مطلوب دراسة شاملة للوقوف على أسباب الحوادث ومنع تكرارها أيادٍ خفية قد تكون سبباً فى الحوادث لزعزعة الاستقرار بدأت مصر منظومة تحديث السكك الحديدية منذ سنوات، ومع ذلك ما زالت حوادث القطارات تتوالى، وكان آخرها حادث قطارالمنصورة الذى خرج عدد من عرباته عن القضبان مخلفاً وراءه عدداً كبيراً من القتلى والجرحى وتؤكد بيانات وزارة النقل أن عملية تطوير السكك الحديدية تسير على قدم وساق، حيث كشفت الوزارة وهيئة سكك حديد مصر مطلع العام الجارى عن توريد عدد من عربات الركاب، وأشارت إلى أنها تعاقدت مع شركة ترانس ماش هولدنج الروسية لتوريد عدد «1300» عربة ركاب مختلفة الطرازات بتكلفة 16 مليار يورو، منها 300 عربة مكيفة– و500 عربة مميزة مكيفة– و500 عربة مميزة بتهوية ديناميكية بتكلفة 1,016 مليار يورو، وتم الانتهاء من توريد عدد 227 عربة جديدة حتى الآن، كما تم التعاقد مع شركة تالجو الإسبانية لتوريد عدد 6 قطارات كاملة بعربات مكيفة بجرار ديزل شامل عقد الصيانة لمدة 7 سنوات بتكلفة 157 مليون يورو. كما تم التعاقد مع مصنع سيماف بالهيئة العربية للتصنيع لتطوير عدد 200 عربة ركاب درجة ثالثة عادية وتم الانتهاء من تطوير 97 عربة بالفعل، كما تم الانتهاء من تطوير عدد 90 عربة إسبانى مكيفة بورش أبوراضى بالسكة الحديد وبمعرفة العاملين بالهيئة. ولم تنس الهيئة تطوير عربات النوم وجارٍ التنسيق مع مصنع سيماف لتصنيع وتوريد عدد 200 عربة نوم بأحدث المواصفات العالمية، حيث تم إنفاق 86 مليار جنيه، وتم وضع مخطط للبدء فى تنفيذ مشروعات أخرى بتكلفة 55 مليار جنيه. أما فيما يخص محور تطوير المزلقانات فتم التخطيط لتطوير الأعمال المدنية لعدد «1102» مزلقان بالإضافة إلى تطوير نظم التحكم لعدد 1120 مزلقاناً وبإجمالى تكلفة 2,548 مليار جنيه، وتم الانتهاء من تطوير الأعمال المدنية لعدد 732 مزلقاناً، كما تم الانتهاء من تطوير نظم التحكم بعدد 479 مزلقاناً بإجمالى تكلفة 1,7 مليار جنيه، وجارٍ تطوير الأعمال المدنية لعدد 370 مزلقان وتطوير نظم التحكم لعدد 641 مزلقاناً بإجمالى بتكلفة 848 مليون جنيه. ومع كل هذا ما زالت مصر تصحو كل فترة على ألم فقد العديد من أبنائها فى حادث لقطارات الكسة الحديد، لذلك فالسؤال الذى يطرح نفسه الآن لماذا تتكرر حوادث القطارات رغم عملية التطوير التى تشهدها منظومة السكك الحديدية فى مصر؟ يجيب عن هذا التساؤل الدكتور أحمد فرج، أستاذ هندسة السكة الحديد بجامعة القاهرة، مشيراً إلى أن حوادث القطارات المتكررة فى تلك الأيام تتطلب دراسة مستفيضة، فمن الجائز وجود أيدٍ خفية وراءها لتحقيق هدف معين، والعمل على زعزعة الاستقرار، وإخفاء عملية التطوير الشاملة التى يعمل من أجلها الرئيس السيسى. وأضاف أن وقف نزيف دماء المواطنين على قضبان السكك الحديدية يحتاج إلى وضع استراتيجية محكمة وعملية، مطالباً بإعداد تقارير عن القطارات التى تخرج من الصيانة يومياً، وإجراء الصيانة تحت رقابة مشددة لمنع استمرار مسلسل الحوادث، والقضاء على الأيادى الخفية التى تسعى لإفساد عملية الإصلاح والتطوير، مؤكداً أن بعض قضبان السكك الحديدية وعربات القطارات، تحتاج إلى إحلال وتجديد، موضحاً أن هيئة السكة الحديد تمر بعدة مشكلات ما يستوجب البحث فيها والعمل على حلها تحت رقابة مشددة حفاظاً على أرواح المواطنين.
