بعد منتصف ليل الجمعة، وبينما يستعد المعتصمون في بهو ماسبيرو للنوم، ولم يكن يزيد عددهم على عشرة أفراد، قرر أمن التليفزيون "كنسهم بالمقشات" إذا تجمهر عدد كبير من عمال النظافة وأفراد الأمن وبدأوا في تقطيع اللافتات الورقية المعلقة منذ بداية ثورة يناير داخل أروقة ماسبيرو، وعندما اعترض المعتصمون هاجمهم عمال النظافة وأفراد الأمن بالمقشات يضربونهم ضربا مبرحا بشكل عشوائي لإجلائهم عن المكان بالقوة . كما تهجموا علي السيدات اللاتي احتمين بالدروع البلاستيكية التي تبرع بها جنود الجيش الذين يحمون المبني وتصنع منه المعتصمات حاجزا للمبيت في احد أركان البهو الرئيسي داخل التليفزيون، وتهجموا علي الإعلامية ماهيتاب صادق، والتي تمسكت بأحد الدروع تحمي نفسها . وبعد معركة غير متكافئة بين المعتصمين العشرة وجحافل الأمن وعمال النظافة أسفرت عن إصابة الإعلامي محجوب أبو سعده الذي حرر محضرا بالواقعة في قسم بولاق برقم 1372/ علي 2011 ، بعد أن قام بتقديم كشف طبي للإصابات التي لحقت به بمستشفي بولاق العام برقم 8340 الساعة الرابعة والنصف فجر الجمعة، واتصل المعتصمون بزملائهم فوصلت الإعلامية هالة فهمي وعصام سعيد وتدخلت لوقف الاعتداء علي زملائها، فقام أحد عمال النظافة بضربها في منطقة الصدر، وحاول التهجم عليها بعصا المقشة، ولكن تم إبعاده نتيجة الصراخ المتواصل للسيدات المعتصمات، كما اتصل المعتصمون بمحمد عاشور مدير امن قطاع الأخبار الذي وصل في حوالي الساعة الثانية والنصف فجرا، وأمر عمال النظافة وأفراد الأمن بالابتعاد عن المعتصمين . ورغم ذلك مازال المعتصمون يواصلون التواجد في أماكنهم مطالبين برحيل عناصر الفساد التي ترعي في معظم قطاعات دولة ماسبيرو وأولهم مدير الأمن الطبلاوي ورئيس الاتحاد سامي الشريف، وقد زادت الشعارات التي يرفعها المعتصمون شعارا جديدا وهو " الأمن والمقشة ايد واحدة " . وأكدت الإعلامية ريم خيري شلبي وهي احد المعتصمين أنها تعرضت لمحاولة اختطاف من امن ماسبيرو ولكنها أفلتت بأعجوبة، وأضافت ريم أنها تمتلك فيديو بالصوت والصورة من احد عمال النظافة المعتدين يعترف فيه بأسماء من حرضوه علي ضرب المعتصمين والمبالغ المالية التي دفعوها له ولزملائه، كما تحتفظ ريم خيري شلبي بفيديوهات توثيقية لوقائع اعتصام الإعلاميين منذ بدء الاعتصام المفتوح ويوضح كافة التحرشات والانتهاكات التي مارسها امن التليفزيون ضدهم منذ بدء الاعتصام حتى موقعة المقشة . وكان امن التليفزيون قد هدد احدي المعتصمات وهي مخرجة بقطاع القنوات المتخصصة بتلفيق قضية دعارة إذا لم تنهي اعتصامها . وكان الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء قد وعد إعلاميي ماسبيرو المعتصمين بالاستجابة لمطالبهم خلال شهر، ومر الشهر دون أي استجابة للمطالب التي قال عنها الجمل إنها مشروعة، ومازالت رءوس الفساد تمرح في ماسبيرو وتمارس ألاعيبها القديمة والمواقع الحربية القذرة وآخرها موقعة المقشات .