شهدت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ندوة مهمة عن السينما الافريقية في مطلع القرن الحادي والعشرين حضرها المنتج والمخرج النيجري "فيكتور اوخاي" والمفوض العام لمهرجان السينما والتليفزيون الافريقي ميشيل اودروجو والمنتجة الفنانة إسعاد يونس والمخرجة والمنتجة فيردوز بولبليا والمخرج التونسي إبراهيم لطيف والمخرج والمنتج الافريقي فايث ايذاكبير والسيدة سهير عبد القادر التي رحبت بالضيوف وأكدت أهمية هذه الندوة تحديداً لأنها تطلق عليها ندوة الأصدقاء نظراً للعلاقات التي تربط بينها وبين الحضور. وبدأت الندوة بحديث المخرج فيكتور اوخاي الذي طرح سؤالاً على الحضور وهو : ماالسينما الافريقية من وجهة نظركم وأجاب عن سؤاله "ميشيل أودروجو" الذي قال : اننا اليوم نقوم بقراءة السينما في افريقيا فهي تمثل خيال الشعب الافريقي ولابد ان نبحث من خلال التنوع عن نقطة الالتقاء الثقافي، فالسينما الافريقية اصبح فيها تنوع كبير واعتقد ان المثقفين في عالم السينما يتحدثون بشكل جيد عن السينما الافريقية. وأرى أن السينما المصرية الرائعه تعد افريقية كما اعتبر ان كل القيم الثقافية متساوية وليس هناك ثقافة أدنى وثقافة أعلى فالسينما الافريقية بدأت مع الاستعمار الفرنسي والأفارقة تبنوا القيم التي اتى بها المستعمر الفرنسي وفي هذه النقطة تحديداً نحن نشكر الاستعمار لانه أسهم في تحرير السينما الافريقية ووجه فيكتور اوخاي سؤالاً آخر وهو هل السينما الافريقية هي التي صورت في افريقيا ام التي تتحدث باللغة الافريقية ام التي تقدم عن افريقيا ؟ واجابت الفنانة والمنتجة اسعاد يونس قائلة : حينما تصنع فيلماً فأنت تقدم قيمة إنسانية، وقارة إفريقيا بما تحمله من قيم إنسانية وحضارة عظيمه استمددنا منها قيمنا الانسانية وهذه القيمة هي التي تحدد لمن سيوجه الفيلم ولا يجب أن ننظر الى السينما الافريقية على انها مجرد طرزان وأسد وغابة فأنا أرى أن الفيلم الافريقي مليء بالكنوز المعرفية والثقافية ولكن كيفية التناول هي التي تحكم هذه المسألة وفي النهاية أنت تقوم بتوصيل قيمة انسانية من افريقيا سواء كان الفيلم ناطقا بالفرنسية أو مصوراً في أي بلد آخر. وأضاف المنتج والمخرج فايث ايذاكبير أن الفيلم الذي يصنع من منظور افريقي بغض النظر عن الاحداث التي يتناولها هذا الفيلم وسواء كانت احداثه في امريكا او في فرنسا او اي دولة اخرى فهو يعد فيلماً افريقيا لانه صنع بأيدٍ افريقية، وانا كأفريقي أضع أصلي ونشأتي في أعمالي الفنية . وعلق المخرج التونسي ابراهيم لطيف قائلاً: "أنا أختلف مع الحضور في نقطة معينة وهي أنه من وجهة نظري لاتوجد سينما افريقية بل توجد أفلام افريقية، وأنا أتفق مع الجميع في أن هناك قصصا افريقية تشير إلى هوية القارة السمراء، ولكن لا توجد سينما افريقية حقيقية باستثناء بعض الدول منها مصر والمغرب ونيجيريا". وأضافت المخرجة والمنتجة فيردوذ بولبيليا قائلة: "فليحم الله أفريقيا فأنا عربية ومسلمة افريقية على الرغم من اصولي الهندية ولكني اعتز بافريقيتي ، وللأسف أنا أحزن كثيراً حينما نتحدث عن أفريقيا السوداء المليئة و بالمجاعات والامراض ولكننا ننسى دائماً الاحتفال بالانجازات الفنية الافريقية وهذا خطأ كبير جدا ولا يهم أن نصور فيلماً في أفريقيا أم في أمريكا، المهم أن نكون صادقين فيما سنقدمه. وطرح المنتج فيكتور أوخاي سؤالاً آخر وهو كيف تتوقع أن تكون السينما الافريقية في ظل التكنولوجيا الحديثة وأجاب المخرج والمنتج "فايث ايذاكبير" قائلاً: نحن لدينا نفس التكنولوجيا الموجودة في العالم ولدينا تمويل كبير من مؤسسات كثيرة وسوف نقوم قريباً بانتاج فيلم افريقي نيجيري مشترك ونتمنى ان نصل من خلاله الى هدفنا المنشود وأضاف ميشيل أن السينما الافريقية استفادت كثيراً من التمويل من دول الشمال التي تدفع فواتير الأعمال الفنية. ويجب الآن على افريقيا ان تقوم بسداد هذه الفواتير التي أشبهها بفواتير الطعام ولا بد لأفريقيا أن تدفع ثمن الطعام حتى تستطيع أن تطلب قائمه أخرى ولا بد من أن نستغل مواردنا فهناك خمس دول تقدم الدعم للثقافة الافريقية وهي مصر وجنوب افريقيا والمغرب والجزائر وبوركينافاسو ونيجيريا وللأسف القادة في افريقيا يعتقدون أن التنمية تقوم على الزراعة والصناعة فقط ولا يهتمون بالثقافة الفنية ولا يعتبرونها صناعة وهذا خطأ كبير.