معدلات التعاون والتكامل الاقتصادي، والترويج للإصلاحات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري وغزو الصادرات المصرية للقارة الإفريقية . مصر حققت نجاحات كبيرة في مشروعات البنية التحتية ولفت الإدريسي، أنه مع وجود منطقة تجارة حرة أصبح هناك ميزة نسبية للمنتجات المصرية، عن غيرها من الدول الأجنبية خارج القارة، متابعًا، كما أن هناك جزء آخر مرتبط بحجم الاستثمارات وامتلاك مصر ميزة نسبية في العديد من الاستثمارات، وكذلك أوجه الاستثمارات المختلفة سواء في الصناعة أو الزراعة، ولكن يظل هناك ميزة نسبية واضحة مرتبطة بالإنشاءات ومشروعات البنية التحتية التي قامت بها مصر وحققت نجاحات عظيمة بها على المستوى المحلي، وشهدنا ما قامت به مصر من شركات حكومية وقطاع خاص في الدول الإفريقية، وبالأخص كان هناك تجربة مميزة جدا في تنزانيا، متوقعا تكرار هذه التجربة في دول أخرى وبالتالي سيكون تواجد لشركات المقاولات المصرية هناك وللعمالة المصرية في إفريقيا، وجيبوتي، وبالتالي ضخ الاستثمارات الإفريقية هناك بيعود بالنفع على الجانبين. الاقتصاد مرتبط بالاستقرار الأمني آملًا في الاستمرار وتحقيق تجربة إصلاح اقتصادي في جيبوتي، وتحقيق تنمية اقتصادية هناك بالشكل الأمثل، مؤكدا أن ما يقوم به الرئيس ليس عائد اقتصادي فقط، ولكن أيضا هناك جوانب أخرى مرتبطة بتعاون سياسية وثقافي، وأمني، وهذا جزء هام، مصر بدأته منذ عام 2018، بشكل كبير، لافتا إلى أن الرئيس السيسي دائما أكد على تحقيق الاستقرار الاقتصادي مرتبط بالاستقرار الأمني والسياسي للدولة، وهذا أمر مفروغ منه، ومن مصلحة مصر أن يكون هناك أيضا استقرار داخل الدول الإفريقية. وأنهى الخبير علي الإدريسي، حديثة أن زيارة الرئيس لجيبوتي، ستنقل للدول الأخرى العديد من الخبرات التي تمتلكها مصر في كافة القطاعات وخصوصًا القطاع الاقتصادي. مصر تنفتح على إفريقيا ومن جهته أكد الدكتور أبو بكر الديب، الخبير الاقتصادي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن جاء إلى حكم مصر انتهج سياسة، وهي الانفتاح على إفريقيا، لافتا إلى أنه توصل من خلال هذه السياسة إلى علاقات ثنائية مع القادة الأفارقة وعلاقة جماعية مع القارة، ونتج عن هذه السياسة بمرور السنوات، أن مصر أصبحت متحدثًا إفريقيا في المجتمع الدولي، والمؤتمرات والندوات العالمية. وأضاف الخبير الاقتصادي، أن زيارة الرئيس لجيبوتي اليوم كانت ضمن توجهاته نحو القارة السمراء، مشيرًا إلى أنه في لقاء الرئيس السيسي بنظيره الجيبوتي، اتفقوا على العمل المشترك وتوفير الدعم وزيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، موضحًا، أن الاستثمارات بالنسبة لمصر "قوى الناعمة"، ومشاركتها في مشروعات بنية تحتية وكذلك مشروعات اقتصادية واجتماعية وصحية في جيبوتي هذا معناه زيادة قوى مصر الناعمة في القارة الإفريقية. جيبوتي منفذ هام للصادرات وأشار الديب، إلى أن العلاقات الطيبة مع الدول تعمل على زيادة الصادرات المصرية للأسواق، وخاصة افتتاح فرع لبنك مصر في جيبوتي، وهي خطوة تساهم في زيادة الاستثمارات بشكل خاص، كما تسهل عملية التبادل التجاري سواء صادرات أو واردات، متابعًا، الرئيسان اتفاق على إنشاء منطقة لوجيستية هناك، وجيبوتي تعتبر منفذ مهم لصادرات مصر في مختلف المجالات، ووجود منطقة لوجيستية في جيبوتي يسهل نفاذ الصادرات المصرية إلى دول العالم، فضلا عن فائدة ذلك في تطوير الموانئ، بالإضافة لمجالات النقل والصحة والاتصالات، والاستزراع السمكي لما تملكه مصر من خبرات كبيرة جدًا في هذا المجال. نكتسب مزيد من الأصوات لصالحنا وتابع، الدكتور أبو بكر الديب، العلاقات المصرية الجيبوتية تفيد الجانبين، كما أن هذه الزيارة هامة وجاءت في توقيت حساس، وهو استكمالًا لتوجه الدولة المصرية لأحضان إفريقيا وهذا يعطي ثقل لمصر، ويساعد في زيادة الزخم الدولي وكسب مزيد من الأصوات الإفريقية فيما يتعلق بأزمة السد والموقف الإثيوبي، الذي سيكون الخاسر الأكبر حال فشل المفاوضات بشكل تام وتصرفها بشكل أحادي، لتضع نفسها في أزمة أمام المجتمع الدولي، قانونيًا ودوليًا ، وستضع نفسها في عزلة اقتصاديًا واجتماعيًا سياسيًا. اقرأ أيضا : الإدريسي عن زيارة الرئيس لجيبوتي : مصر تسعى لزيادة حجم الصادرات للقارة الإفريقية 16 رسالة للرئيس السيسي.. خلال زيارته لجيبوتي عقب وصول الرئيس لجيبوتي.. خبير اقتصادي: جولات السيسي تعزز الاقتصاد المصري دبلوماسيون: زيارة السيسي لدولة جيبوتي تدعم الحفاظ على مقدرات الدولة المصرية
